"ربما في المستقبل نعرف كيف ظهر الكون".. هيثم طلعت يكشف عن أكبر مغالطة يقع فيها الملحد
- الإثنين 25 نوفمبر 2024
ناقش ملتقى السرد العربي، برئاسة الناقد الدكتور حسام عقل المجموعة القصصية "سيدة الجبن" للكاتبة والصحفية منال الأخرس، كما احتفى بديوان الفنان والشاعر العميد "هشام ذكري" بعنوان "زوجتي والرحيل" في ليلة ثقافية حضرها عدد كبير من الكتاب والمفكرين والمثقفين.
بدأت الندوة بكلمة الكاتبة "منال الأخرس" متناولةً الدوافع التي جعلتها تكتب هذه المجموعة كنوع من الإسهام في تاريخ البشرية لمساعدة الأجيال القادمة بالوقوف على أرض صلبة عبر الإسهامات الأدبية التي تعطي قيمة كبرى للإبقاء على الأدب العربي واللغة العربية، مضيفة أن العمل الإبداعي كالجنين نحن مسؤولون عن نموه ووقوفه على أرض صلبة مع تحديد شكله من بين القوالب الفنية حسب هوى المبدع ما بين القصة، الرواية، المسرح والقصيدة، مضيفة أن لها أربعة أعمال إبداعية وهي : " يصادرون الشمس مجموعة قصصية 2011" ، "ديوان أحزان برتقالية 2011" ، "مجموعة قصصية الحزن الصناعي 2012" و"سيدة الجبن" الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب" وأنها بصدد إصدار مجموعتين قصصيتين في الأيام القادمة.
من جانب آخر عبر الشاعر "هشام ذكري" عن سعادته بالاحتفاء بديوانه الأخير "زوجتي والرحيل" والذي كتبه رثاءً لروح رفيقة كفاحه على مدار 35 سنة، حيث خرج نزيف الكلمات بعد الرحيل كي ينضح على الورق في الديوان المحتفى به ، وألقى قصيدتين من الديوان وسط إعجاب الجميع.
بدأت المناقشات النقدية لمجموعة منال الأخرس بمداخلة الكاتب علي الفقي، الذي عبر عن إعجابه الشديد بمجموعة "سيدة الجبن" من خلال الخمسة وعشرين قصة التي عبرت عن أحلام المرأة بالحصول على العدالة والحب والإخلاص والأمل والتقدير بعباراتها المعبرة عن الواقع المعيش يوميًا في صور قصصية جيدة مع وجود بعض الخطابية والومضات القصصية التي تحتاج إلى سبك في تضفير العمل بما يتناسب مع فن القصة القصيرة.
وفي مداخلته عبر الدكتور سلامة تعلب عن اجتهاد الكاتبة في تقديم ما يسهم في تطوير وتجديد فن القصة مع وجود ملاحظات على بعض القصص التي تعاني من توفير التفاصيل مع وجود الوعظ والمباشرة في التعبير، لكن هذا لا يمنع بأن هناك بعض القصص التي نستطيع أن نصفها بالقصة لتوافر سماتها وعناصرها في تفاصيلها مثل : "شرود"، "قصاص"، "سفن بلاماء" ، "امرأة غير عادية" ، "سيدة الجبن"، "بائعة الجبن" مع تميز المجموعة بلغة سهلة في متناول الجميع وبروز الحبكة الصحفية بحكم مهنتها في الكتابة القصصية.
وأضاف "تعلب" بأن التكنيك سهل اعتمد على ضمير المتكلم وضمير الغائب مع محاولة المزج بينهما في صورة تجديدية مع وجود الضمير المخاطب في قصة واحدة وكان من الأفضل جعل العنوان "بائعة الجبن" بدلاً من "سيدة الجبن" لتميز القصة وروعتها في السرد.
فيما أكد الشاعر اليمني عبد العزيز الهاشمي أن المجموعة عبارة عن ومضات صغيرة قد لا تتجاوز الصفحة وبعضها نصف صحفة وبها لمحة جميلة، فعندما ندخل في القصة نشعر كأننا في حلم مع وجود أحداث متداخلة فيما بينها كصديقة تسايرها بشكل كبير وبها نوع من البث تبث لها كل ما يحدث في المجتمع.
وأضاف الهاشمي بأن الومضات بها رسالة قد تصل أو لا تصل لأنها تحتاج إلى تأنٍ في القراءة لمعرفة نوعيتها من ناحية التقنية الأدبية ومنال الأخرس وصلت لمستوى كبير من القص ولابد لها من الاطلاع والتوسع في مجال الومضات لإجادتها بحرفية شديدة لهذا الفن لأنها تجمع في الجملة حالة من الحدث.
فيما أشار الناقد الدكتور حسام عقل إلى أن المجموعة تنتقل بين دفتيها من خلال 25 قصة متفاوتة الطول والأحجام لكنها مكتوبة بحس صحفي فيه لغة التوثيق تذكرنا بلغة "عبد القادر حمزة" ، "محمد حسنين هيكل" و"محمد التابعي" فالحس الصحفي في الإطار المعتدل ، لا بأس به دون الإسراف حتى لا تتحول القصة إلى ريبورتاج.
وأضاف "عقل" أن المجموعة بها بعض الخواطر، لكن الأغلب منها يصل إلى فن القصة مدافعة عن المرأة بصورة قصصية وصحفية في آن واحد وهو ما يتبدى في تكرارها لكلمة "الجبن" في المجموعة بأكملها وكأنها تقصد شيئًا معينًا تشير من خلاله لبعض سلبيات المجتمع، ففي قصة "سيف الغربة" تقول : "الغربة أكبر صانعة للجبن"، وفي نفس القصة تقول: "لا أعلم كيف يملؤني الجبن عند التفكير في هذا الأمر".
وأضاف "عقل" بأن هناك قصصا عانت فلترة التفاصيل مما أفقدها سمات وعناصر فن القصة مثل قصة "بلا أسف" التي أشارت فيها عن أجيال المسافات والتي خلت تمامًا من التفاصيل، وأن سمات القصة القصيرة في المجموعة تتبدى بوضوح بعد القصة الثامنة "شرود"، معتبرا قصة "بائعة الجبن" الأنسب لتحمل عنوان المجموعة متفقًا متفقا في ذلك مع الدكتور سلامة تعلب.