أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
الصول البطل أحمد إدريس
و في حديث قال الصول إدريس : "أبلغ قادتي الفكرة لرئيس
الأركان الذي بدوره عرضها على الرئيس أنور السادات و وافق على الفور و فوجئت باستدعاء
الرئيس السادات لى .
وتابع إدريس :
"وصلت لمقر أمني لمقابلة الرئيس السادات و انتظرت الرئيس بمكتبة حتى ينتهي من
اجتماعه مع القادة ، و عندما رأيته كنت ارتجفت كونها كانت المرة الأولى التي أري بها رئيسا لمصر ، و عندما
قابلني و شعر بما ينتابني من خوف و قلق اتجه نحوي و وضع يده على كتفي ثم جلس على مكتبة
و تبسم لي و قال : فكرتك ممتازة ، لكن كيف ننفذها ؟ فقلت له : لابد من جنود يتحدثون
النوبية و هؤلاء موجودون في النوبة و عليه أن يستعين بأبناء النوبة القديمة و ليس بنوبيي
1964، و هم الذين نزحوا بعد البدء في بناء السد العالي لأنهم لا يجيدون اللغة ، و أضاف
الصول إدريس قائلاً : "هم متوفرون بقوات حرس الحدود" ، فابتسم السادات و
قال : "بالفعل فقد كنت قائد إشارة بقوات حرس الحدود و أعرف أنهم كانوا جنوداً
بهذا السلاح"..
وأضاف إدريس أنه بعد عودته إلى مقر خدمته العسكرية كان عدد
المجندين 35 فرداً ، و علم أنه تم الاتفاق على استخدام اللغة النوبية ، كشفرة و أنهم
قرروا الاستعانة بالمجندين النوبيين و الذين بلغ عددهم حوالي 70 مجنداً من حرس الحدود
لإرسال و استقبال الشفرات ، و تم تدريب الجميع ، و ذهبوا جميعاً وقتها خلف الخطوط لتبليغ
الرسائل بداية من عام 1971 و حتى حرب 1973 ..
و أكمل إدريس قائلاً إن السادات طالبه بعدم الإفصاح عن هذا
السر العسكري ، و هدده بالإعدام لو أخبر به أحدا ، مضيفا أن هذه الشفرة استمرت متداولة
حتى عام 1994 و كانت تستخدم في البيانات السرية بين القيادات ، هكذا ما نشرته رضوى
سعد في مجموعة المؤرخين 73.
و أضاف: "لقد كانت كلمة "أوشريا" هي الكلمة
الأشهر في قاموس الشفرات النوبية بحرب أكتوبر ، ومعناها العربي "اضرب"، و
جملة "ساع آوي" تعني "الساعة الثانية"، و بتلقي كافة الوحدات كلمة
"أوشريا" و كلمة "ساع آوي"، بدأت ساعة الصفر لينطلق الجميع كل
في تخصصه يقهرون المستحيل و يحققون الانتصار الذي تحتفل مصر و العرب بذاكرها كل عام.
والجدير بالذكر أنه بعد أن علمت إسرائيل بمعرفة اللغة التي
كانت تستخدم كشفرة, قاموا بمحاولة لدراسة اللغة النوبية, حيث كان هناك رجلا يدعي '
محجوب الميرغني' كان يدرس اللغة النوبية بمعهد النهضة النوبي لفردين حاملين الجنسية
الألمانية, وعند حضور 'إدريس' احدي صفوف الدرس وجد أنهم يسألون عن معني كلمتي 'دبابة
و طائرة' باللغة النوبية, مما أثار شك عم أحمد والأمر الذي دعي إلي توجيه تحذير ل
'محجوب' من إعطاء أي معلومات لهؤلاء وهدده بتقديم بلاغ لوزارة الدفاع مؤكدا أن 'محجوب'
كان يقوم بذلك بدون مقابل أو 'بحسن نية' علي حد قولة. مضيفا ' قلت له الطريقة الصحيحة
هي إحضار جواب من الجيش أو القوات الحربية كتصريح لتعلم اللغة', واستمرت هذه الشفرة
حتى عام 1994 وكانت تستخدم في البيانات السرية بين القيادات واللواءات.