أمين "البحوث الإسلامية": تفسير القرآن حسب «الرؤى» غاية مسمومة تسعى لضياع هيبته وإسقاط أحكامه
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كشف مركز حصين المختص في الرد على الشبهات، ومكافحة الإلحاد، عن أهمية الثبات على الطاعة بعد رمضان.
وقال عبر موقعه الرسمي: كَانَ شَهرُ رَمَضَانَ ضَيفًا مُبَارَكًا عَلَينَا، ذَاقَ المُسلِمُونَ فِيهِ حَلَاوَةَ العُبُودِيَّةِ لِلَّهِ، وَتَنَعّمُوا فِيهِ بِالدُّعَاءِ وَتِلَاوَةِ القُرآنِ، وَالصِّيَامِ وَالقِيَامِ وَزِيَادَةِ الإِيمَانِ، وَالتَّغَلُّبِ عَلَى هَوَى النّفسِ وَكَيدِ الشّيطَانِ، وَإِنّ لِلطّاعَةِ لَلَذَّةً فِي نُفُوسِ المُؤمِنِينَ، وَرَاحَةً وَطُمَأنِينَةً وَبَردًا مِن اليَقِينِ.
وَلَئِن كَانَ المُؤمِنُ يَحزَنُ عَلَى فِرَاقِ رَمَضَانَ، لَكِنّهُ يَفرَحُ بِنِعمَةِ اللَّهِ عَلَى إِتمَامِهِ، وَيَرجُو اللَّهُ تَعَالَى أَن يَتَقَبّلَهُ، وَيَطمَعُ فِي عَظِيمِ فَضلِهِ أَن يُوَفّقَهُ لِلثَّبَاتِ عَلَى الإِيمَانِ، وَالزّيَادَةِ مِنهُ، وَأَلَّا يُرَدَّ عَلَى عَقِبَيهِ بَعْدَ أَنِ اهتَدَى، وَبَعْدَ أَن استَقَى مِن نَبعِ التَّقوَى فَارتَوَى.
وَالثَّبَاتُ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ بَعدَ رَمَضَانَ، دَلِيلٌ عَلَى صِدقِ عِبَادَةِ رَمَضَانَ وَصِحّتِهَا، وَهُوَ شُكرٌ لِنِعمَةِ اللَّهِ فِي التَّوفِيقِ إِلَيهَا، وَأَمَارَةٌ -إِن شَاءَ اللَّهُ- عَلَى قَبُولِهَا عِندَ اللَّهِ وَرِضَاهُ بِهَا.
وَإِنّ مَا بَعدَ رَمَضَانَ لَفَترَةَ اختِبَارٍ وَامتِحَانٍ، يُبتَلَى فِيهَا الصّادِقُ الرّاغِبُ فِي الطّاعَةِ المُؤثِرُ لَهَا، بِثَبَاتِهِ عَلَيهَا، لِيَتَمَيّزَ عَن ضَعِيفِ النّفسِ المَغلُوبِ مِن شَيطَانِهِ، وَالهَزِيلِ فِي إِيقَانِهِ، بِنُكُوصِهِ وَانتِكَاسِهِ عَنهَا.
مِن أَهَمّ أَسبَابِ الثَّبَاتِ عَلَى الطّاعَةِ: الِاستِعَانَةُ عَلَى الطّاعَةِ بِالطّاعَةِ، فَإِنّ الطّاعَاتِ يَدعُو بَعضُهَا إِلَى بَعضٍ، كَمَا أَنّ المَعَاصِيَ يَدعُو بَعضُهَا إِلَى بَعضٍ، فَالطَّاعَةُ تَدعُوكَ إِلَى أُختِهَا، وَتُعِينُكَ عَلَيهَا، وَلِهَذَا كَانَ تَآزُرُ الطّاعَاتِ فِي رَمَضَانَ سَبَبًا لِسُهُولَتِهَا وَتَيسِيرِهَا عَلَى المُؤمِنِينَ.
فَمَن أَرَادَ الثَّبَاتَ عَلَى الطّاعَةِ وَالِاستِقَامَةِ، فَلْيَستَعِنْ عَلَيهَا بِنَوَافِلِ الصَّومِ وَالصّلَاةِ، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا استَعِينُوا بِالصَّبرِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّبرُ -فِيمَا قَالَهُ بَعْضُ المُفَسّرِينَ- هُوَ الصّومُ، فَإِنّهُ مُعِينٌ عَلَى التَّقوَى.
وَلِهَذَا شُرِعَ لِلمُسلِمِ صَومٌ بَعدَ رَمَضَانَ، وَهُوَ صِيَامُ السِّتِّ مِن شَوّال، فَرَوَى مُسلِمٌ عَن أَبِي أَيُّوبَ الأَنصَارِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «مَن صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّال؛ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهرِ».
وَمِنَ الصّيَامِ المُستَحَبِّ أَيضًا: صِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ مِن كُلّ شَهرٍ، كَمَا فِي الصّحِيحَينِ أَنّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ لِعَبدِ اللَّهِ بنِ عَمرِو بنِ العَاصِ رضي الله عنه: «بِحَسبِكَ أَن تَصُومَ كُلَّ شَهرٍ ثَلَاَثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشرَ أَمثَالِهَا، فَإِنَّ ذَلِكَ صِيَامُ الدَّهرِ كُلِّهِ».