حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
الصبر
كشف مركز حصين، عن 8 مور تعين على الصبر على أقدار الله المؤلمة، وذلك في خطبة الجمعة التي ينشرها مع نهاية كل أسبوع عبر موقعه الرسمي.
أولا: دعاء الله والاستعانة به، فلا قدرة لك على الصبر إلا بمعونة الله، قال تعالى: واصبر وما صبرك إلا بالله، فاسأل الله أن يعينك على الصبر، واعلم أن أعظم ما يقال في هذا الموطن: (إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها)، قال تعالى: ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون.
وتجدر الإشارة هنا إلى أم سلمة رضي الله عنها وهي تحكي قصتها مع هذا الدعاء، قالت: «سمعت رسول الله ﷺ يقول: (ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا أجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها). قالت: فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله ﷺ، فأخلف الله لي خيرا منه، رسول الله ﷺ». أخرجه مسلم.
ثانيا: يعينك على الصبر: أن تتذكر ثواب الله الذي أعده للصابرين، فأنت بصبرك تنال محبة الله تعالى: والله يحب الصابرين، وتفوز بمعية الله تعالى لك بنصره وتأييده: إن الله مع الصابرين، وتوفى أجرك بغير حساب: إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب، وتكون من المحسنين: واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين، وتكفر عنك خطاياك، قال النبي ﷺ: «ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه». أخرجه البخاري ومسلم. وفي الترمذي أنه ﷺ قال: «ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة».
ثالثا: يعينك على الصبر: أن تتذكر ذنوبك ومعاصيك، وتقصيرك في حق الله، وتعلم أن ما أصابك إنما هو بسبب ذنوبك، فإنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة، قال تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير، وتعلم أن ذنوبك أكثر بكثير من هذا المصاب الذي نزل بك، قال تعالى: ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة. فاجعل البلاء سببا لرجوعك إلى الله، والتجائك إليه، وانطراحك ببابه، وتوبتك من ذنوبك، وإعادة الحقوق إلى أصحابها.
رابعا: يعينك على الصبر: أن تتذكر نعم الله عليك الماضية والحاضرة، فتدرك أنها كثيرة لا تحصى، وأن البلاء الذي نزل بك مهما كان عظيما فإنه لا يقارب النعم التي تغمرك من الرحيم اللطيف سبحانه: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها.
خامسا: يعينك على الصبر: أن تعلم أنه لا ينجو من مصائب الدنيا أحد أبدا، ولو نجا منها أحد لنجا منها أنبياء الله ورسله، ويكفيك في تصور ذلك قراءة سيرة أكرم الخلق نبينا محمد ﷺ، فقد كانت حياته مليئة بالهموم والمصائب والأحزان في سبيل إيصال الدعوة إلى الناس.
سادسا: يعينك على الصبر: أن تعلم أن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون، كما أخبر النبي ﷺ، وأن الله إذا أراد بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا. كما صح عن النبي ﷺ في سنن الترمذي.
سابعا: يعينك على الصبر: أن تعلم أن الصبر مفتاح الفرج، قال تعالى: ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا، وقال تعالى: وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا، وقال النبي ﷺ: (واعلم أن النصر مع الصبر).
ثامنا: يعينك على الصبر: أن تعلم أن جزعك وتسخطك لا يعيد مفقودا، ولا يزيل كربا، ولا يرفع هما، ولا يدفع قدرا، بل يزيدك ألما وذنبا، فمن تمام العقل أن تصبر لتنقلب المصيبة في حقك نعمة وخيرا وثوابا.