رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

أستاذ حديث: إعادة إنتاج إسلام جديد يتوافق مع متطلبات العصر هدف منكري السنة!

  • جداريات Jedariiat
  • الإثنين 09 يناير 2023, 05:29 صباحا
  • 475

قال الدكتور نبيل بن أحمد بلهي، أستاذ الحديث وعلومه، بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، وأحد المهتمين بقضايا الدفاع عن السنة النبوية، إن إعادة إنتاج إسلام جديد يتوافق مع متطلبات العصر، ويستجيب لضغط الواقع، أبرز أهداف منكري السنة النبوية.

وأوضح في مقال نشره عبر منصة حصين، أن مَن تأمَّل في كتابات منكري السنة، والأفكار التي يسوِّقونها في كتبهم، وما يظهر على فلتات ألسنتهم، يدرك أنَّ مرمى القوم هو استبدال الدين الذي يسمُّونَه تقليديًّا بدين جديد، يستجيب لمتطلَّبات الواقع، ويتوافق مع روح العصر، ويتَّصِف بصفة الصيرورة بحسب متطلبات الوقت وحاجات الناس، وهو في الحقيقة عين التبديل الذي طلبه الكفار من النبي ﷺ، فردَّ عليهم أنَّ هذا من قِبَل الله وليس للنبي ﷺ ولا لغيره أن يبدِّله أو يغيِّره من تلقاء نفسه،  قال الله تعالى:  وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَاتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا ٱئۡتِ بِقُرۡءَانٍ غَيۡرِ هَٰذَآ أَوۡ ‌بَدِّلۡهُۚ قُلۡ مَا يَكُونُ لِيٓ أَنۡ ‌أُبَدِّلَهُۥ مِن تِلۡقَآيِٕ نَفۡسِيٓۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّۖ إِنِّيٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ رَبِّي عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ [يونس: ١٥].

وأشار إلى قول ابن جرير الطبري: «والتبديل ‌الذي ‌سألوه فيما ذُكِر، أن يحوِّل آية الوعيد آية وعد، وآية الوعد وعيدًا، والحرام حلالًا والحلال حراما، فأمر الله نبيَّه ﷺ أن يخبرهم أنّ ذلك ليس إليه، وأنَّ ذلك إلى مَن لا يُرَدُّ حكمه ولا يُتَعَقَّبُ قضاؤه، وإنما هو رسول مبلِّغ ومأمور مُتَّبِع»   (١٣).

 

وتابع: بما أن السنَّة النبوية تمثّل التطبيق العملي للقرآن، فهؤلاء يريدون الحيلولة بين القرآن الكريم وفهمه السليم وتنزيله الحكيم على الواقع، ليستبدلوه بتطبيقات وتفسيرات جديدة وفق متطلبات عصرنا، وبالأحرى دين جديد متجدد لا يشبه الدين الذي جاء به محمد ﷺ.

وشدد على أنه بدا واضحا من أوَّل يوم ظهرت فيه نزعة إنكار السنة النبوية، أنَّ مبدأهم هو الانهزام أمام الحضارة الغربية، ومحاولة تطويع دين الله لأهواء البشر، قد بيَّن ذلك الذين جمعوا بين معرفة الحضارة الغربية والحضارة الإسلامية، منهم المستشرق ليوبولد فايس (محمد أسد)، إذ يقول مفسِّرا الظاهرة: «إنّ رفضَ الأحاديث الصحيحة جملة واحدة أو أقساما ليس حتى اليوم -كما سبق لنا القول- إلا قضية ذوق، قضية قصرت عن أن تجعل من نفسها بحثا علميا خالصا من الأهواء... إنّ السبب يرجع إلى استحالة الجمع بين طريقة حياتنا وتفكيرنا الحاضرة المتقهقرة وبين روح الإسلام الصحيح، كما يظهر في سنَّة النبي ﷺ، في نظام واحد»  (١٥).

 

 

تعليقات