هل رأيت حشرة سرعوف الورقة الميْتة؟
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
هشام عزمي
نشر الدكتور
هشام عزمي الباحث في ملف الإلحاد، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي
فيسبو: رده على سؤال، يقول صاحبه: مفارقة... وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا
أَنفُسُهُمْ... من المفارقات الهزلية والمغالطات المنطقية التي يَزخَرُ بها الخطاب
الديني، تقرير أن الملحد إنما ينكر وجود الإله عَمداً وتكبراً مع علمه بصحة هذا
الوجود وذلك كي يتحلل من أوامر الله ونواهيه ويَفْجُر.
وقال في جوابه: سلوك من يعرف الحق ويجحده تعمدًا
وتكبرًا موجود في حياتنا من حولنا ولا نحتاج لأن نتكلم عن الدافع والرغبة والضمير
واتباع الهوى .. نحن نعرف في محيطنا الاجتماعي أطباء ومعلمين ومثقفين يعلمون مخاطر
التدخين ومساوئه، ورغم ذلك يدخنون ولا يستغني أيهم عن السيجارة طرفة عين.
وتابع: أنا
شخصيًا كنت أعرف طبيبا في منصب مرموق كان يدخل العناية المركزة بانتظام بسبب
الأزمات القلبية، وتوقف قلبه وأوشك على الموت أكثر من مرة، ونصحه جميع الأطباء
بترك التدخين أو على الأقل ألا يدخن بشراهة، وقد كان رحمه الله يدخن بشراهة جنونية،
لدرجة أني في ذات مرة أنكرت عليه التدخين وهو الذي كان البارحة في العناية المركزة
فقال لي في غلظة: أنا نمت ما يقرب من 6 ساعات لم أدخن فيهم سيجارة واحدة!! حتى أتت
عليه أزمة قلبية حادة فقضت عليه، وترك 3 بنات في مراحل التعليم المختلفة ولم
يتجاوز الخمسين، والله المستعان
وتابع: قل مثل
ذلك في الزناة وشاربي الخمر وتاركي الصلاة والمتبرجات، جلهم يعلم أنه على خطأ،
فإذا حاورته ونصحته رأيته يصد عنك صدودًا!! جحدوا بها واستيقتنها أنفسهم ! يعلم في
دخيلة نفسه أنه على خطأ، لكنه يبرر لنفسه وللآخرين ، ظلمًا لنفسه وأعراضًا عن الحق !
وبين أن من أبرز
هذه المفارقات الهزلية كما يسميها المعترض ما شاهدته بنفسي من أحد المذيعات
المتبرجات وقد استضافت أحد من يزعمون أن الحجاب خرافة، وهي تجادله وتعارضه وتحرجه،
وترى أن إنكار الحجاب لا يمكن أن يكون هو مقصود الآيات القرآنية والأحاديث النبوية
الشريفة، فانظر كيف تعرف الحق وتخالفه ولا تتبعه !!
وأكمل: لهذا
عندما جاء نبينا صلى الله عليه وسلم قريشًا بالآيات والبينات جحدوا بها، شاهدوا
انشقاق القمر فقالوا هو سحر أعشى عيونهم ، وعاينوا إعجاز القرآن ولم يعرفوا أن
يعارضوه، ولم يعرفوا عنه كذبة واحدة قط ثم كذبوه .. لهذا نقول إنه رغم علم أهل
قريش بصدقه صلى الله عليه وسلم إلا أنهم كذبوه في الرسالة وكفروا بنبوته مما يظهر
تناقضهم وعدم اتساقهم، ولأجل هذا عاقبهم الله بالذل والصغار في الدنيا وفي الآخرة .
وأشار في ختام
حديثه إلى قول ابن كثير رحمه الله تعالى : (قَوْله {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَك
وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّه يَجْحَدُونَ} أَيْ: لَا يَتَّهِمُونَك
بِالْكَذِبِ فِي نَفْس الْأَمْر ، {وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّه
يَجْحَدُونَ} أَيْ: وَلَكِنَّهُمْ يُعَانِدُونَ الْحَقّ وَيَدْفَعُونَهُ
بِصُدُورِهِمْ).