أمين "البحوث الإسلامية": تفسير القرآن حسب «الرؤى» غاية مسمومة تسعى لضياع هيبته وإسقاط أحكامه
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
قال مركز حصين، المختص في الدر على الشبهات ومحاربة الإلحاد إن اللهُ خلق هذِهِ الدُّنيا لِلابتِلاءِ، وَجَعَلَ فِيهَا مِنَ الـمَصَاعِبِ والشَّدائِدِ مَا يُـحقّقُ هذه الحِكمَة، فَخَلَقَ الإِنسَانَ فِي كَبِدٍ، وَأَخبَرَنَا أَنَّهُ سَيَبْتَلِينَا بِالمَصَائِبِ وَالأَحزَانِ، لِيَختَبِرَ إِيمَانَنَا، وَيَبلُوَ صَبرَنَا، فقَالَ تَعَالَى: وَلَنَبلُوَنَّكُم حَتَّى نَعلَمَ المُجَاهِدِينَ مِنكُم وَالصَّابِرِينَ وَنَبلُوَ أَخبَارَكُم.
وبين أن هذَا الأَمرُ عامٌّ للبَشَر، لَم
يُسْتثنَ مِنهُ أحدٌ حتى الأَنبِيَاءُ عَلَيهِمُ السَّلَامُ، بل كانَ بَلاؤُهُم
على قَدرِ إِيمانِهِم، فأحسَنُوا في صَبرِهِم ورِضاهُم عن رَبِّهم، قَالَ
تَعَالَى: وَإِسمَاعِيلَ وَإِدرِيسَ وَذَا الكِفلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ،
وَقَالَ إِسمَاعِيلُ عَلَيهِ السَّلَامُ: يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤمَرُ
سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ، وَقَالَ يَعقُوبُ عَلَيهِ
السَّلَامُ: فَصَبرٌ جَمِيلٌ، وقَالَ سُبحانَه عن أيُّوبَ عَلَيهِ السَّلَامُ:
إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ.
وأوضح "حصين" أنه حُقَّ عَلى الـمُؤمِنِ الاقتِداءُ
بِالأَنبِيَاءِ عَلَيهِم السَّلَامُ، فمتَى نَزَلَت بِهِ مُصِيبَةٌ صَبرَ ورضيَ
بتقديرِ الله، واحتَسَب الأجرَ عِندَهُ سُبحانَه،
مشيرا إلأى قول ابنُ
القَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ: «الصَّبرُ وَاجِبٌ بِإِجمَاعِ الأُمَّةِ، وَهُوَ
نِصفُ الإِيمَانِ، فَإِنَّ الإِيمَانَ نِصفَانِ: نِصفٌ صَبرٌ وَنِصفٌ شُكرٌ.
وَالصَّبرُ مِن الإِيمَانِ بِمَنزِلَةِ الرَّأسِ مِن الجَسَدِ، وَلَا إِيمَانَ
لِمَن لَا صَبرَ لَهُ، كَمَا أَنَّهُ لَا جَسَدَ لِمَن لَا رَأسَ لَهُ».
وشدد على أن أَنَّ الصَّبرَ فِي حَقِيقَتِهِ حَسنُ أَدَبٍ مَعَ اللَّهِ جَلّ
جَلَالُهُ، فَهُوَ سُبحَانَهُ الحَكِيمُ فِي قَضَائِهِ، العَلِيمُ بِعِبَادِهِ،
العَزِيزُ فِي مُلكِهِ، الرَّحِيمُ بِخَلقِهِ، وليَكُنِ البَاعِثُ لَكَ عَلَى
الصَّبرِ: مَحَبَّةَ اللَّهِ وَإِرَادَةَ وَجهِهِ وَالتَّقَرُّبِ إِلَيهِ، لَا
إِظهَارَ قُوَّةِ النَّفسِ، وَطَلَبَ مَدحِ الخَلقِ وَثَنَائِهِم.
واختتم: لْيَكُن
صَبرُكَ جَمِيلًا، كَمَا قَالَ تَعَالَى: فَاصْبِرْ صَبرًا جَمِيلًا، وَالصَّبرُ
الجَمِيلُ هُوَ الَّذِي لَا جَزعَ فِيهِ وَلَا شَكوَى لِغَيرِ اللَّهِ،
فَالشَّكوَى لِغَيرِ اللَّهِ ضَعفٌ فِي العَقلِ وَذُلٌّ فِي الطَّبعِ.