هل يتعمد إبراهيم عيسى تشويه التاريخ الإسلامي؟ (فيديو)
- الخميس 21 نوفمبر 2024
المرأة و زوجها في الإسلام
قال عز وجل "وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ فَإِن
كَرِهۡتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰۤ أَن تَكۡرَهُوا۟ شَیۡـࣰٔا وَیَجۡعَلَ ٱللَّهُ فِیهِ خَیۡرࣰا
كَثِیرࣰا " النساء (١٩)، في هذه الآية يبين لنا الله عز وجل القاعدة التي
يتعامل بها الرجال مع زوجاتهن فيأمرهم أن يحسنوا عشرتهن بالمعروف أي بما يحقق لهن
السعادة ويدفع عنهن الضرر، حتى في حالة إذا كرهها الرجل فحثه الله عز وجل على
الصبر عليها فعسى أن يجعل الله في هذه الزوجة التي يبغضها خيرا كثيرا في إهتمامها
بحاجاته وببيته وأولاده وبحفظ سره وستر عيبه وتحقيق السعادة له وهذا المعنى نجده
في السنة الشريفة أيضا فيقول ﷺ " لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إنْ
كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ". (1)
(قضاء
حوائجها ) وقال عز وجل "وَلَهُنَّ مِثۡلُ ٱلَّذِی عَلَیۡهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ
" البقرة (٢٢٨) أي فكما أنها مطالبة بأن تعامل زوجها بالمعروف والإحسان
وبتحقيق رغباته فهو أيضا مطالب بمثل هذا المعروف المطلوب منها ، وقد ذكر الحافظ بن
كثير في تفسير المعروف بقوله: (أي طيبوا أقوالكم لهن وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب
قدرتكم كما تحب ذلك منها فافعل أنت بها مثله كما قال تعالى: ( ولهن مثل الذي عليهن
بالمعروف)، وقال ﷺ: (خَيْرُكم خَيْرُكم لِأَهْلِه، وأَنا خَيْرُكم لِأَهْلي.) (2)
ونذكر بعضا من
صور هذا المعروف وحسن العشرة الذي كان يفعله النبي ﷺ مع زوجاته ، حيث قال عز وجل
" لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " فمن أفعاله ﷺ نعرف كيف يجب أن
يتعامل الرجل مع زوجته ، فننقل أقوال أمنا
عائشة رضي الله عنها عن معاملة النبي ﷺ لها فتقول " كان رسول الله ﷺ
يُقَبِّلُنِي؛ وهو صائم وأنا صائمة". (3)
وقد كان ﷺ يعرف
مشاعرها واحاسيسها فكان يقول لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها «اني لأعلم
اذا كنت عني راضية واذا كنت عني غضبى، أما اذا كنت عني راضية فانك تقولين لا ورب
محمد، واذا كنت عني غضبى قلت: لا ورب ابراهيم؟» (4).
وكان يقدر
غيرتها ، تقول أم سلمة رضي الله عنها «أتيت بطعام في صحفة لي الى رسول الله ﷺ،
وأصحابه، فقال: من الذي جاء بالطعام؟ فقالوا أم سلمة، فجاءت عائشة ــ رضي الله
عنها ـ بحجر ناعم صلب ففلقت به الصحفة فجمع النبي ﷺ بين فلقتي الصحفة وقال: كلوا،
يعنى أصحابه، كلوا غارت أمكم غارت أمكم، ثم أخذ رسول الله ﷺ صحفة عائشة ـ رضي الله
عنها ـ فبعث بها الى أم سلمة وأعطى صحفة أم سلمة لعائشة رضي الله عنها». (5)
وكان يستشيرها
فقد استشار النبي ﷺ زوجاته ـ رضوان الله عليهن ـ في أدق الامور ومن ذلك استشارته ﷺ
لأم سلمة في صلح الحديبية عندما أمر أصحابه بنحر الهدي وحلق الرأس فلم يفعلوا لأنه
شق عليهم أن يرجعوا ولم يدخلوا مكة، فدخل مهموما حزينا على أم سلمة رضي الله عنها
في خيمتها فما كان منها الا أن جاءت بالرأي الصائب: اخرج يا رسول الله فاحلق
وانحر، فحلق ونحر واذا بأصحابه كلهم يقومون قومة رجل واحد فيحلقون وينحرون. (1)
وأيضًا انظر
لاستشارته لـ خديجة رضي الله عنها في أمر الوحي، ووقوفها معه وشدها من أزره رضوان
الله عليها، هكذا المرأة فإنها معينة لزوجها إذا أشعرها زوجها بقيمتها. (2)
وكان يظهر حبَّه لها ، فقال ﷺ لعائشة رضي الله عنها في حديث أم زرع الطويل والذي رواه البخاري: «كنت لك كأبي زرع لام زرع» أي أنا لك كأبي زرع في الوفاء والمحبة فقالت عائشة رضي الله عنها: «بأبي وأمي لأنت خير لي من أبي زرع لأم زرع».
وكان يناديها
بأحسن الأسماء فكان ﷺ يقول لعائشة رضي الله عنها: «يا عائش، يا عائش هذا جبريل
يقرئك السلام». متفق عليه، وكان يقول لها أيضا: يا حميراء، والحميراء تصغير حمراء
يراد بها البيضاء.
(4)
وكان يأكل معها
، فتقول عائشة رضي الله عنها: «كنت أشرب فأناوله ﷺ فيضع فاه على موضع في، وأتعرق
العرق فيضع فاه على موضع في» (5)، والعرق: العظم عليه بقية من اللحم وأتعرق أي آخذ
عنه اللحم بأسناني ونحن ما نسميه بالقرمشة.
وكان لا يتأفف
منها ، فتقول عائشة رضي الله عنها: «كنت أرجل رأس رسول الله ﷺ وأنا حائض» (6) يعني
أسرح شعره وأنا حائض.
وكان ينام على
حجرها، فتقول عائشة رضي الله عنها: «كان رسول الله ﷺ يتكئ في حجري وأنا حائض» (7).
وكان يتنزه معها
، فكان ﷺ اذا كان بالليل سار مع ام المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها يتحدث. (.
وكان يساعدها في
أعمال البيت فقد سُئلت أم المؤمنين عائشة: ماذا
كان يصنع النبي ﷺ في بيته؟ قالت:
«كان في مهنة أهله». (1).
وقالت أيضا ما
كان صلى الله عليه وسلم يعمله في بيته قالت: «كان يَخيطُ ثوبَهُ ، ويخصِفُ نعلَه». (2)
وقد كان يعمل
لسعادتها ، فقد دخل أبوبكر رضي الله عنه على النبي ﷺ وهو مغطى بثوبه، وفتاتان
تضربان بالدف أمام السيدة عائشة رضي الله عنها فاستنكر ذلك، فرفع النبي ﷺ الغطاء
عن وجهه وقال: دعهما يا أبا بكر، إن لكل قوم عيداً وإن عيدنا هذا اليوم. (3)
وقد جاءت أحاديث
عامة في التوصية بالمرأة وحسن معاملتها ومنها قول النبي ﷺ " اتقوا اللهَ في
النساءِ فإنهن عوان عندكم" (4)
وقال ﷺ أيضا
"اسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ خَيْرًا". (5)
وقال ﷺ أيضا
" أيُّها النَّاسُ، إنَّ النساءَ عندكم عَوانٍ، أخذتُموهنَّ بأمانة الله،
واستحلَلْتُم فروجَهنَّ بكلمةِ اللهِ." (6)
وقال أيضا
" إِنَّي أُحَرِّجُ عليكم حقَّ الضعيفينِ : اليتيمُ ، والمرأةُ" (7)
حتى أن الإسلام
قد نظم العلاقة الزوجية بينهما فأوجب على الرجل أن يقضي حاجة زوجته البدنية فيعفها
بنفسه عن الحرام فإذا ما جامعها فلا ينتهي حتى تقضي حاجتها فيه وهذا ما اتفق عليه
الفقهاء ومن ذلك قول ابن قدامة رحمه الله : " فإن فرغ قبلها كره له النزع حتى
تفرغ؛ لما روى أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺـ: «إذا جامع الرجل أهله
فليصدقها، ثم إذا قضى حاجته، فلا يعجلها حتى تقضي حاجتها» ولأن في ذلك ضررا عليها،
ومنعا لها من قضاء شهوتها.
بل وحرم على
الزوج أن يحرمها من الإنجاب بغير إذنها فحرم عليه أن يلقي بمنيه خارجها (فيما
يسميه الشرع بالعزل : أي يعزل ماءه عن زوجته)
وهذا بإتفاق جمهور العلماء من المذاهب الأربعة ومنه قول المرداوي الحنبلي
رحمه الله :" لا يعزل عن الحرة إلا بإذنها...هذا هو المذهب [يعني مذهب الإمام
أحمد]
"(9)
المصدر: حساب العلم يؤكد الدين ـ فيس بوك