عبد المنعم فؤاد يكتب: جريمة حرق المصحف والأزهر ودعاة التنوير

  • جداريات Jedariiat
  • الجمعة 27 يناير 2023, 03:32 صباحا
  • 616

لا شك أن جريمة حرق المصحف الشريف في السويد بالأمس القريب تؤكد على همجية وعنصرية الذين قاموا بذلك، والذين ارتضوا أيضا هذا العمل اللاخلاقي، وتثبت أن الإسلام هو دين القيم والأخلاق الراقية، وهو الذي ينبذ العنصرية بكل أنواعها، وتعاليمه السماوية هي التي تملك مقومات العالمية لا غيره، والقرآن الذي تحرق أوراقه الآن هو محفوظ عند ربنا -جل وعلا- ومحفوظ في قلوب المسلمين في كل بقاع الأرض، وهو الذي علمنا احترام الآخر، واحترام كتبه ورموزه، فلا تجد مسلما واحدا لا يحترم الأنبياء السابقين، ولا يستطيع مسلم واحد أن يحرق كتابا مقدسا لآخرين، فتعاليم ديننا تمنعنا أن نكون من المجرمين، تجاه من لا يعتقد بديننا، ولذا نفخر بهذا القرآن الحكيم الذي بين أن الفرق بيننا وبين هؤلاء في التحضر والرقي الأخلاقي كالفرق بين مياه السماء الطاهرة، ومياه المجاري النجسة في الأرض، بل كالفرق بين مياه زمزم، ومياه المستنقعات.

إن هذا المجرم الذي حرق أوراق القرآن العظيم، واستفز مشاعر الموحدين في المعمورة لا يستطيع أن يحرق علم إسرائيل في شارع من شوارع أوروبا، ولا يستطيع أن يحرق ورقة واحدة من توراة اليهود، أو إنجيل الكنيسة الغربية، أو سفرا من أسفار الهندوس أو البوذية إلخ..

وإذا كان الأزهر الشريف بقيادة إمامه الأكبر قد عبر بالأمس عن غضبه وموقفه من هذا العمل الغاشم الذي استفز مشاعر الملاين من الموحدين، ودعا المسلمين في أقطار الدنيا أن يقفوا وقفة رجل واحد فلا يقبلوا على شراء منتحات هذه البلاد التي وقعت فيها هذه الجريمة النكراء وهذا يؤلمهم حقا فالسؤال المطروح:

 أين أقلام الذين صدعوا رؤوسنا بنبذ العنصرية واحترام ثقافات الآخرين من الليبراليين والعلمانيين وأصحاب الشعارات الجوفاء في بلادنا، -وهم مسلمون بلا شك - أين موقفهم من جريمة حرق كتاب الله في وسط أوروبا التي يتغننون بثقافتها وحضارتها بيننا كل يوم؟!

أين قلم هذا الجهبذ الذي وقف على الهواء تقديرا واحتراما لشعب يقدس البقرة وأخذ يعدد للمسلمين على كرسي الفضاء: خصال وصفات ومنافع البقرة المقدسة وفوائد تقديسها إلخ إلخ؟!

أين الذين يتهمون الأزهر بالعنصرية.. والمسلمين بالتطرف والإرهاب والفكر الظلامي؟!

حقيقة لا تسمع لهم الآن إلا همسا بل دخلوا جميعا مساكنهم وجعلوا أصابعم في أذانهم واستغشوا ثيابهم!..

اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون.

تعليقات