ماذا لو خسرت كل ذرات ومواد هذا الكون شحناتها الكهربائية ؟!
- الأربعاء 20 نوفمبر 2024
المبين في شرح معاني ألفاظ الحكماء والمتكلمين
أحد الكتب التي جادت بها قرائح علماء الإسلام
في المصطلح الكلامي والفلسفي، وقد وضعه أحد أبرز علماء الكلام المتأخرين «سيف
الدين الآمدي»؛ تلبية لرغبة الأمير المنصور ابن أخي صلاح الدين، أمير «حماة»، وقد
اقتصر فيه على تعريف ما يزيد قليلًا على مائتي مصطلح إنه كتاب «المبين في شرح
معاني ألفاظ الحكماء والمتكلمين» لسيف الدين الآمدي (ت: 631هـ).
الكتاب يجمع «الآمدي» بين المصطلحات الكلامية
والفلسفية شاملةً المنطقية؛ فهو يعبِّر عما يُعرف بالكلام الجديد أو كلام
المتأخرين الذي يمزج إلى حدٍّ كبيرـ بين
الكلام والفلسفة، ويتَّخذ المنطق الصوري أداةً ومنهجًا للبحث، ويقترب من النزعة
الاعتزالية شيئًا ما، فيما يتعلق بالعلاقة بين الدليلين العقلي والنقلي.
ويتخذ الكتاب موقفًا وسطًا بين الإيجاز
والإطناب، وقد ينزع أحيانًا إلى التفصيل وإيراد الأقسام المتعددة داخل الشيء
الواحد، أو الاستعمالات المتفاوتة له؛ كالعقل والطبيعة والجسم، على سبيل المثال.
وقد قسَّم «الآمدي» كتابه إلى فصلين؛ الأول: في
الألفاظ المشهورة، والثاني: في شرح معانيها.
كما أن أسلوب الكتاب ـ بوجه عام ـ يتفق مع
أسلوب «الآمدي» الذي يعرفه المتمرسون به، ومن بينهم محقق الكتاب، شيخنا العلَّامة
الأستاذ الدكتور «حسن الشافعي»؛ فإن له به صلة قربى علمية من خلال رسالته
للماجستير «الآمدي وآراؤه الكلامية»، وتحقيقه لكتاب: «غاية المرام في علم الكلام».
وكتاب المبين ظهر لأول مرة مطبوعًا منذ قرابة
أربعين عامًا في مجلة «المشرق البيروتية» الكاثوليكية، في العدد الثاني من المجلد
الثامن والأربعين سنة 1945م، بالاعتماد على مخطوطة مبتورة الآخر، ينقصها حوالي نصف
الكتاب؛ ومن هنا كانت الحاجة ملحة لإعادة تحقيق هذا الكتاب، وقد تصدى الأستاذ
الدكتور حسن الشافعي لهذه المهمة؛ فحققه في أوائل الثمانينيات من القرن العشرين،
معتمدًا على ثلاث نسخ خطية، وصدر منه أربع طبعات عن مكتبة القاهرة، ولما تيسرت
للكتاب نسخة خطية رابعة، كانت هذه الطبعة المزيدة والمنقحة والمحررة.