أمين "البحوث الإسلامية": تفسير القرآن حسب «الرؤى» غاية مسمومة تسعى لضياع هيبته وإسقاط أحكامه
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
قال مركز حصين المختص في الرد على الشبهات ومحاربة الإلحاد، إنَّ غُفرَانَ الذُّنُوبِ أَعظَمُ المَطَالِبِ، لأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ عَلَّمَ الدُّعَاءَ بِهِ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيهِ، وَكَانَ هُوَ بِنَفسِهِ يُوَاظِبُ عَلَيهِ ﷺ.
وشدد في خطبة
الجمعة التي نشرها اليوم على أَنَّ الِاِستِغفَارَ لَا يَكُونُ مِنَ الذَّنبِ
الوَاضِحِ الصَّرِيحِ فَحَسبُ، بَل يَكُونُ مِنْ جَمِيعِ الذُّنُوبِ الظَّاهِرَةِ
وَالخَفِيَّةِ، وَمِن ذَلِكَ ذُنُوبُ القَلبِ الخَفِيَّةِ: كَالعُجبِ وَالرِّيَاءِ
وَالسُّمعَةِ، وَسُوءِ الظَّنِّ بِاللَّهِ، وَالحَسَدِ وَالكِبرِ، وَضَعفِ
الإِخلَاصِ وَاليَقِينِ وَالتَّوَكُّلِ، وَمَا أَشَدَّ غَفلَتَنَا عَن ذُنُوبِ
قُلُوبِنَا؟!
وتابع: يَكُونُ الِاستِغفَارُ كَذَلِكَ مِن
التَقصِيرِ فِي أَدَاءِ شُكرِ نِعَمِ اللَّهِ العَظِيمَةِ الَّتِي أَنعَمَ بِهَا
عَلَى الإِنسَانِ، وَمَن ذَا الَّذِي يُطِيقُ شُكرَ نِعَمِ اللَّهِ كُلِّهَا
وَهُوَ لَا يُطِيقُ إِحصَاءَهَا؟! وَيَكُونُ الِاستِغفَارُ كَذَلِكَ مِن عَدَمِ
تَقدِيرِ اللَّهِ حَقَّ قَدرِهِ، وَعَدَمِ تَعْظِيمِهِ حَقَّ تَعْظِيمِهِ،
وَعَدَمِ مُرَاقَبَتِهِ حَقَّ مُرَاقَبَتِهِ، وَكُلُّنَا مُقصِّرٌ فِي هَذَا
أَشَدَّ التَّقصِيرِ.
وبين أنَّ حَالَ
المُؤمِنِ مَعَ الذَّنبِ هُوَ كَمَا قَالَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: وَالَّذِينَ إِذَا
فَعَلُوا فَاحِشَةً أَو ظَلَمُوا أَنفُسَهُم ذَكَرُوا اللَّهَ فَاستَغفَرُوا
لِذُنُوبِهِم وَمَنْ يَغفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَم يُصِرُّوا عَلَى مَا
فَعَلُوا وَهُم يَعلَمُونَ، ثُمَّ ذَكَرَ جَزَاءَهُم فَقَالَ: ُولَئِكَ جَزَاؤُهُم
مَغفِرَةٌ مِن رَبِّهِم وَجَنَّاتٌ تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا وَنِعمَ أَجرُ العَامِلِينَ.
وذكر أنَّ مِن
عَلَامَاتِ صِحَّةِ القَلبِ وَحَيَاتِهِ أَن يَشعُرَ بِالذَّنبِ وَيَعتَرِفَ بِهِ،
وَمِن عَلَامَاتِ مَرَضِهِ وَغَفلَتِهِ أَلَّا يُحِسَّ بِالذَّنبِ وَلَا يَبَالِيَ
بِهِ، يَقُولُ ابنُ مَسعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: (إِنَّ المُؤمِنَ يَرَى
ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَن يَقَعَ عَلَيهِ، وَإِنَّ
الفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنفِهِ، فَقَالَ بِهِ هَكَذَا)
يَعنِي: أَبعَدَهُ بِيَدِهِ غَيرَ مُبَالٍ بِهِ.