هل يتعمد إبراهيم عيسى تشويه التاريخ الإسلامي؟ (فيديو)
- الخميس 21 نوفمبر 2024
الصراع بين التطور والتصميم الذكي
بما أننا نعارض
نظرية التطور، فغالبا ما يتكرر السؤال، ما هو البديل الذي تطرحونه لنظرية التطور؟
ومن الواضح جدا أننا نؤيد نظرية التصميم الذكي! أليس كذلك؟
نظرية التصميم
الذكي هي النظرية البديلة المطروحة بقوة على الساحة، وتكتسب زخما جديدا كل يوم،
والأدوات التفسيرية التي يوفرها إطار التصميم عديدة ومتنوعة ومرنة، فنجد مثلا
مايكل دنتون استطاع أن يوفق بسهولة بينها وبين الرؤية البنيوية للحياة (بدلا من
التكيفية الشاملة التي في الداروينية أو الجزئية في غيرها)، ونجد وينستون يورت
(منطلقا من مفهوم التصميم المشترك) استطاع أن يرسم نماذجا للتفرع الاعتمادي
للكائنات (والذي سننشر ورقته قريبا بإذن الله) أكثر قدرة على استيعاب البيانات
الرصدية وتفسيرها من النماذج الهرمية المتداخلة، ونجد جونتر بيكلي ينادي باستعمال
نموذج التصنيف المظهري phenetics التقليدي المبني على أقصى حد من التشابه (في أحدث أوراقه المنشورة)
بدلا من اللهث وراء التصنيف التفريعي cladistic المبني على العلاقات السلفية التي أنهكت الباحثين وأوقعتهم في العديد
من المشاكل، وهكذا، يعني من الناحية التنظيرية لدينا إطار أفضل وأقوى وأكثر قدرة
على تفسير البيانات، ولكن ما يحدث حاليا طبيعي حينما نستقرأ تاريخ العلم.
فكما شرح توماس
كون، نحن حاليا نعيش في ظل ثورة علمية، وأثناء الثورات ينقسم العلماء لشقين، شق
يسعى في تطوير البرنامج البحثي للثورة الجديدة، وشق آخر يحاول باستماتة الحفاظ على
البارادايم القديم، كتب كون: "استقبال البارادايم الجديد غالبا ما يستلزم
إعادة تعريف للعلم المقابل؛ المعيار الذي يفصل بين الحل العلمي الحقيقي وبين
التخمين الميتافيزيقي المحض". فمثلا، نظرية نيوتن عن الجاذبية تم معارضتها
بسبب أن "الجاذبية، التي تفسر على أنها انجذاب أساسي بين كل زوج من جزيئات
المادة، خاصية سحرية". نقاد النيوتينية ادعوا أنها ليست علما وأن
"اعتمادها على القوى الأساسية سوف يعيد العلم لعصور الظلام".(1)
الصراع الحالي
بين التطور والتصميم الذكي به خصائص الثورة العلمية. حيث المدافعين عن التطور
يتحكمون في التمويلات البحثية والمجلات العلمية والوظائف الجامعية، ويقاومون كل
التحديات للبارادايم الخاص بهم، ويتعاملون حتى مع التعديلات الصغيرة –كالتركيبة
التطورية الممتدة– بارتياب. والأكثر أهمية، هو أن المدافعين عن التطور يصرون على
الاحتفاظ بالتعريف المادي للعلم الذي أصبح مسيطرا بعد داروين.
أوضح كون أن في
البداية، البارادايم الجديد "قد يكون له عدد قليل من الأنصار، وفي بعض
الأحيان ربما يتم التشكيك في دوافع هؤلاء الأنصار. لكن بالرغم من ذلك، إذا كانوا
مؤهلين، فسيقومون بتجويده، وباستعراض احتمالاته، وبإظهار كيف سيكون الحال إن تم
الانضمام للمجتمع الذي يرشده".(2)
وهذا بالضبط هو
ما يحدث الآن مع أنصار التصميم الذكي!
- عائشة محمد
مديرة الشؤون
الإدارية في مركز براهين