"على فراش طاغية" ذات الأوجه المراوغة في ضيافة ملتقى السرد وغادة صلاح الدين

  • جداريات 2
  • السبت 05 أكتوبر 2019, 10:35 مساءً
  • 834
جانب من الندوة

جانب من الندوة

حسام عقل: رواية الحرية والمساواة والرمز والمفاجأة

مصطفى حسين: الحدث في العمل اتسم بالتكثيف والوضوح


واصل ملتقى السرد العربي الدائم بالقاهرة، برئاسة الدكتور حسام عقل، نشاطاته الثقافية، وقدم، بالتعاون مع صالون غادة صلاح الدين الثقافي، ندوة ناقش خلالها رواية على فراش طاغية للروائي هشام فياض، بحضور عدد من الكتاب والنقاد، وذلك في مقر الملتقى بشارع عبد المنعم رياض بالعجوزة.

وقدم الدكتور حسام عقل، قراءة نقدية ضافية للرواية أكد خلالها أن هشام فياض ينحت لغته بمثابرة ودأب وصبر، مشيرا إلى أن العنوان يبدو به حسا تجاريا ولافتا للنظر وهو حس مطلوب للمبدع من خلال البحث عن العنوان الثائر والمثير، فالعنوان "على فراش طاغية" يوحي بالحس السياسي، لكن حين نطالع الرواية لا نجدها هكذا بالضبط، بل تجعلنا نتساءل: هل نحن أمام رواية سوسيولوجية أم رواية سياسية أم رواية مثاقفة؟ مشددا على أن التيارات المتمركزة في النص هي الحرية والمساواة والدفاع عن حقوق المرأة.

وأضاف عقل أن الرواية تعتمد على تقنيتين مهمتين هما: تقنية التصرف الرمزي وتقنية المفاجأة، ومثّل عقل لتقنية التصرف الرمزي بشخصية وسام وزواجه نساء من الأديان الثلاثة الأديان الثلاثة وينجب منهن، مؤكدا أن هذه قد تمثل رمزية تحيلتا إلى قيمة حضارية كبرى تسمى إطاقة الآخر أو قبول الآخر، وكذلك رمزية شخصية مثل البطلة نورا التي تحملت زوجها حتى نهاية ثم خرجت وصفقت الباب وراءها وقالت "طلقني" حتى سمع صوتها كل من في المدينة.

أما عن تقنية المفاجأة في رواية على فراش طاغية، حسب عقل، فتمثلت في كسر أفق توقع القارئ والمفاجأة في آخر الرواية، مضيفا أن المدرسة الألمانية لفان دايك تقوم على كسر أفق التوقع فلو نجح الكاتب في الخروج على التوقع وصدم قارئه فإنه نجح في كتابة عمل مميز.

وأضاء "عقل" نقاطًا كثيرة مهمة في الرواية، منها: كم المعلومات المتوفر التي يسرِّبها لنا هشام فياض من حين لآخر مثل مقارناته بين الشعوب واختلاف ثقافاتها، وأن الرواية نسوية بامتياز تدافع عن المرأة بأكثر ما تدافع به المرأة عن نفسها، وكذلك تلاعب الكاتب بشبكة الضمائر التي بدأت بضمير الغائب ثم انتقلت لضمير المتكلم، لكنه انتقال غير مفاجئ فقد وضع 3 نجمات عند كل انتقال، مختتما بلفت نظر الكاتب إلى بعض المآخذ في الرواية منها مثلا ما أسماه المجاز الزائد أو الخانق أحيانا الذي يدخلنا فيما تسميه البلاغة العربية بـ"المعاظلة".

وقدم الناقد الدكتور مصطفى حسين، مدرس النقد الأدبي بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، قراءة نقدية حول درامية الحدث في رواية على طاغية، كاشفا أن الحدث في هذه الرواية اتسم بالتكثيف والوضوح بامتياز، وأن الكاتب وظف الأحداث التاريخية بفنية عالية، والفرق كبير بين أن يتحدث الكاتب عن التاريخ وأن يوظف التاريخ فنيا في عمل روائي وليس من باب استعراض الثقافة، وإن كان هشام فياض على قدر كبير من الثقافة بالفعل.

وأضاف "حسين" أن اللغة في الرواية لغة شاعرة  وهناك خفة واحترافية الانتقال بين أبواب الرواية، كما أن الكاتب نجح في العناية بوصف الحالة النفسية والجسدية للشخوص بشكل واضح جدا،  والشخصيات على كثرتها موظفة لتكثيف الحدث.

وتطرق "حسين" إلى الحديث عن المشاهد الحميمية في الرواية، مؤكدا أنها جاءت بعيدة عن الإسفاف وتعيدنا إلى القرآن والحديث حين يتحدثان عن المشاهد الحميمية ورقتهما في تناول مثل هذه الأمور، وهذا ينم عن أن هشام فياض أخذ من المشهد ما ينم عن الحالة النفسية للشخصية دون فضح أو إسفاف.

 فيما تدخلت الكاتبة شاهيناز الفقي بملاحظتين على الرواية الأولى: هي تعدد القضايا التي تحملها الرواية فكان ينبغي أن يفرد لها مساحة أكبر من سماحة الرواية لتتم معالجتها بشكل وافٍ أو أو الاكتفاء ببعض القضايا وإفراد رواية أخرى لمعالجتها من خلالها، أما عن الملاحظة الثانية فكانت حول ردود فعل الشخصيات في الرواية حيث أكدت شاهيناز أنها لم تكن طبيعية أو على المستوى المطلوب.

تعليقات