هل يتعمد إبراهيم عيسى تشويه التاريخ الإسلامي؟ (فيديو)
- الخميس 21 نوفمبر 2024
مقالات محمد سمير
شيخ الإسلام ابن
تيمية يقول: (مدعي النبوة إما أن يكون أصدق الصادقين أو أكذب الكاذبين، ولا يلتبس
ذلك إلا على أجهل الجاهلين)
معنى هذا أن
التفريق بين النبي الصادق ومدعي النبوة الكاذب أمر يسير جدا بالنظر في حال وسيرة
ومضمون دعوة هذا الشخص.
النبي محمد عليه
السلام هو الصادق الأمين من قبل البعثة، وهو المستأمن على تجارة خديجة، وهو الذي
لم يعهد عليه كذبا قط طول حياته وشهد بذلك الكفار أنفسهم حين قالوا عند جبل الصفا:
"(ما عهدنا عليك كذبا قط)"، وهو الزاهد في متاع الدنيا حتى بعد التمكين
حتى أنه مات ودرعه مرهون عند يهودي، وهو العابد الذي تورمت قدماه من القيام، وهو
صاحب الإنجاز المعجز في انتقاله بمجموعة من المستضعفين في مكة خلال سنين معدودة
إلى دولة تناطح الفرس والروم وتتجاوزهم، وهو الذي لم ينتصر لنفسه قط، وهو الذي كان
يهتم بالصغير والكبير، وهو الذي أخرج القرآن المعجز الذي عجزت العرب الأقحاح أن
يأتوا بمثله على الرغم من أنه الأمي الذي لم يكن له أي نصيب من شعر قبل ذلك، وهو
الذي دعا إلى عبادة الله وحده وإلى مكارم الأخلاق ونهى عن كل قبيح، وهو الذي محور
كلامه وكتابه الذي أخرجه للناس عن الله وتوحيده والنهي عن الشرك وعاقبته ولم يكن
محور الكتاب قط عن نفسه وشخصه بل إنه عوتب في هذا الكتاب في أكثر من موضع على
مواقف لم تكن خطأ بل كانت خلاف الأولى! ، وهو الذي ضم كتابه حديث عن غيبيات ما كان
يعلمها هو ولا قومه من قبل هذا كالحديث عن قصة بداية الخليقة والأنبياء والأقوام
السابقين والجنة والنار وأمور غيبية أخرى حدثت بعد ذلك مثل " (غلبت الروم)
" و " (لتدخلن المسجد الحرام) " و "(تبت يدا أبي لهب) "
وغيرها ، وهو الذي ضم كتابه إجابات عن أسئلة لطالما أرقت الفلاسفة كالغاية من
الوجود والحياة،ومصير البشرية ومآلها بعد الفناء.
الأهم من كل ذلك
هو هذا السؤال: (إذا لم يكن النبي محمد نبيا حقا من عند الله، فلماذا جعله الله
تعالى بكل هذا الكمال البشري في صفاته وسيرته،وفي توفيقه ونصرته،وفي مضمون دعوته
إلى التوحيد الخالص وتصفيته من كل أشكال الشرك والخرافة، والله قطعا لا يريد
التلبيس على الخلق؟!!!).
الله يقول:(إن
الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون)، والجميع يشهد أن النبي محمد فلح أيما
فلاح.
ضيت بالله ربا
والإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا.