بعد 50عاما.. "أنطوني فلو" ينسف جدار الإلحاد

  • جداريات Ahmed
  • الأحد 06 أكتوبر 2019, 3:12 مساءً
  • 644
المفكر البريطاني أنطوني فلو

المفكر البريطاني أنطوني فلو

  كثيرون هم الذين عادوا إلى نهر الإيمان بعد أن ظلوا غارقين في بحر الإلحاد الوهمي لعقود طويلة من الزمن ، ولا نقول ما قاله المفكر الكبير الدكتور مصطفى محمود خلال رحلته الكبيرة من الشك إلى الإيمان إن الإصغاء إلى صوت الفطر يكفي للهداية، ولكن نحن أمام كاتب ومفكر بريطاني كبير وهو "أنطوني فلو" الذي ظل مناظرا مدافعا عن الإلحاد لفترة تزيد عن خمسين عاما ، فالرجل بدأ يعلن عن إلحاده عام 1946، وكان يرى أن أول كائن حي نشأ كان من العدم ثم تحول إلى مخلوق معقد، لم يجد في النهاية إلا أن يعترف بأن الإلحاد ما هو إلى خواء، وأن للكون إلها قديرا، ورغم أن عودته للإيمان كانت ما تزال مشوشة بتأثير طول العمر الذي قضاه في التنظير للإلحاد، إذ يقول عن رحلة عودته للإيمان أنها كانت "رحلة عقل وليست رحلة إيمان" إلا أن الحقيقة أن إلحاده قد اهتز وتهاوى الأساس الذي يرتكز عليه مشروعه الإلحادي بالكامل بفضل فكرة الاعتقاد بوجد إله خالق لهذا الكون، فهو يؤكد أنه كان يتبع البرهان إلى حيث يقوده، وقد قاده البرهان إلى حقيقة الاعتقاد بوجود إله.

وفي بحث له بعنوان العائدون من الإلحاد يشير الباحث والكاتب مصطفى عاشور أن أنطوني فلو أصدر كتاب له عام 2007تحت عنوان " There is God” “هناك إله” أي قبل موته بثلاث سنوات، نسف به ثلاثين كتابا وبحثا فلسفيا في التنظير للإلحاد، وهو ما يعني أن الرجل أراد أن يقول كلمته الأخيرة في أهم ما شغل الإنسان ألا وهو قضية المعتقد في أكبر أسئلتها وهو سؤال “الإله”، وربما قد اكتمل عند “فلو” الكثير من المعرفة والقدرة على الصراحة، فالأديب توفيق الحكيم كان يرى أن القليل من العلم يورث الإلحاد، أما الكثير من العلم فهو يورث الإيمان، ومن ثم فالإلحاد كما أشار الشيخ الغزالي هو “آفة نفسية قبل أن يكون شبهة عقلية”.

 وكان "فلو" يقول : صرت أؤمن بإله واحد أحد، واجب الوجود، غير مادي، لا يطرأ عليه التغيّر، مطلق القدرة، مطلق العلم” وكانت لحظة إعلان الإيمان تلك وهو في الحادية والثمانين من عمره.

وأشار "عاشور في بحثه إلى ما قاله المفكر البوسنوي علي عزت بيجوفيتش، في الفترة التي رأى فيها انتشار الشيوعية والإلحاد  في مطلع الخمسينات من القرن الماضي، وانجراف شعوب نحو العلمنة الملحدة، أو الشيوعية الملحدة، رأى أن كثرة معتنقي الفكرة ليس دليلا على صحتها، لأن الأصل هو مدى صلاحية الفكرة لأن تفسر ما يواجه الإنسان في الوجود من تعقيد، فحسب رأيه فـ” الإلحاد في جوهره متناقضًا مع ذاته ومع الكون المحيط به “، وهنا نشير إلى كتاب “الحقيقة الإلهية: الله، والإسلام وسراب الإلحاد” للباحث البريطاني المسلم “حمزة تزورتزس” ذلك الرجل الذي أسلم عام 2002 ، وأصدر ذلك الكتاب 2016 ليناقش الإلحاد الحديث نقاشا قويا، فقدم أدلة تنفي الإلحاد بأسلوب منطقي وأمثلة مختلة من الواقع والحياة.

والجدير بالذكر ان "فلو" بعد إعلانه ترك الإلحاد والعودة إلى بستان الإيمان غن اقتناع تعرض لحملة تشهير ضخمة من المواقع الإلحادية في العالم وذلك لأنه ولخمسين عامًا كان يعتبر من أهم منظري الإلحاد في العالم، تميز فلو بعلميته في الطرح واستشهاده بقوانين الطبيعة لإثبات آرائه، وقد بدأ يتخلى عن الإلحاد بعد تفحص عميق للأدلة  ثم أعلن ما اعتبر صدمة قوية في وسط الفكر الإلحادي في العالم تحوله إلى الفكر الربوبي.

 


تعليقات