هشام عزمي يكتب: الشرور والابتلاءات.. قوة للمؤمن

  • جداريات Jedariiat
  • الأربعاء 15 فبراير 2023, 10:04 مساءً
  • 428

لا تعرف البشرية طوال تاريخها أحدًا، مؤمنًا أو كافرًا، عربيًا أو أعجميًا، من الشرق أو الغرب أو الشمال أو الجنوب، ادعى أن حياته تمضي وفق إرادته بلا شرور ولا ابتلاءات ولا محن ولا مصاعب ولا آلام.

 

لكن المؤمن يجد في إيمانه القوة المعنوية والصلابة والإيجابية، ويستشعر معية الله تبارك وتعالى، فيكون هذا ملاذًا له وملجأً يحميه ويحفظه من اليأس والإحباط والقنوط، فهو يدرك أن كل شر وكل ابتلاء له حكمة وغاية، وبأن مع العسر يسرًا، وبأنه بعد الشدة يكون الفرج، وأن الله سيؤتيه في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وأن الابتلاء رافعٌ للدرجات ومزيلٌ للخطايا، وليس أيٌ من هذا إلا للمؤمن.

فهذا كله يعطي للمؤمن من القوة المعنوية والصلابة الروحية ما يجعله قادرًا على مواجهة ابتلاءات وشرور الدنيا بعزيمة وإيجابية وثبات.

إلى جانب اعتقادنا أن هذه المصائب والآلام إنما هي مقتضى حكمة الرب تبارك وتعالى وعلمه في خلقه، نحن أيضًا نعتقد أن الله جل وعلا يقوم بتعويض العبد المؤمن في الآخرة على ما يصيبه من المصائب والآلام في الدنيا، ومستندنا في ذلك ما ورد في الكتاب والسنة، كما في قوله تعالى: {وَٱلَّذِينَ صَبَرُواْ ٱبْتِغَآءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِٱلْحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمْ عُقْبَى ٱلدَّار} سورة الرعد: آية 22.

 

أيضًا في الحديث أن امرأة سوداء أتتْ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قالتْ: إِنِّي أُصْرعُ، وإِنِّي أتكشّفُ، فادْعُ اللّه لِي. قال: ((إِنْ شِئْتِ صبرْتِ ولكِ الْجنّةُ، وإِنْ شِئْتِ دعوْتُ اللّه أنْ يُعافِيكِ)) فقالتْ: أصْبِرُ، فقالتْ: إِنِّي أتكشّفُ، فادْعُ اللّه لِي أنْ لا أتكشّف، فدعا لها.

 

وفي الحديث أيضًا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه، حتى الشوكة يشاكها)).

 

نسأل الله جل وعلا الصبر وثبات الفؤاد والرضا بقضاء الله، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

تعليقات