باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
الكاتبة عزة عز الدين
في شتى العلاقات يحاول الإنسان أن يصد جنون غضبه من بعض التصرفات المزعجة للآخرين، حفاظاً على الود، خاصةً مع من يجمعهم به قَدر أصيل من الحب، ولكن مع تكرار نفس التصرفات "بأعذارهم المختلفة"، يفتر حماسه لتلك المقاومة، ويربأ بنفسِه، وقد يتحول الغضب من مجرد شعور طارئ إلى ثورة تجتاح كل أواصلِه فتصطدم بكبريائِه.
في البداية يبدو الصراع هادئاً لأن الحب يحميه، ثم تشعله التصرفات المزعجة إن استمرت دون اكتراث أو مهادنة فتصبح وقوداً لهذا الاضطراب.
قطبا الخلاف كُتلتان لا يُستهان بهما، فالكبرياء والتسامح مشاعر أصيلة في النَفْس السوية رغم التضاد، والرهان على رصيد المشاعر في هذه الحالات خاسر، لأن الأرصدة "دون قصد" تتآكل بالضغط واللا مبالاة.
أما الحب فهو الماء الدافق الذي يقاوم الخلاف قبل أن يصل لصراع، يجود بكل أدواتِه لاستيعاب الموقف وحسمه لصالحه، يتقدم مرة بالتفاصيل السعيدة، ومرة بلقطات متوهجة، أو بالأغاني والأماني والعهود، وأحياناً بالحنين للحظات مبعثرة، يشهر كل أسلحته في محاولة جادة -أخيرة-للتهدئة.
يفعل ذلك وهو يقفُ بعيداً، يترفع أن يقترب فتشوبه قطرة عكار، ثم ينتبه لنفسٍ مرهقة حائرة تقفُ على ذاتِ النقطة، تنشدُ السلام، يهدهدُها، فتحتمي به، يتابعان معاً، وينتظران وقد باتت النفسُ أكثر ألماً.