رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

مركز حصين يبين أسباب الثبات على الطاعة بعد رمضان

  • جداريات Jedariiat
  • الأربعاء 19 أبريل 2023, 10:26 مساءً
  • 492

قال مركز حصين المختص في الرد على الشبهات، ومحاربة الإلحاد، إن الثَّبَاتُ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ بَعدَ رَمَضَانَ، دَلِيلٌ عَلَى صِدقِ عِبَادَةِ رَمَضَانَ وَصِحّتِهَا، وَهُوَ شُكرٌ لِنِعمَةِ اللَّهِ فِي التَّوفِيقِ إِلَيهَا، وَأَمَارَةٌ -إِن شَاءَ اللَّهُ- عَلَى قَبُولِهَا عِندَ اللَّهِ وَرِضَاهُ بِهَا.

وبين  أنّ مَا بَعدَ رَمَضَانَ لَفَترَةَ اختِبَارٍ وَامتِحَانٍ، يُبتَلَى فِيهَا الصّادِقُ الرّاغِبُ فِي الطّاعَةِ المُؤثِرُ لَهَا، بِثَبَاتِهِ عَلَيهَا، لِيَتَمَيّزَ عَن ضَعِيفِ النّفسِ المَغلُوبِ مِن شَيطَانِهِ، وَالهَزِيلِ فِي إِيقَانِهِ، بِنُكُوصِهِ وَانتِكَاسِهِ عَنهَا.

وأوضح أن مِن أَهَمّ أَسبَابِ الثَّبَاتِ عَلَى الطّاعَةِ: الِاستِعَانَةُ عَلَى الطّاعَةِ بِالطّاعَةِ، فَإِنّ الطّاعَاتِ يَدعُو بَعضُهَا إِلَى بَعضٍ، كَمَا أَنّ المَعَاصِيَ يَدعُو بَعضُهَا إِلَى بَعضٍ، فَالطَّاعَةُ تَدعُوكَ إِلَى أُختِهَا، وَتُعِينُكَ عَلَيهَا، وَلِهَذَا كَانَ تَآزُرُ الطّاعَاتِ فِي رَمَضَانَ سَبَبًا لِسُهُولَتِهَا وَتَيسِيرِهَا عَلَى المُؤمِنِينَ.

 

وتابع: مَن أَرَادَ الثَّبَاتَ عَلَى الطّاعَةِ وَالِاستِقَامَةِ، فَلْيَستَعِنْ عَلَيهَا بِنَوَافِلِ الصَّومِ وَالصّلَاةِ، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا ‌الَّذِينَ ‌آمَنُوا ‌استَعِينُوا ‌بِالصَّبرِ ‌وَالصَّلَاةِ وَالصَّبرُ -فِيمَا قَالَهُ بَعْضُ المُفَسّرِينَ- هُوَ الصّومُ، فَإِنّهُ مُعِينٌ عَلَى التَّقوَى.

 

وَلِهَذَا شُرِعَ لِلمُسلِمِ صَومٌ بَعدَ رَمَضَانَ، وَهُوَ صِيَامُ السِّتِّ مِن شَوّال، فَرَوَى مُسلِمٌ عَن أَبِي أَيُّوبَ الأَنصَارِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «مَن صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّال؛ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهرِ».

وَمِنَ الصّيَامِ المُستَحَبِّ أَيضًا: صِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ مِن كُلّ شَهرٍ، كَمَا فِي الصّحِيحَينِ أَنّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ لِعَبدِ اللَّهِ بنِ عَمرِو بنِ العَاصِ رضي الله عنه: «بِحَسبِكَ أَن تَصُومَ كُلَّ شَهرٍ ثَلَاَثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشرَ أَمثَالِهَا، فَإِنَّ ذَلِكَ صِيَامُ الدَّهرِ كُلِّهِ».

 

وَمِن نَوَافِلِ الصّلَاةِ: الحِفَاظُ عَلَى الرَّوَاتِبِ المُؤَكّدَةِ، وَهِيَ ثِنتَا عَشرَةَ رَكعَةً فِي اليَومِ وَاللّيلَةِ، رَكعَتَانِ قَبلَ الفَجرِ، وَأَربَعٌ قَبلَ الظّهرِ، وَرَكعَتَانِ بَعدَهَا، وَرَكعَتَانِ بَعدَ المَغرِبِ، وَرَكعَتَانِ بَعدَ العِشَاءِ، مَن صَلّاهَا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيتًا فِي الجَنَّةِ.

 

وَمِنهَا: قِيَامُ اللّيلِ الَّذِي شَرَعَهُ اللَّهُ لِعِبَادِهِ وَأَحَبّهُ مِنهُم طِيلَةَ العَامِ، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: ‌تَتَجَافَى ‌جُنُوبُهُم ‌عَنِ ‌المَضَاجِعِ ‌يَدْعُونَ ‌رَبَّهُم ‌خَوفًا ‌وَطَمَعًا ‌وَمِمَّا ‌رَزَقنَاهُم ‌يُنفِقُونَ. وَعَن أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، عَن رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «عَلَيكُم بِقِيَامِ اللَّيلِ؛ فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبلَكُم، وَهُوَ قُربَةٌ إِلَى رَبِّكُم، وَمَكفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَمَنهَاةٌ لِلإِثمِ» [أَخرَجَهُ التِّرمِذِيُّ، وَحَسَّنَهُ الأَلبَانِيُّ].

 

وَمِن النَّوَافِلِ المُعِينَةِ عَلَى الثَّبَاتِ: نَوَافِلُ الصّدَقَاتِ وَالإِحسَانِ، فَمَنِ اعتَادَ فِي رَمَضَانَ أَن يُنفِقَ وَيَتَصَدّقَ، يَبتَغِي وَجهَ اللَّهِ وَرِضَاهُ؛ فَلْيَلْزَمْ فِعلَ المَعرُوفِ طِيلَةَ عَامِهِ، فَإِنّ الزَّمَانَ كُلَّهُ وَقتٌ لِلنَّفَقَةِ وَالإِحسَانِ، وَالعُمُرَ كُلَّهُ مِضمَارٌ لِلعَمَلِ وَالإِيمَانِ، وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقرِضُوا اللَّهَ قَرضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِن خَيرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيرًا وَأَعظَمَ أَجرًا وَاستَغفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ.

 

تعليقات