أمين "البحوث الإسلامية": تفسير القرآن حسب «الرؤى» غاية مسمومة تسعى لضياع هيبته وإسقاط أحكامه
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتب فلسفية الثقيلة
أعلن مركز
براهين عن عرض خاص على 3 من الكتب الفلسفية الثقيلة، التي يشارك بها في النسخة الحالية من معرض القاهرة الدولي للكتاب،
على أن يتم عرضها بـ 350 جنيها بدلا من 705 جنيهات.
كومينيون: ما
وراء طبيعة المعلومات
بينما كانت
المادة الإجابة الوحيدة المتاحة في القرن الماضي لسؤال الحقيقة الجوهرية، يوضح
ديمبسكي كيف أنه بدون المعلومات، لم يكن للمادة أصلا أن تكون. وهو بالتالي يظهر أن
المعلومات هي الأكثر أحقية من المادة في شغل منصب "المكون الجوهري
للحقيقة" في نظرية المعرفة.
هو لا ينفي
العالم المادي، ولا ينفي أن الذكاء والمعلومات يمكن وصف كل منهما على حدة
بمظاهرهما المادية (الدنا، على سبيل المثال).
لكن أطروحته هي
أن الذكاء يخلق المعلومات، التي بدروها تتمظهر ماديا، وبالتالي الذكاء هو السبب
الأول الأعلى، وبالطبع ذلك يضع المادة على أسفل سلم السببية، تحت الذكاء
والمعلومات، جاعلا إياها مفهوما تابعا ومشتقا.
فتجنشتاين
والبحوث الفلسفية
كتب "ڤتجنشتاين"
كتابه (البحوث الفلسفية) في أواخر عمره بروح غير متوافقة مع الحضارة الغربية
الحديثة، التي سيطر فيها العلم التجريبي على تصوراتنا وثقافتنا وقيمنا ومعاييرنا؛
التصورات التي أثرت على "ڤتجنشتاين" وهو مهندس شاب، فكتب (الرسالة
المنطقية الفلسفية) بعقل منطقي أداتي، رغم قلقه الأخلاقي منذ شبابه.
لكن إجمالاً يمكن تصنيف الرسالة ككتاب فلسفة علم
قريب من التفكير الوضعي، أما البحوث –أو الفترة المتأخرة عمومًا– فبمثابة انتصار
للدين، وإعادة قراءة لدوره وأهميته، وذلك داخل قراءة جديدة للعقل واللغة والمجتمع.
في هذه المرحلة
انتصر "ڤتجنشتاين" لتصورات الرجل العادي أو التصورات الفطرية، في مقابل
الشذوذ الفلسفي أو التجريبي؛ ولذلك نقدم هذا الكتاب كمادة خام لنقد الإلحاد
الحديث.
فالحاصل أن كتاب "ڤتجنشتاين" يعد
ترسانة فكرية لمواجهة الإلحاد الحديث، وأن كثيرًا من علاج الإلحاد الفلسفي الحديث
يسكن فيه، لكنه صعب المراس، صياغة وأفكارًا، ولا يمكن فهمه بمجرد النظر المدقق
فيه، خصوصًا في الترجمة العربية، فرغم أن كتاب البحوث قد تُرجم مرتين إلا أن مثل
هذه الكتب يعسر جدًّا ترجمتها، وتحتاج الترجمة إلى تدخل وابتكار والبعد عن التأويل
ما أمكن.
فمن أجل ذلك،
اخترنا هذا المدخل الهام الميسر، لأسباب متعددة، منها: حسن بيان المؤلفة، وترتيب
أفكارها، وموضوعيتها، ومناقشتها للجزء الثاني من الكتاب –المتعلق بعلم النفس
الفلسفي، الذي يُغفل عنه– والأهم من ذلك أن المؤلفة لها موقف من تأويل نصوص "ڤتجنشتاين"
نظنه حسنًا؛ فهي تحترز –إلى حد بعيد– من نسبة أي تأويل للنص الأصلي، ومن ثم تحتفظ
ببراءة النص ما أمكن.
الإجماع
الإنساني: المحددات ومعايير الاحتجاج
يكاد يطبق البشر
على أن هناك ما يسمى بالفطرة أو الحس المشترك أو الإجماع الإنساني، وعلى أن
الاحتجاج به أمر لا يحتاج إلى إثبات، حيث أننا وجدنا أنفسنا في هذه الحياة ونحن في
قناعة بتلك الأمور.
لكن في العقود
الأخيرة، اجتاحت الأفكار الإلحادية الساحة الفكرية المعاصرة، بأفكارها التي تنكر
كل ما هو أولي أو مجمع عليه لدى كافة البشر. فحتى حقيقة وجودنا، أصبحت عرضة
للتشكيك، وتحتاج لتسويغ حتى تَثبُت.
فالأمر لم يقتصر
على إنكار وجود خالق للخلق، ولكن تعدى ذلك ليشمل كل الأفكار المشتركة بين البشر.
إن أضفنا لذلك حقيقة أن الأفكار الفطرية تحتاج لضوابط تحددها، وتفصل عنها ما ليس
منها، ومعايير للاحتجاج بها، بحيث لا تورد في غير موضعها، اتضحت الحاجة لهذا
البحث.
يسعى بحث
(الإجماع الإنساني)، في إطار رسالة المركز لبناء التصورات الصحيحة عن الدين
والإنسان والحياة، لضبط مفهوم الاحتجاج بالأفكار الفطرية المشتركة بين كافة البشر
عبر العصور، ويطرح بنيانا متكاملا للرؤية الصحيحة المنضبطة للكون من حولنا.
فهو لا يدافع عن المفاهيم الدينية (كصحة وجود
خالق للخلق)، ولكن يدفع الإلحاد ومنظريه للبحث عن ما يبرر إنكارهم للخالق داخل
إطار الرؤية الصحيحة التي ينبغي أن ننظر بها للحياة.