حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
التطور الموجه بين العلم والدين
يشارك الدكتور هشام عزمي الباحث في ملف الإلحاد، في معرض
القاهرة الدولي للكتاب بـ الطبعة الرابعة من كتاب «التطور الموجه بين العلم والدين».
ويهدف
الكتاب بحسب مقدمة المؤلف : أن يكون مدخلاً لمن يرغب في معرفة جوهر النقد العلمي
والنقد الشرعي لنظرية التطور الداروينية، وهو مناسب للمسلم المبتدئ في هذا الباب
من أبواب العلم والمعرفة، وقد صنف لأول مرة في عام 2015، وكان قبلها مجموعة مقالات
نشرتها في منتدى التوحيد وبعض المنصات على شبكة الانترنت، ثم أضفت إلى هذه
المقالات مقالات أخرى لأعطي منظورًا متكاملاً لمن يريد أن يقرأ في نقد الداروينية
من منظور علمي ومنظور شرعي، وصدر الكتاب لأول مرة في معرض الكتاب الدولي بالقاهرة
في يناير 2016، وتعمدت فيه التسهيل وتيسير المعلومة مراعاة للقارئ غير المتخصص.
وبعد سبع سنوات
من صدور الطبعة الأولى لهذا الكتاب، وقد زادت وطأة الداروينية في عالمنا العربي،
وصار لها دعاة ومروجين من علماء وأكاديميين وكتاب محترفين ومشاهير على مواقع
التواصل الاجتماعي على الانترنت، وقد صار الترويج لها باسم نشر العلم والثقافة
تارةً، وباسم مقاومة تخاريف الدين تارةً أخرى، وباسم عدم التعارض بين الإسلام
والعلم تارةً ثالثةً، وباسم التحقير من المتدينين المتمسكين بثوابت الإسلام وأصوله
تارةً رابعةً وخامسةً وسادسةً!
في خلال هذه
الفترة شهدت نقاشات كثيرة حول الداروينية وحول التطور الإلهي -على اختلاف أشكاله
في عالمنا العربي-، كذلك قمت بتدريس أجزاء كبيرة من هذا الكتاب في برنامج بناء
التعليمي الذي يُشرف عليه مركز الفتح
للبحوث والدراسات، وفي خضم هذا أدركت الحاجة إلى تخصيص مزيد من الصفحات لتناول
مسائل وأسئلة ضرورية في سياق النقد العلمي والشرعي لنظرية التطور الداروينية، فقمت
بإعادة كتابة فصل النوع تمامًا، وركزت على أصل وجوهر الخلاف العلمي مع نظرية
التطور وأنه يدور في الحقيقة على استحالة نشأة النظام والتعقيد والإحكام والثراء
المعلوماتي من بعض الطفرات العشوائية والصدف السعيدة! وليس حول مجرد الانعزال
الإنجابي لمجموعة من الكائنات الحية عن أسلافها، وهو التعريف الأشهر للنوع
البيولوجي.
كذلك أضفت توضيحًا تأصيليًا حول استعمال مصطلح التطور،
خصوصًا الصغير، لأجل ما يدعو إليه بعض الدعاة الأفاضل من أن التطور كله خرافة، لا
صغير ولا كبير، وأنه ينبغي نبذه بالكلية واستعمال مصطلحات التكيف والتهجين وغيرها،
وهو خلاف حول الاصطلاح غير مؤثر في جوهر القضية، لكن انتهزت الفرصة في بيان منهج
أهل السنة في استعمال المصطلحات والألفاظ المجملة التي تشتمل على حقٍ وباطلٍ،
وكيفية التعامل معها، وأهمية تطبيق هذا المنهج في تناولنا للعلوم والمعارف
المختلفة.
وأضفت أيضًا
فصلاً عن التهجين الواقع بين الأنواع المختلفة، وهل يعتبر مؤيدًا للتطور أم لا،
والسبب الرئيسي له هو كثرة أسئلة طلبة أكاديمية بناء لنقد الإلحاد حول هذا الموضوع أثناء دراستهم لنظرية التطور، فرأيت أهمية وضع إجابة تفصيلية على هذا السؤال.
وكذلك أضفت في القسم الثاني من الكتاب فصلاً حول احتجاج أنصار التطور الموجه بقوله تعالى
في سورة العنكبوت: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ
الْخَلْقَ}، وقمت بالرد على احتجاجهم بالتفصيل من جهة العقل واللغة والسياق وأقوال
المفسرين.
يتبقى في هذه المقدمة بيان أن أنصار التطور من المسلمين ليسوا سواء، فإن هناك درجات للأقوال الباطلة؛ فالقول بالتطور الدارويني العشوائي أشد من القول بالتطور الإلهي الموجه، وأهون منهما القول باستثناء الإنسان من التطور، وأقل الأقوال بطلانًا هو قول من يرى أن الخلاف مع نظرية التطور يقتصر على قضية خلق آدم عليه السلام فقط، والباقي متروك للعلم التجريبي، ولا يستوعب الأسس الفلسفية التي قامت عليها النظرية والتي تتعارض مع الإسلام. فهذه كلها أقوال باطلة ليست على نفس الدرجة، ولا نعامل معتنقيها بنفس الدرجة من الإنكار، ولا نعطيهم نفس الحكم الشرعي.