هل يتعمد إبراهيم عيسى تشويه التاريخ الإسلامي؟ (فيديو)
- الخميس 21 نوفمبر 2024
كان يراسلني طالب في كلية العلوم جامعة القاهرة يبلغ من العمر 22عامًا؛ فبينما يتحدث معي أنكرت عليه بعض الأفعال التي يفعلها من باب النصيحة ومن باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقلت له ان ذلك الفعل مُحرم وكان فعلاً شنيعًا، فصدمني بالإجابة وقال لي ( أنا ملحد أصلاً) فقلتُ له كيف ذلك متعجبًا!؟ فقال لي عادي أنا لا أؤمن بأي دين؛ وبعد نقاش حاد بيننا استدل بمسألة الشر في العالم كيف تحدث الزلازل، والبراكين، والفيضانات، وخلاصة قولة أنتم تدَّعون أنّ هذا الكون له خالق، وأنّ هذا الخالق متصفٌ بصفات الكمال، فهو القادر على كل شيء، فهو إذاً القادر على أن يمنع حدوث الحروب والجرائم والمصائب في عالمنا.
لكننا نرى أنواع الشر المختلفة قد تكررت في تاريخ
البشرية وحاضرها دون أن يمنع إلهاكم حدوثها، مع أنكم تدَّعون أن الله هو إله قديرٌ
رحيمٌ ومحب. فإذا سلّمنا لكم بوجود هذا الإله الخالق لهذا الكون، فهو إما أن يكون إلهاً
عاجزاً عن منع حدوث الشر، فيكون إلهكم ضعيفاً وقدراته محدودة، وإما أن يكون إلهكم قادراً
على منع حدوث الشر ولكنه غيرُ معنيّ بذلك، فيترك حدوث الظلم والفقر والمجاعات والقتل
والحروب وغيرها مع قدرته على منع ذلك كله، فهذا لا يكون بحا لٍ إلاهاً رحيماً محباً.
فقولت له يا صديقي المشكلة تكمن عندك في سؤالك أنت، لأنك تنتظر أنه إذا كان
للكون إله، فلا بد أن يكون هذا الإله مُتحكّماً بشكل مباشر في الكون كي يمنع حدوث أي
نوع من الشر، وكأن الإنسان ليس له أي دورٍ
في عالمنا وكأن الله لم يهبه أيّ إرادة أو قدرة أو حرية.
فالشر يحدث في عالمنا إذاً هناك حيث يُسيء الإنسان استخدام هذه الحُرية المهداة
له من الله. إنه إذاً ليس الله من تجب مسألته عن سبب حدوث الشر في العالم، بل الإنسان
هو المسؤول عن ذلك. ولو "تدخل" الله بشكل مُباشر لمنع الشر في العالم لكان
في ذلك إلغاء لحرية الإنسان. فالله كرّم الإنسان بأن زوّده بهذه الحرية، فَخَلَق الله
العالم وتصرّف ويتصرّف فيه سبحانه على الوجه الذي لا يفقد من خلاله الإنسانُ حريته.
ثم تهكمت عليه قائلاً اذا كنت تعتقد أنه لا يوحد إله للعالم فمن أين أتي؟
قال لي "أنا أؤمن بنظرية التطور"
أو ما تسمي الداروينية
هي نظرية تشرح التطور البيولوجي طورها عالم الطبيعة الإنجليزي تشارلز داروين
ومعه علماء آخرون، تنصُّ على أنَّ جميع أنواع الكائنات الحية تنشأ وتتطور من
خلال عملية الانتقاء الطبيعي للطفرات الموروثة التي تزيد من قدرة الفرد على المنافسة
والبقاء على قيد الحياة والتكاثر.
وأرسل لي مقالات كثيرة وصفحات عديدة تدعم وتؤيد ذلك القول الباطل وتقول أن العالم
بدا بالطحالب ثم تطور بعد ذلك، فقلت له سلمنا لك جدلاً أن العالم نشأ وبدا من الطحالب
فمن أي أتت هذه الطحالب ؟ ومن الذي رجح لها كَفْت الوجود علي العدم؟.
ونظرية التطور لها مقال أخر بالتفصيل ان شاء لله
وقلتُ له عندك الأستاذ الكبير الدكتور. مصطفى محمود انحرف ثم عاد مرة أخري إلى
طريق الإيمان بالعلم أيضا وضمن ذلك في كتاب( رحلتي من الشك إلى اليقين) وله كتاب أخر
يحاور فيه الإلحاد تحت عنوان (حوار مع صديقي الملحد)
فهذه الأفكار يجب التعامل معها بالجدية
والموضوعية لأنها قد كثرت جدًا وتماديت، ويجب الرد عليها بأسلوب عقلي مُحكم والتجربة
تَشهَدُ أنّ التعامل مع مثل هذه الأسئلة بأسلوب تغلب عليه العاطفة، كالتجريح بالسائل
أو توجيه الإهانات له، يُشعر السائل بأننا لا نملك حجة قوية لنقدم له إجابات مقنعة
فيُعزّز ذلك موقفَه.
ثبتانًا الله واياكم علي الحق والصواب اللهم آمين
المصدر: صفحة الكتاب على فيس بوك