مركز حصين: تحقيق العبودية لله هي الغاية من خلق الإنسان

  • جداريات Jedariiat
  • الجمعة 24 مارس 2023, 7:12 مساءً
  • 518
العبودية لله

العبودية لله

قال مركز حصين، والمختص في محاربة الإلحاد، إن تحقيق العبودية لله هي الغاية من خلق الإنسان.

 

وبين أن الله خَلَقَ الإِنسَانَ لِغَايَةٍ عَظِيمَةٍ، وَهِيَ تَحقِيقُ العُبُودِيَّةِ لِلَّهِ سُبحَانَهُ، قَالَ تَعَالَى: وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا ‌لِيَعبُدُونِ، وَلِأَجلِ تَحقِيقِ هَذِهِ الغَايَةِ أَرسَلَ اللَّهُ الرُّسُلَ وَأَنزَلَ الكُتُبَ وَشَرَعَ الشَّرَائِعَ، فَكَانَت تَشرِيعَاتُهُ سُبحَانَهُ مُتَفَاوِتَةً فِي هَيئَاتِهَا وَأَوقَاتِهَا وَأَحوَالِهَا، فَحَرَّمَ فِي وَقتٍ مَا أَحَلَّهُ فِي بَقِيَّةِ الأَوقَاتِ، وَمَنَعَ فِي حَالٍ مَا أَبَاحَهُ فِي بَقِيَّةِ الأَحوَالِ، كُلُّ ذَلِكَ لِيَختَبِرَ العِبَادَ وَيَبلُوَهُم أَيُّهُم أَحسَنُ عَمَلًا وَأَعلَى عُبُودِيَّةً وَأَكثَرُ تَسلِيمًا.

وذكر أن مِن تلك الشَّرَائِعِ العَظِيمَةِ: شَرِيعَةُ الصِّيَامِ، الَّتِي تَظهَرُ فِيهَا أَسمَى مَعَانِي العُبُودِيَّةِ لِلَّهِ، وَتَتَحَقّقُ فِيهَا أَعلَى صُوَرِ التَّسلِيمِ لَهُ سُبحَانَهُ.

وتابع: صِيَامُكَ عِبَادَةٌ عَظِيمَةٌ، تَسمُو بِنَفسِكَ إِلَى عُبُودِيَّاتٍ سَامِيَةٍ لِمَولَاكَ، فَاستِسلَامُكَ لِأَمرِ اللَّهِ وَإِذعَانُكَ لِحُكمِهِ يَقُودُكَ إِلَى تَركِ المُبَاحَاتِ الضَّرُورِيَّةِ الَّتِي لَا غِنَى لَكَ عَنهَا، لِأَنَّكَ تُحِبُّ اللَّهَ، وَتَعلَمُ أَنَّهُ رَبٌّ عَلِيمٌ حَكِيمٌ، لَا يَشرَعُ لِعِبَادِهِ إِلَّا مَا فِيهِ مَصلَحَةٌ لَهُم فِي دِينِهِم أَو دُنيَاهُم، فَتَتَعَلَّمُ مِن مَدرَسَةِ الصِّيَامِ تَركَ الِاعتِرَاضِ عَلَى أَيِّ حُكمٍ مِن أَحكَامِ اللَّهِ، وَتَركَ المُخَالَفَةِ لِأَيِّ أَمرٍ مِن أَوَامِرِهِ، بَل تَكُونُ عَبدًا مُسلِّمًا لِأَحكَامِ اللَّهِ، مُذعِنًا لِأَوَامِرِهِ، مُرَدِّدًا بِلِسَانِكَ وَقَلبِكَ: سَمِعنَا وَأَطَعنَا غُفرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيكَ المَصِيرُ.

 

وأردف: كَيفَ لَا وَأَنتَ تَرَى المَاءَ الزُّلَالَ البَارِدَ فِي مُتَنَاوَلِ يَدِكَ وَأَنتَ صَائِمٌ، وَتَقدِرُ عَلَى الطَّعَامِ الطَّيِّبِ اللَّذِيذِ وَأَنتَ جَائِعٌ، لَكِنَّكَ تَنهَى نَفسَكَ عَن هَوَاهَا، وَتُقَدِّمُ مَا يُحِبُّهُ رَبُّكَ عَلَى مَا تُحِبُّهُ نَفسُكَ.

 

واستطرد: تُحَقِّقُ فِي صِيَامِكَ قَولَ الرَّبِّ سُبحَانَهُ عَنِ الصَّائِمِ: «يَدَعُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهوَتَهُ مِن أَجلِي!»، فَكَيفَ يَصعُبُ عَلَيكَ أَن تَسِيرَ فِي حَيَاتِكَ عَلَى مَا يُحِبُّهُ رَبُّكَ، فَتُخضِعَ قَلبَكَ وَجَوَارِحَكَ لِمُرَادَاتِهِ، وَتَتبَعَ رَاضِيًا مَحبُوبَاتِهِ، لِأَنَّكَ تَثِقُ بِأَنَّهُ الرَّبُّ الحَمِيدُ؟.

تعليقات