الصول أحمد إدريس والشفرة النوبية التي أربكت العدو في عبور 73

  • جداريات Ahmed
  • الأحد 06 أكتوبر 2019, 1:41 مساءً
  • 1297
الصول البطل أحمد إدريس

الصول البطل أحمد إدريس

     الحقيقة لا يمكن حصر الأبطال العظماء الذين ساهموا في نصر حرب أكتوبر عام 1973 من أصغر رتبة إلى أعلى رتبة ، الجميع كان مقاتلا بحق وحقيقي فكان النصر عظيما لمصر ، ومن هؤلاء الأبطال للمجند المصري النوبي أحمد محمد أحمد إدريس صاحب فكرة استخدام اللغة النوبية في حرب أكتوبر و الذي علم أن الرئيس السادات يبحث عن آلية للتغلب على أزمة فك الشفرات خلال الحروب ، فعرض الصول إدريس الفكرة على أحد قياداته حيث أن اللغة النوبية يتحدث بها أهل النوبة فقط ، كما أنها لا تكتب و غير موجودة في القواميس و لهذا لم تعرف بها إسرائيل و لم تستطع التقاط أي إشارات أو رسائل لقادة الجيش المصري ..

و في حديث قال الصول إدريس : "أبلغ قادتي الفكرة لرئيس الأركان الذي بدوره عرضها على الرئيس أنور السادات و وافق على الفور و فوجئت باستدعاء الرئيس السادات لى .

وتابع إدريس  : "وصلت لمقر أمني لمقابلة الرئيس السادات و انتظرت الرئيس بمكتبة حتى ينتهي من اجتماعه مع القادة ، و عندما رأيته كنت ارتجفت كونها  كانت المرة الأولى التي أري بها رئيسا لمصر ، و عندما قابلني و شعر بما ينتابني من خوف و قلق اتجه نحوي و وضع يده على كتفي ثم جلس على مكتبة و تبسم لي و قال : فكرتك ممتازة ، لكن كيف ننفذها ؟ فقلت له : لابد من جنود يتحدثون النوبية و هؤلاء موجودون في النوبة و عليه أن يستعين بأبناء النوبة القديمة و ليس بنوبيي 1964، و هم الذين نزحوا بعد البدء في بناء السد العالي لأنهم لا يجيدون اللغة ، و أضاف الصول إدريس قائلاً : "هم متوفرون بقوات حرس الحدود" ، فابتسم السادات و قال : "بالفعل فقد كنت قائد إشارة بقوات حرس الحدود و أعرف أنهم كانوا جنوداً بهذا السلاح"..

وأضاف إدريس أنه بعد عودته إلى مقر خدمته العسكرية كان عدد المجندين 35 فرداً ، و علم أنه تم الاتفاق على استخدام اللغة النوبية ، كشفرة و أنهم قرروا الاستعانة بالمجندين النوبيين و الذين بلغ عددهم حوالي 70 مجنداً من حرس الحدود لإرسال و استقبال الشفرات ، و تم تدريب الجميع ، و ذهبوا جميعاً وقتها خلف الخطوط لتبليغ الرسائل بداية من عام 1971 و حتى حرب 1973 ..

و أكمل إدريس قائلاً إن السادات طالبه بعدم الإفصاح عن هذا السر العسكري ، و هدده بالإعدام لو أخبر به أحدا ، مضيفا أن هذه الشفرة استمرت متداولة حتى عام 1994 و كانت تستخدم في البيانات السرية بين القيادات ، هكذا ما نشرته رضوى سعد في مجموعة المؤرخين 73.

و أضاف: "لقد كانت كلمة "أوشريا" هي الكلمة الأشهر في قاموس الشفرات النوبية بحرب أكتوبر ، ومعناها العربي "اضرب"، و جملة "ساع آوي" تعني "الساعة الثانية"، و بتلقي كافة الوحدات كلمة "أوشريا" و كلمة "ساع آوي"، بدأت ساعة الصفر لينطلق الجميع كل في تخصصه يقهرون المستحيل و يحققون الانتصار الذي تحتفل مصر و العرب بذاكرها كل عام.

والجدير بالذكر أنه بعد أن علمت إسرائيل بمعرفة اللغة التي كانت تستخدم كشفرة, قاموا بمحاولة لدراسة اللغة النوبية, حيث كان هناك رجلا يدعي ' محجوب الميرغني' كان يدرس اللغة النوبية بمعهد النهضة النوبي لفردين حاملين الجنسية الألمانية, وعند حضور 'إدريس' احدي صفوف الدرس وجد أنهم يسألون عن معني كلمتي 'دبابة و طائرة' باللغة النوبية, مما أثار شك عم أحمد والأمر الذي دعي إلي توجيه تحذير ل 'محجوب' من إعطاء أي معلومات لهؤلاء وهدده بتقديم بلاغ لوزارة الدفاع مؤكدا أن 'محجوب' كان يقوم بذلك بدون مقابل أو 'بحسن نية' علي حد قولة. مضيفا ' قلت له الطريقة الصحيحة هي إحضار جواب من الجيش أو القوات الحربية كتصريح لتعلم اللغة', واستمرت هذه الشفرة حتى عام 1994 وكانت تستخدم في البيانات السرية بين القيادات واللواءات.

 

 

تعليقات