مركز حصين: الإيمان أشرف المطالب ورمضان فرصة لزيادته

  • جداريات Jedariiat
  • الخميس 16 مارس 2023, 8:53 مساءً
  • 319

قال مركز حصين، المختص في محاربة الإلحاد، والرد على شبهاته، إن الإِيمَانُ هُوَ أَشرَفُ المَطَالِبِ، وَأَعظَمُ المَقَاصِدِ، هُوَ مُرَادُ الرَّحمَنِ، مِن خَلقِ الإِنسَانِ، وَهُوَ مَقصُودُ دَعوَةِ الرّسُلِ، وَخُلَاصَةُ القُرآنِ، هُوَ صِفَةُ المَلَائِكَةِ وَالأَنبِيَاءِ، وَسَبَبُ النَّجَاةِ وَالفَلَاحِ لِلصَالِحِينَ السُّعَدَاءِ.

 وتابع ( في خطبة الجمعة التي ينشرها عبر حسابه بتويتر نهاية كل أسبوع): فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى مِن ذِكرِ الإِيمَانِ وَثَمَرَاتِهِ عَلَى أَهلِهِ مَا يَعسُرُ إِحصَاؤُهُ، فَكَم فِيهِ مِن مِثلِ قَولِهِ تَعَالَى: ‌اللَّهُ ‌وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا، إِنَّ اللَّهَ ‌يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا، وَكَانَ حَقًّا عَلَينَا ‌نَصرُ ‌المُؤمِنِينَ، ‌وَلِلَّهِ ‌العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وللمؤمنِين، إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ‌سَيَجعَلُ لَهُمُ الرَّحمَنُ وُدًّا، ‌وَسَوفَ ‌يُؤتِ اللَّهُ المُؤمِنِينَ أَجرًا عَظِيمًا، وأَخبَرَ عَن حَمَلَةِ العَرشِ أَنّهم يَستَغفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا، فَمَن آمَنَ وَأَصلَحَ ‌فَلَا ‌خَوفٌ ‌عَلَيهِم وَلَا هُم يَحزَنُونَ، ‌وَبَشِّرِ ‌المُؤمِنِينَ.

 وواصل: هَذَا مَعَ مَا لِلإِيمَانِ مِن حَلَاوَةٍ وَطَعمٍ يَذُوقُهُ المُؤمِنُ، فَلَا يَبغِي بِهِ بَدَلًا، وَلَا يَرتَضِي عَنهُ حِوَلًا، وقد قَالَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: «رَتَّبَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ عَلَى الإِيمَانِ نَحوَ مِائَةِ خَصلَةٍ، كُلُّ خَصلَةٍ مِنهَا خَيرٌ مِن الدُّنيَا وَمَا فِيهَا... وَكُلُّ خَيرٍ فِي الدّنيَا وَالآخِرَةِ فَسَبَبُهُ الإِيمَانُ، وَكُلُّ شَرٍّ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ فَسَبَبُهُ عَدَمُ الإِيمَانِ».

 

وأردف: لَقَد قَارَبْنَا خِتَامَ شَعبَانَ، لِنَستَقبِلَ رَمَضَانَ شَهرَ الخَيرِ وَالرّضوَانِ، الَّذِي تُفتَّحُ فِيهِ أَبوَابُ الجِنَانِ، وَتُغلّقُ فِيهِ أَبوَابُ النّيرَانِ، فَمَا أَجدَرَنَا أَن نُوَجّهَ هِمَّتَنَا إِلَى تَحصِيلِ الغُفرَانِ، وَزِيَادَةِ الإِيمَانِ، فَإِنّهَا أَعظَمُ الغَنَائِمِ، وَالمَغبُونُ الخَاسِرُ، مَن تَوَلّى عَنهُ الشَّهرُ وَلَم تَتَوَلَّ عَنهُ ذُنُوبُهُ، وَمَن مَرّت عَلَيهِ الأَيَّامُ فِي رَمَضَانَ، وَلَم يَزدَد فِيهِ مِن الإِيمَانِ، وَكَم مِن النّاسِ مَن أَدرَكَ مَعَنَا رَمَضَانَ الفَائِتَ، وَهُوَ اليَومُ تَحتَ التّرَابِ، فَاجتَهِدُوا، فَإِنّ العُمرَ يَمضِي، وَالأَجَلَ يَقتَرِبُ، وَلَا تَدرِي نَفسٌ مَاذَا تَكسِبُ غَدًا.

 

 

وواصل: إِنّ شَهرَ رَمَضَانَ مَوسِمُ المُنَافَسَةِ وَالمُسَابَقَةِ وَالمُسَارَعَةِ، لَا زَمَنَ الفُتُورِ وَالكَسَلِ وَالرَّاحَةِ، فَلَا تَرضَ لِنَفسِكَ بِاليَسِيرِ مِن الأَعمَالِ، وَالقَلِيلِ مِن الطَّاعَاتِ، بَلْ شَمِّرْ عَن سَاعِدِ الجَدّ، وَأَرِ اللَّهَ مِن نَفسِكَ خَيرًا، وَلْيَكُن شِعَارُكَ فِي رَمَضَان: لَن يَسبِقَنِي إِلَى اللَّهِ أَحَدٌ.

 

وذكر أن شَهرُ رَمَضَانَ مَدرَسَةٌ إِيمَانِيَّةٌ، يُحَقّقُ بِهَا العَبدُ مَكَاسِبَ عَظِيمَةً، تَزِيدُهُ حُبًّا فِي اللَّهِ، وَشَوقًا إِلَيهِ، وَتَعظِيمًا لِجَنَابِهِ، وَخَشيَةً لَهُ، فَلْنَتَأَمَّلْ فِي شَرَائِعِ هَذا الشّهرِ وَعِبَادَاتِهِ مِنَ الصِّيَامِ وَالقِيَامِ وَالتِّلَاوَةِ وَالذِّكرِ وَالصَّدَقَةِ، كَيفَ تَكُونُ سَبَبًا فِي زِيَادَةِ الإِيمَانِ، وَتَرسِيخِ الإِيقَانِ:

 

وأوضح أن الصِّيَامُ فَهُوَ عِبَادَةٌ خَفِيّةٌ بَينَ العَبدِ وَرَبّهِ، مَتَى مَا أَدّاهَا العَبدُ كَمَا يُحِبّهَا اللَّهُ حَصَلَ لَهُ مِن إِيمَانِ القَلبِ مَا يَكُونُ سَبَبًا فِي مَغفِرَةِ الذُّنُوبِ جَمِيعِهَا، كَمَا قَالَ ﷺ: «مَن صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ» [مُتَّفَقٌ عَلَيهِ]، وَالِاحتِسَابُ هُوَ استِحضَارُ النِّيَّةِ خَالِصَةً لِوَجهِ اللَّهِ. وَفِي الصّومِ مِن مُرَاقَبَةِ اللَّهِ، وَنَهيِ النّفسِ عَن هَوَاهَا لِأَجلِهِ جَلّ وَعَلَا، مَا هُوَ سَبَبٌ عَظِيمٌ فِي زِيَادَةِ الإِيمَانِ، وَتَعبِيدِ القَلبِ لِلرّحمَنِ، وَقَد ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنّ حِكمَتَهُ مِن تَشرِيعِ الصِّيَامِ تَحصِيلُ التَّقوَى، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ.


وأكمل: أمّا القِيَامُ، فَإنَّ الصّلَاةَ أَعظَمُ الأَعمَالِ الإِيمَانِيّةِ، وَلِذَلِكَ سَمّاهَا اللهُ فِي كِتَابِهِ إِيمَانًا، فَقَالَ: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُم، أَي: صَلَاتَكُم إِلَى بَيتِ المَقدِسِ، فَالصَّلَاةُ كُلُّها إِيمَانٌ، وَفِي قِيَامِ اللَّيلِ خَاصَّةً مِن مُنَاجَاةِ اللَّهِ مَا يُحَرّكُ القُلُوبَ وَيَملَؤُهَا إِيمَانًا، وَلِذَلِكَ قَالَ ﷺ فِي الحَدِيثِ الـمُتَّفَقِ عَلَيهِ أَيضًا: «مَن قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ"، ووَفِي قِيَامِ اللَّيلِ قِرَاءَةُ القُرآنِ أَو سَمَاعُهُ، وَفِيهِ دُعَاءُ اللَّهِ وَمُنَاجَاتُهُ، وَفِيهِ الرُّكُوعُ لَهُ، وَالسُّجُودُ بَينَ يَدَيهِ، وَغَيرِ ذَلِكَ مِن التَّعَبُّدَاتِ العَظِيمَةِ الَّتِي تَزِيدُ العَبدَ إِيمَانًا، وَتُدَاوِي عِلَلَ قَلبِهِ.


تعليقات