رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

بين الفتور والانتكاس.. كتاب لـ مصطفى عوض من إصدار مركز تبصير

  • جداريات Jedariiat
  • الإثنين 16 يناير 2023, 5:04 مساءً
  • 236

أصدر مكرز تبصير النسخة الثالثة من كتاب "بين الفتور والانتكاس"،  وهو من تأليف مصطفى حسين عوض، والذي يمكن شراؤه من على أمازون كيندل.

وحول الكتاب يقول المؤلف:

إنَّ السَّالِكَ إلى الله جل وعلا لابُدَّ وأن يَعرِفَ معالِمَ الطَّريق المؤدِّي إلى الله جل وعلا ، وأن يَعرِفَ طَبِيعَتَه وطَبيعَة الدَّابَّة التي تحمِلُه في هذا الطَّريق، وكذا عليه أن يتعرَّف على المَخاطِر التي تَقطَع عليه طريقَهُ إلى ربِّه جل وعلا.

فإنَّ القلب الَّذي يَحمِل الإِنسانَ وبه تَصلُح جميعُ أعضائِهِ؛ من يدٍ يَبطِش بِهَا، ورِجْلٍ يمشي بِهَا، ولسانٍ يتكلَّم به، وأُذُنٍ يسمع بِهَا.

إنَّ القلب الذي يحمل الإنسانَ له طباعٌ وآفاتٌ؛ فعلى الإنسان أن يتعرَّف عليها جيدًا، وعلى طُرُق عِلَاجِها إذا ما أُصيب بِهَا أَثناءَ السَّيْر إلى الله جل وعلا ، لِكَيْلَا يُدرِكَه الدَّاءُ فلا يَستَطِيعَ التَّعامُلَ معه فيقطَعَ عليه ما كان قد بَدَأه من سَيرٍ إلى الله فيُورِدَه المَهالِكَ دُنيا وآخِرَة.

فكم ممَّن قال فيهم رسولُ الله : «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الزَّمَانَ الطَّوِيلَ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكَتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا»([1]).

فما سَبَقه كِتابُه إلا بدخَنٍ في قلبه أثَّر على جَوارِحه لمَّا تمكَّن منه في آخِرِ عُمُره ولو كان طويلًا، وهذا يَظهَر في قَولِه : «يَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ...»([2]) الحديث.

فقد كان في قلبه دَخَن؛ إذ تَتعَب الجَوارِح في أَعمالِ أهل الجنَّة عُمُرًا طويلًا، والقَلبُ لا يُبالِي ولا يَنتَفِع بِهَا؛ إذ هي كأعمال المُنافِقين، الذين يُظهِرون ما لا يُبطِنون.

ومن أَكثَر الأَمراضِ الشَّائِعَة، بل قُلْ: من أَكثَر الأَمراضِ الشَّائِعَة المتكرَّر إِصابَةُ المَرءِ بِها، والتي لا يَخلُو منها سالِكٌ إلى الله جل وعلا مَرَض الفُتورِ؛ إذ يَنشَط العبدُ ما يَنشَط فلا يَلبَثُ حتَّى يُدرِكَه الفُتور، فإمَّا فُتورٌ حميدٌ كالوَرَم الحَميدِ يَسهُل التَّعامُل معه، ولا يَنتُج عنه آثارٌ مُضرة يَهلِك بسَبَبها العَبدُ، وإمَّا فُتورٌ خبيثٌ لا ينجو منه العبدُ حتى يُوصِلَه إلى الانتِكَاس؛ عِياذًا بالله ولِياذًا بجَنابه الرَّحيمِ.

ولمَّا كان الكَسَل والفُتورُ عن أَداءِ الصَّلَوات هو وصفَ المُنافِقين في كتاب الله ربِّ العالمين.

كان للكَسَل والفُتور والتَّثاقُل خطورةٌ عظيمةٌ؛ إذ هي أعراضٌ لأَمراضٍ متعدِّدَة، أدناها الفُتورُ الذي يَتبَع الأعمال الصَّالحة، وأشدُّها وأخَطرُها النِّفاق الأَكبَر المُخرِج من المِلَّة، وتَشخِيص الدَّاء من أهمِّ مَراحِل الدَّواء، وهاهنا تَكمُن خُطورَة العَرَض؛ فما هو إلا سِتارةٌ يَختَفِي من خَلفِها المَرَض، نسألُ الله السَّلامَةَ والعافِيَةَ.

 

تعليقات