كاتب بمنصة حصين: الانفراد بالقرآن الكريم وتأويله بما يتوافق مع أهواء البشر هدف منكري السنة

  • جداريات Jedariiat
  • الجمعة 30 ديسمبر 2022, 01:36 صباحا
  • 330

قال الدكتور نبيل بن أحمد بلهي، وهو كاتب في منصة حصين، إن من أبرز أهداف منكري السنة، الانفراد بالقرآن الكريم وتأويله بما يتوافق مع أهواء البشر.

وبين أن هذا الهدف يعدُّ هدفًا استراتيجيًّا في نظر هذه الطوائف المعاصرة، فمن المعلوم المكانة التي تبوّأَها القرآن الكريم في حياة المسلمين، فهو الوحي المقدَّس الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، والقرآن كلُّه خير وبركة، وهو الذي يهدي إلى التي أحسن في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَهۡدِي ‌لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرٗا كَبِيرٗا [الإسراء: ٩]، بناءً على هذا لا يمكن تبديل هذا القرآن وإزاحته من قلوب المسلمين في مواجهةٍ مباشرة، والبديل عن ذلك القضاء على السنَّة المبيِّنة لمفهومه الحقيقي، ثم التفرُّغ لتأويله تأويلا يتلاءم مع أهواء البشر، بعيدًا عن القواعد التي وضعها المفسِّرون لفهم كلام الله، وبعيدًا عن الأحاديث النبوية والآثار السلفية التي توجِّه معاني الآيات توجيهًا صحيحا.

وبين أن الانفراد بتأويل القرآن وفق نظريات حديثة ومناهج غربية، لإفراغه من محتواه وتأويله تأويلا جديدًا يتوافق مع الأفكار الجديدة = هو مبتغى القوم، حيث تكون تلك الأفكار الغربية هي الأصل، مثل فكرة (الإنسان مركز الكون - الحرية أصل ومقصد عام)، والآيات القرآنية تبع لها، ثم يتكلَّفون ربط الآيات القرآنية بتلك الأصول المزعومة.

وأوضح أن المفكّرون المنصفون تنبهوا لغرض القوم، ورغبتهم في الاستفراد بكتاب الله، والعبث في تأويله، فيقول المستشرق ليوبولد فايس (محمد أسد): «فإنَّهم يحاولون أن يزيلوا ضرورة اتِّباع السنة؛ لأنَّهم إذا فعلوا ذلك كان بإمكانهم حينئذٍ أن يتأوَّلوا تعاليم القرآن الكريم كما يشاؤون على أوجه من التفكير السطحي -أي: حسب ميول كلِّ واحد منهم وحسب طريقة تفكيره هو- ولكنَّ المنزلة الممتازة للإسلام – على أنَّه نظام خلقي وعملي ونظام شخصي واجتماعي- تنتهي بهذه الطريقة إلى التهافت والاندثار».

 

وأشار إلى أن إنكار السنة النبوية هو بوَّابة هؤلاء لتطويع القرآن الكريم ولَيِّ أعناق نصوصه، عسى أن تحظى بشيءٍ من القَبول عند الرجل الغربي المتعالِي بحضارته الغربية عن حضارة الشرق بدينها وتراثها، وهذه دَنِيَّةٌ في الدِّين ما بعدها دنيّة.

 

 

تعليقات