أستاذ حديث محذرا: إعطاء الأهمية القصوى لما تستحسنه العقول هدف منكري السنة

  • جداريات Jedariiat
  • السبت 07 يناير 2023, 02:33 صباحا
  • 276
تعبيرية

تعبيرية

قال الدكتور نبيل بن أحمد بلهي، أستاذ الحديث وعلومه، بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، وأحد المهتمين بقضايا الدفاع عن السنة النبوية، إن زعزعة الثقة في النصوص الدينية، وإعطاء الأهمية القصوى لما تستحسنه العقول، أبرز أهداف من منكري السنة.

وبين أن منطلق منكري السنة هو العقلانية المتفلِّتَة، فلشدَّة غلوِّهم في التمسُّك بما تستحسنه العقول، والأخذ بما تهواه النفوس، وتستلذُّه الأذواق، تجدهم ينظرون إلى نصوص الأحاديث النبوية نظرة ازدراءٍ واحتقار، ولا يقيمون اعتبارًا لجهود المحدّثين في الحفاظ على السنة النبوية وتنقيتها، بل بالعكس يرون التراث الحديثيّ هو سبب تخلف الأمَّة عن ركب الحضارة.

 

وأوضح أنهم في المقابل يعتقدون أنّ ما يستحسنونه من أفكار هو اليقينيّ الذي ينبغي السعي فيه، ثم يستدلُّون على ذلك بالآيات القرآنية الداعية إلى التفكُّر والتعقُّل، من مثل قوله تعالى: لَقَدۡ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ كِتَٰبٗا فِيهِ ذِكۡرُكُمۡۚ ‌أَفَلَا ‌تَعۡقِلُونَ.

وشدد على أن الحقيقة أنَّ ما سمَّاه هؤلاء معقولات واجب تقديسها والمصير إليها، سمَّاها القرآن أهواءً وحذَّر منها وبيَّن عاقبة أمرها، فمَن ترَك السنة النبوية واستبدل بها ما أوصله إليه عقله، فقد اتخذ كتاب الله وسنة رسوله وراءه ظِهْرِيّا، قال الله تعالى:فَإِن لم ‌يَستَجِيبواْ لَكَ فَٱعلمۡ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهوَآءَهمۡ وَمنۡ أَضَلُّ ممَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَيرِ هدٗى مّنَ ٱللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلقَومَ ٱلظَّٰلمِينَ   [القصص: ٥٠].

 

ولفت إلى قول ابن قَيِّم الجوزية: «وكلُّ هذه الآراء والمعقولات المخالفة لما جاء به الرَّسول هي من قضايا الهوى وأحكام الجاهلية، وإنْ سمَّاها أربابها بالقواطع العقليّة والبراهين اليقينيّة، كتسمية المشركين أوثانهم وأصنامهم آلهةً، وتسمية المنافقين السعي في الأرض بالفساد وصدَّ القلوب عن الإيمان إصلاحًا وإحسانًا وتوفيقًا».

وتابع: الآية أثبتتْ أنه ليس بعد الاستجابة لأوامر الرسول ﷺ إلا اتباع الهوى المذموم، وهؤلاء يريدون أن يكون الصواب تابعا لأهوائهم التي يسمونها معقولات، ولكن هيهات، والله تعالى يقول: وَلَوِ ٱتَّبَعَ ‌ٱلۡحَقُّ ‌أَهۡوَآءَهُمۡ لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهِنَّۚ بَلۡ أَتَيۡنَٰهُم بِذِكۡرِهِمۡ فَهُمۡ عَن ذِكۡرِهِم مُّعۡرِضُونَ [المؤمنون: ٧١]

تعليقات