هيثم طلعت: العلمانية خراب العالم
- الخميس 21 نوفمبر 2024
"الدين يتكيف مع الإنسان وليس الأنسان يتكيف مع الدين".. مقولة كاذبة خاطئة هرتل بها أحدهم على الهواء بالأمس القريب في شهر الصيام، وعلى مرأى ومسمع من الدنيا كلها، وما ذاك إلا ليعطي (رخصة إفطار للاعب كرة مسلم صائم)؛ فتفتقت عبقرية المتحدث بقوله هذا "بأن الدين هو الذي يتكيف مع الإنسان وليس العكس" أي الدين هو الذي يخضع للمتدين، وليس المتدين يخضع للدين؛ فلا مانع عنده من إفطار اللاعب طالما رأى في ذلك مصلحة دنيوية، واللعب عند المتحدث "صناعة عصرية تجلب له المال ، وقس على ذلك بقية الأوامر والنواهي الدينية "! ..
وهذا قول لو
تعلمون عجيب ، لم يقل به عالم معتبر من الأزهر
الشريف أو غيره ، ونبرأ منه تماما ،
فلو كان الأمر هو خضوع الدين، وتكييفه لمراد الإنسان لرأينا: شارب الخمر
يكيف الدين لنفسه، واللص السارق يكيف
الدين لسرقته، والقاتل يكيف الدين لجريمته
إلخ.
هذا أمر خطير وقلب لموازين الحق والعدالة، بل الشيطان نفسه لا
يجرؤ أن يتفوه بهذا، وعليه فما قيل عن
إفطار اللاعب هنا تطويعا لهذه المقولة الخاطئة
يحتاج إلى مراجعة، إذ لاعب الكرة المسلم يعلم أن الصيام فريضة من ربه فيتبع أوامره ونواهيه ويتكيف بصدق مع دينه، ولا يتكيف
مع المدرب فيطيعه فيفطر، ولا يطيع ربه
وخالقه الذي كتب عليه الفريضة .
ورخص الإفطار
معلومة ومنصوص عليها في كتاب ربنا، والدين
لا يصح تميع أوامره، والتلاعب بها باسم التجديد العصري، بل واجب علينا أن ندين العصر، ونتبع أوامر
مولانا، ولا نعصرن الدين ونتبع ما يريده هوانا! ، لكن للأسف ابتلينا بمن يدعو لاتباع الهوى وهو
على علم بذلك
!
قال سبحانه : أَفَرَأَيْتَ
مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ
عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ
مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ.