أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
قال الأستاذ الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إنَّ غياب الوسطية أوقعنا في مشكلات كثيرة تتطلَّب منَّا أن نتناول هذا الموضوع مرَّات عديدة، مشيرًا إلى أنَّ الوسطية عنوان الإسلام لقوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}.
جاء ذلك خلال
محاضرة لفضيلة المفتي بجامعة القاهرة تحت عنوان: "الوسطية والخطاب الديني بين
الثابت والمتغير"، والتي حاضر فيها أيضًا الأستاذ الدكتور محمد عثمان الخشت
-رئيس جامعة القاهرة- حيث عبَّر فضيلة المفتي عن سعادته بوحوده في جامعة القاهرة
التي لها قدم راسخة في المحافل العلمية، وتقدَّم بالشكر إلى رئيس الجامعة لإتاحة
الفرصة لتناول موضوع الوسطية في الإسلام .
وأضاف فضيلة
المفتي أنَّ التطبيق الصحيح الدقيق الذي ينتج الوسطية هو الذي يراعي الثابت ويحرص
عليه ويتمسك به ولا يتلاعب به تحت أي مبرر من المبررات؛ لأنَّ الله عندما وضعه
كثابت راعى فيه أنه لا يتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال والأشخاص، فالثابت
ثابت حتى قيام الساعة، ويصلح للتطبيق في كلِّ زمان ومكان.
من جانبه قال
الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة: إنَّ هناك فرقًا جذريًّا بين الدين
والخطاب الديني؛ فالدين هو الوحي الثابت المبين بالسُّنَّة النبوية المطهرة
المتواترة، أمَّا الخطاب الديني فهو طريقة فهمنا للنصوص الدينية وآليات إيصاله.
وأضاف أنَّ
المشوشين من تيارات التطرف قد يفهمون أننا نريد أن نطوِّر الدين نفسَه، وهو أمر
غير صحيح، فالدين ثابت لا يتغير، ولكن خطاب البشر عنه يتطوَّر بتطور العلوم
والعصور، مثلما حدث مع مذهب الإمام الشافعي، مؤكدًا أننا في قلب الثوابت، ومتمسكون
بالأصول باعتبارها محور الإيمان الذي لا يتغير كأركان الإسلام الخمسة، وأهم معيار
للنصوص الدينية هو الوسطية.
وأكَّد الخشت
على مجموعة من الأفكار التي تبثُّ الطاقة السلبية وتدفع إلى الإلحاد، مشيرًا إلى
أنَّ النقيض يصنع النقيض، فالتشدد والتطرف يصنع الإرهاب.