رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

أستاذ حديث: منكرو السنة يتبنَّون مشروعًا تحديثيًّا للإسلام يتجاوب مع معطيات الحضارة الغربية

  • جداريات Jedariiat
  • الأربعاء 04 يناير 2023, 05:01 صباحا
  • 502

قال الدكتور نبيل بن أحمد بلهي، أستاذ الحديث وعلومه، بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، وأحد المهتم بقضايا الدفاع عن السنة النبوية، إن منكري السنة النبوية يتبنَّون مشروعًا تحديثيًّا لدين الإسلام والعمل على إزاحة السنة النبوية التي تمثِّل حَجَر عثرة أمام المشروع التحديثيّ المزعوم.

وأوضح ـ في مقال نشره بمنصة حصين ـ أن هذا المشروع يتجاوب مع معطَيات الحضارة الغربية، ويواكب - في نظرهم- التطوُّر الحضاري، والرقي الإنساني الذي وصل إلى الذروة، والإسلام التقليدي بالنسبة إليهم يناقض تمامًا مشروعهم التجديدي، والسنَّةُ النبوية التي تمثل الفهمَ السليم للقرآن، والتطبيقَ العملي لدين الإسلام تقف حَجَر عثرةٍ أمام إعادة فهم الإسلام فهمًا جديدًا، وتقضي على أحلام هؤلاء في استنساخ نسخة جديدة من الإسلام تنسجم مع النظرة الغربية للحياة، وقد صرَّح بذلك بعض كتَّابهم.

وأشار إلى قول محمد شحرور: «هكذا يظهر لماذا كانت الحاجة الملحَّة إلى علم الحديث، حيث تَمَّ ظهور علم الحديث في خضمّ هذه المعركة، حتى أصبحت السنَّة بمفهومها وتعريفها التقليدي الفقهي هي: السَّيف المسلَّط على رأسِ كلِّ فكرٍ حرٍّ نَيِّرٍ ونقديٍّ، وأصبح الظنُّ عند المسلمين أنَّ محمدًا ﷺ حلَّ كلَّ مشاكل النَّاس، مِن وفاتِه إلى أن تقوم الساعة».

وبين أنه بالرغم من تبجُّح أصحاب هذا الفكر بمبادئ النقد، والتمحيص، ونبذ التقليد، والمضيّ للأمام تحديثا وتجديدًا، إلا أنّ المتأمِّل في صنيعهم يرى تقليدًا من نوع آخر، وارتماءً في أحضان الأفكار الغربية المستوردة، وبالأحرى هو استنساخ مشوَّه لأفكار فلسفية في غير بيئتها، لم تقدِّمْ جديدًا نافعًا، لافتا إلى قول المستشرق جوناثان براون: «إنَّ منهج (القرآن وحده) ليس حلًّا لسجن التقليد، إنَّه ليس اعتمادًا انتقائيًا عليه [أي التقليد]، لم يحقِّق أيٌّ من هؤلاء المفكرين قطيعةً منهجيةً مع الماضي، أو إعادةَ قراءةٍ للقرآن بعيدةً عنه... وبشكل عامٍّ فإنَّ اتجاه (القرآن وحده) هو تعبير عن الرغبة في إسلام متوافق مع العقلانية الحديثة والمشاعر الغربية، إنَّه نتاجُ: كيف تريد شريحة معينة من المجتمع أن يكون الدِّين؟»

 وأوضح أنَّه من العجيب ادِّعاء هؤلاء أنَّ السنَّة النبوية حجرُ عثرة أمام التقدُّم وصناعة الحضارة، وأجدادنا ملكوا الدنيا وبسطوا نفوذهم شرقًا وغربًا، وهم متمسِّكون بالكتاب والسنة اعتقادًا وعملا! فالتاريخ يشهد أن الحضارة الإسلامية بلغَتْ أوجها حين كانت الخلافة الإسلامية تتّخذ القرآن والسنة مرجعًا لها.

تعليقات