أمين "البحوث الإسلامية": تفسير القرآن حسب «الرؤى» غاية مسمومة تسعى لضياع هيبته وإسقاط أحكامه
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
نشر مركز الفتح ـ قسم دراسة الإلحاد، اليوم الإثنين، جزءا، من كتاب "دلائل.. فصول في النبوة وصحة الإسلام".
وجاء فيه: أحسن الدكتور
صلاح الخالدي حين قام بتعريف إعجاز القرآن البياني على أنه: «عدم قدرة الكافرين على
معارضة القرآن وقصورهم عن الإتيان بمثله، رغم توفر ملكتهم البيانية وقيام الداعي على
ذلك وهو استمرار تحديهم، وتقرير عجزهم عن ذلك»).
ثم باستمرار عجز أولئك المكذبين المعاندين
عن خوض ذلك التحدي وإبطال الدعوة المحمدية بالحجة والبيان ما كان منهم إلا أن سلكوا
طريقا آخر ولكنه شاق فقد خاضوا الحروب والمعارك لإبطال تلك الدعوة بل وضحوا بأنفسهم
وأهليهم وأموالهم في سبيل ذلك!، وكأنهم بفعلهم هذا قد أعلنوا للعالم بأسره - دون قصد
طبعا - أنهم عاجزون عن معارضة القرآن، ولم يبق أمامهم الآن إلا العدول عن المعارضة
بالحروف إلى المقارعة بالسيوف.
يقول الرافعي رحمه
الله: "وإنما الإعجاز شيئان: ضعف القدرة الإنسانية في محاولة المعجزة، ومزاولته
على شدة الإنسان، واتصال عنايته، ثم استمرار هذا الضعف على تراخي الزمن وتقدمه، فكأن
كله في العجز إنسان واحد ليس له غير مدته المحدودة بالغة ما بلغت!".
والسؤال هو: لماذا
يتحداهم النبي محمد (الأمي) في تخصصهم بالذات؟!
لماذا لم يتحداهم
مثلا في الطب أو الفلك فهم على الأقل سيكونون فيه سواء؟! وما هذه الثقة التي يمتلكها
محمد صل اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين يقول لهم: ﴿فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا
﴾ [البقرة : ٢٤]. وتُرى ما هو مصدرها؟!
ونكرر هنا مرة أخرى
السؤال الذي يجب أن يُطرح مع كل دليل من أدلة صدق الإسلام وهو: لماذا يُوفِّق الله
الحكيم العليم القدير عبدا يكذب عليه (كما يظن من لا يؤمن بنبوة محمد) كل هذا التوفيق
ويؤيده كل هذا التأييد حتى جعله يتحدى القوم مع عدم امتلاكه لمؤهلات التحدي في شيء
هم أعلم الناس به ثم يعجزون عن التحدي، هذا بالإضافة إلى كل ما وهبه الله لذلك العبد
من صفات حسنة وصدق وأمانة وزهد وصبر وغيره؟! كيف يكون ذلك والله يقول: ﴿إِنَّ الَّذِينَ
يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴾ [يونس: ٦٩].
يقول الأستاذ محمود
شاكر رحمه الله في مقدمته لكتاب الظاهرة القرآنية والتي عنونها باسم (فصل في إعجاز
القرآن) نقلا عن مالك بن نبي: "لقد قام إعجاز القرآن حتى الآن على البرهان الظاهر
على سمو كلام الله فوق البشر". ولقد أدرك الصحابة ذلك المعنى إدراكًا فطريًّا
عميقًا بمجرد سماعهم للقرآن مما دفعهم إلى الاستسلام والخضوع لأمر الله تعالى تماما
كما فعل سحرة فرعون الذين أدركوا منذ الوهلة الأولى سمو معجزة موسى فوق البشر ومفارقتها
لحيز الإمكان والقدرة البشرية.