هل تبتسم نوبل للآداب للكيني "نجوجي واثيونجو" غدًا؟

  • معتز محسن
  • الأربعاء 09 أكتوبر 2019, 5:30 مساءً
  • 738
الكاتب الكيني "نجوجي ثيونجو"

الكاتب الكيني "نجوجي ثيونجو"

يترقب العالم في الساعات القادمة موعد الإعلان عن جائزة نوبل للآداب بالأكاديمية الملكية السويدية للآداب بالعاصمة ستوكهولم ، خاصةً وأن الإعلان سيكون على عامي 2018 و2019 مما يزيد من ساحة الترشيحات والتكهنات في معانقة تلك الدرة العالمية حلم المبدعين والأدباء على مستوى العالم.

من الأسماء المطروحة لدائرة الترشيحات الكاتب الكيني "نجوجي واثيونجو" المولود بكينيا في العام 1938 والذي كتب أدبه في البداية باللغة الإنجليزية قبل التحول للغة "الغيكويو" القومية بعد نيل كينيا لاستقلالها في العام 1963 من خلال زعيمها "كينياتا" متجولاً بلغته القومية عقب هجر لغة المستعمر ما بين المسرح والرواية والقصة القصيرة وأدب الطفل والمقالات الأدبية والاجتماعية.

عانى ثيونجو مرارة السجن والاعتقال كمعظم أدباء أفريقيا مما أدى إلى هجر الأرض الأم لبلاد العم سام مشتغلاً بالتدريس ما بين جامعة "ييل" ثم أستاذًا للأدب المقارن وأستاذًا لدراسات الأداء بجامعة "نيويورك" وأستاذًا بجامعة كاليفورنيا بإرفاين، ومديرًا للمركز الدولي للكتابة والترجمة بالجامعة.

تمتع ثيونجو بالمواطنة الأمريكية كمعظم أدباء إفريقيا الذين تركوا الوطن يائسين من تحسن الأحوال في ظل الديكتاتوريات المتنوعة تحت عباءة المستعمر بشكل خفي كما فعل الكاتب الكونغولي "آلان بامانكو" صاحب رواية "الهيشم" ورواية "الزجاج المكسور" تاركًا كينشاسا منتقلاً لأرض الأحلام "أمريكا" لوهن العزيمة من تحسين أحوال المواطن الإفريقي ، كما هجر ثيونجو  نيروبي.

 المعضلة هنا تكمن في مخاصمة القارة السمراء للأدباء الأفارقة الذين يتم الإحتفاء بهم عبر القارة العجوز البيضاء لتستفيد من السواعد السمراء وقت تصحر مكمنهم الحقيقي فكرًا وثقافةً وعلمًا.

تأتي المؤشرات هنا بإحتمالية اقتراب الجائزة العالمية من "نجوجي ثيونجو" ليكون ثاني أفريقي بالبشرة السمراء ورابع إفريقي بوجه عام يوضع مع عمالقة الكلمات الخالدة بعد "النيجيري وولي سونيكا 1986" ، "المصري نجيب محفوظ 1988" ، "الجنوب أفريقية نادين جورديمر ذات البشرة البيضاء 1991" و"الجنوب أفريقي ج.م.كوتسي ذو البشرة البيضاء 2003".

قد يقترب الحدث السعيد لعالمية الكاتب الكيني الفائز بجائزة "اللوتس للآداب" في العام 1973 والمطروح اسمه بالقائمة القصيرة للبوكر في 2009 والفائز بجائزة "بارك كيونج ني" لعام 2016 كدعائم رئيسية على فوزه بالجائزة المرشح لها منذ العام 2000.

أفرز الأديب الكيني أعمالاً تعبر عن الهوية الكينية ما بين الواقعية الحقيقية والواقعية العجائبية بلغته القومية معبرًا عن الهوية الإفريقية تزامنًا مع مذهب "الزنوجة" الذي أسسه  الشاعر والسياسي السنغالي "ليوبولد سينجور" مقدمًا قوالب فنية بديعة تعبر عن القومية الكينية ما بين ألسنة البشر وأفئدة الحيوانات مستمسكًا بالأسطورية الإفريقية مستعيدًا بنفحة الزنوجة ما فُقد لدى الإفريقي وقت الاستعمار البريطاني.

من أهم الأعمال : "لا تبك ايها الطفل 1964 باللغة الإنجليزية" ، "النهر بين 1965 بالإنجليزية" ، "حبة القمح 1967 بالإنجليزية" ، "الشيطان على الصليب بلغة الغيكويو 1987" ، "بتلات الدم 1977 بلغة الغيكويو" .

علاوة على مجموعتيه القصصيتين : "لقاء الظلام 1977" ، "أسرار الحياة 1976" مع مسرحياته :"الناسك الأسود 1963" ، "وقت الغد 1970" , "محاكمة ديدان كماثي 1976" ، "رغبتي في الزواج 1977".

في العام 1970 أعلن "نجوجي ثيونجو" في مؤتمر كنسي لدول شرق أفريقيا بنيروبي بتخليه عن ديانته المسيحية وتنازله عن اسم "جيمس" محولاً نظرية الزنوجة إلى واقع عملي وأدبي.

هل تبتسم له الجائزة بتتويجه بها ما بين عامي 2018 و2019 أم للأقدار آراء أخرى برياحها العاتية؟


تعليقات