حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
قال مركز ؛حصين" إن الله خلق السموات والأرض آيات وبراهين دالة عليه وعلى وحدانيته، فرفع السماء بغير عمد، وجعل الأرض مهادا وقرارا، وأرساها بالجبال لئلا تميد وتضطرب بالناس، قال تعالى: خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم * هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين.
وأوضح في خطبة الجمعة التي ينشرها
كل أسبوع أن من قدرة الله وعظمته أن يأذن
للأرض فتضطرب بأهلها وتتحرك بهم، فبينما هم في سكون وأمان، وركون إلى مشاغلهم
واطمئنان، إذ بها تتزلزل من تحت أقدامهم، وتخر عليهم السقف من فوقهم؛ ليريهم
سبحانه من آيات قدرته ما يحصل لهم به التذكر والاعتبار، والتوبة والاستبصار، فتفيق
النفوس بعد غفلتها، وتلين القلوب بعد قسوتها، قال تعالى: ظهر الفساد في البر
والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون.
وبين أن الزلازل من أمر الله تعالى وتقديره، وهي من جنوده التي يصيب بها من
شاء من عباده، وهي وإن كانت لها أسباب معلومة من تحرك صفائح قشرة الأرض، فإن الله
تعالى هو خالق هذه الأسباب ومقدرها، وهو الذي يجعلها عذابا أو ابتلاء لمن شاء من
خلقه.
وأكد أن من حكم الله تعالى في وقوع هذه الزلازل: تذكير الإنسان بقدرته
سبحانه عليه وعظيم قوته، وتذكير الإنسان بضعفه وحاجته وعجزه: فالكون كله خاضع لله،
وهو سبحانه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، فإذا أراد شيئا فإنما يقول له كن
فيكون، ولا يملك الإنسان مهما طغا وعتا، ومهما تعلم وتطور، لا يملك أن يسكن الأرض
إذا تحركت، ولا أن يمنع البلايا إذا تحققت، فالزلازل التي تحدث في الأمة من أعظم
الآيات التي يرسلها الله تعالى تذكيرا لعباده، وتخويفا لهم، قال تعالى: وما نرسل
بالآيات إلا تخويفا، وإنما كانت هذه الزلازل تخويفا لأن الله تعالى عذب بها أقواما
وجعلها سببا لهلاكهم؛ كما قال سبحانه: فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين.
وتابع: وإنما يكون التخويف بهذه الآيات والوعيد بها إذا جاهر الناس
بالمعاصي، وأعلنوا بالفواحش، وكثر فيهم الخبث، وقل فيهم الناصحون، فحينئذ يكون
ظهور هذه الزلازل وعيدا من الله عز وجل لأهل الأرض، قال تعالى: أفأمن الذين مكروا
السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون، وقال تعالى:
إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء إن في ذلك لآية لكل عبد منيب،
ولذلك لما وقع زلزال بالمدينة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قام فيهم خطيبا
ووعظهم وقال: «أحدثتم! لقد عجلتم! لئن عادت لأخرجن من بين ظهرانيكم».