مركز حصين محذرا: الِاعتِرَاضَ عَلَى حُكمِ اللَّهِ يَحمِلُ فِي طَيّاتِهِ التَّشكِيكَ فِي علمه وحكمته

  • جداريات Jedariiat
  • السبت 18 فبراير 2023, 8:42 مساءً
  • 565

قال مركز حصين إن مِمّا يُعَينُ العَبدَ عَلَى مُلَازَمَةِ التّسلِيمِ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ ﷺ، وَيُجَنّبُه الِاعتِرَاض عَلَى شَيءٍ مِمَّا جَاءَ مِنْ عِندِهِ؛ أَنْ يَعلَمَ العَبدُ أَنّ هَذَا الِاعتِرَاضَ طَرِيقَةُ إِبلِيسَ اللَّعِينِ.

وتابع: فَقَد كَانَ إِبلِيسُ أَوَّلَ المُعتَرِضِينَ عَلَى اللَّهِ إِبَاءً وَكِبْرًا، وَأَوَّلَ مَن رَفَضَ التّسلِيمَ لِأَمْرِ رَبِّ العَالَمِينَ تَعَالِيًا وَكُفرًا، قَالَ تَعَالَى: وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبلِيسَ لَم يَكُن مِنَ السَّاجِدِينَ * قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ، مشيرا لقول ابنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: «لَأَن يَلقَى اللَّهَ العَبدُ بِذُنُوبِ الخَلَائِقِ كُلِّهَا -مَا خَلَا الشِّركَ بِهِ- أَسلَمُ لَهُ مِن أَن يَلقَى اللَّهَ وَقَد عَارَضَ نُصُوصَ أَنبِيَائِهِ بِرَأيِهِ... وَهَل طَرَدَ اللَّهُ إِبلِيسَ وَلَعَنَهُ وَأَحَلَّ عَلَيهِ سَخَطَهُ وَغَضَبَهُ إِلّا حَيثُ عَارَضَ النَّصَّ بِالرَّأيِ وَالقِيَاسِ ثُمَّ قَدَّمَهُ عَلَيه؟

 

وأردف: لِأَنَّ الِاعتِرَاضَ عَلَى حُكمِ اللَّهِ، يَحمِلُ فِي طَيّاتِهِ التَّشكِيكَ فِي عِلمِ اللَّهِ وَحِكْمَتِهِ، أَو الِارتِيَابَ فِي عَدلِهِ سبحانَه وَرَحمَتِهِ، أَو الطَّعنَ فِي حَمدِهِ وَكَمَالِ شَرِيعَتِهِ، وَلِذَلِكَ كَانَ هَذَا الِاعتِرَاضُ مَرَضًا فِي القَلبِ، وَفَسَادًا فِي الإِيمَانِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى عَنِ المُنَافِقِينَ: وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالمُؤمِنِينَ * وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحكُمَ بَينَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ مُّعرِضُونَ * وَإِنْ يَكُن لَهُمُ الحَقُّ يَأتُوا إِلَيهِ مُذعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيهِم وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * إِنَّمَا كَانَ قَولَ المُؤمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَينَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ * وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَائِزُونَ.

 

 

تعليقات