"ربما في المستقبل نعرف كيف ظهر الكون".. هيثم طلعت يكشف عن أكبر مغالطة يقع فيها الملحد
- الإثنين 25 نوفمبر 2024
الكاتب النمساوي الفائز بنوبل 2019 للآداب "بيتر هاندكه"
أعلن اليوم السكرتير الدائم الجديد للأكاديمية السويدية "ماتس مالم" عن فوز الكاتب النمساوي "بيتر هاندكه" بجائزة نوبل للآداب لعام 2019 وذلك "لأعماله المؤثرة التي تميزها براعة لغوية تستكشف محيط وخصوصية التجربة الإنسانية".
ذكر الكاتب "محمود قاسم في موسوعته "موسوعة أدباء القرن 21 - الجزء الثاني" بأن "هاندكه" يعتبر من أبرز الكتاب النمساويين الذين يتسمون بالشمولية والموسوعية في العمل الفني ، فهو روائي ، مسرحي ، كاتب سيناريو ومخرج سينمائي ولد بجريفين بالنمسا يوم 6 ديسمبر من العام 1942 ويطلق عليه لقب "الأديب الكاميرا" لدقة تصويره للمشاعر الإنسانية ولمظاهر الحياة اليومية التي تحوط الإنسان.
عاش في برلين الشرقية وقت تقسيم ألمانيا بين الدب الروسي والنسر الأمريكي عقب هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية وقد هاجر "هاندكه" هو وأسرته من "جريفين" لضرب بلدته من قِبل قوات "هتلر" النازية وظل بها حتى العام 1948 ليعود مجددًا لمسقط رأسه بعد عبور الحدود للنمسا بطريقة غير شرعية دون جوازات مما أدى إلى رسوخ تلك المشاهد العصيبة في ذهنه كطفل ظلت قابعة في مخيلته إلى أن أخرج ما يدور في مخزونه الحكائي على الورق.
بدأ "هاندكه" تجربته الإبداعية في العام 1964 بصدور مسرحية "إثارة سخط الجمهور" المنتمية لمسرح الطليعة الألماني الحديث ومسرحية "عزوة بحيرة كونستانس" في العام 1971 وله مسرحية في العام 2013 بعنوان "الدهاليز الزرقاء".
تفجر معينه الروائي من خلال رواية "المعاناة الحادة للجنايني في لحظة عقاب" في العام 1970 ، لتتوالى بعدها الروايات وهي: "خطاب قصير الوداع طويل"، "أسكن برج عاجى"، "الألم المختلف" 1972، و"حركات مزيفة" 1975، "عودة بطيئة " 1979، "قصة فيلم" 1982، "صيني الألم" 1983، "أجنحة الرغبة" 1987، "خريف كاتب" 1987، "مقال حول التعب" 1989، "عامي فى فتحة شخص" 1994، "رحلة شتوية"، "دون جواب شخص" 2004، "ملحوظات حول عمل يان قوس" 2005، "كامى" 2006، "فى الطريق بالأمس" 2011، "أجمل أيام أرنجور"، "ليلة مرواف"، "المعبد دومًا" 2012.
درس "بيتر هاندكه" القانون والذي أعطى له سليقة التبحر في قضايا الإنسان خاصةً تجربته وقت الحرب البوسنية / الصربية والتي تعاطف فيها مع الصرب وزار الرئيس الصربي "سلوفودان مليسوفيتش" بسجنه في لاهاي مع حضوره محاكمته كشاهد من قِبل محامو "مليسوفيتش" وحضوره جنازته في 18 مارس من العام 2006 وضعته في حيز النقد ولكنه كان مؤمنًا بالموقف الصربي حسب رؤيته الأدبية والنقدية من خلال الكثير من المقالات مع مسرحية "لعبة الأسئلة أو الرحلة إلى الأرض ذات الصوت الجهوري" والتي حذفت من برنامج مسرح "الكوميدي فرانسيز الباريسي".
يذكرنا ذلك الموقف بموقف الكاتب النرويجي "كنوت هامبسون" الفائز بنوبل في العام 1920 عن ملحمته الخالدة "و إخضرت الأرض" حينما أيد الموقف النازي لهتلر مما وضعه في موقف عصيب بتوجيه النقد الحاد له من قبل الجميع ، مع إيداعه في مصحة عقلية ظل بها لسنوات مبتعدة الأضواء عنه إلى أن وافته المنية في العام 1952.
حاز "هاندكه" قبل فوزه بجائزة نوبل فى الآداب 2019، 1967 – جائزة جيرهارت هاوبتمان 1972 – الجائزة الأدبية من ولاية شتايرمارك 1973 – جائزة شيلر من مدينة مانهايم 1973 – جائزة جيورج بوشنر، جائزة الكاتب المسرحي هنريك إبسن المرموقة لعام 2014.
يعتبر "هاندكه" النمساوي الثاني الفائز بنوبل للآداب بعد "إلفريدي يلينيك" الكاتبة النمساوية التي فازت بها في العام 2004.