هل يتعمد إبراهيم عيسى تشويه التاريخ الإسلامي؟ (فيديو)
- الخميس 21 نوفمبر 2024
تعبيرية
في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات قامت صحوة كبرى تعم أرجاء الوطن العربي والأمصار الإسلامية وتصدر (أئمة قمم) في نشر الدعوة الإسلامية في أرجاء المعمورة في مشارق الأرض ومغاربها عبر محاضرات وخطب وأشرطة كاسيت ومخيمات دعوية وملتقيات وحملات من مختلف الأشكال والألوان تنشر العقيدة الإسلامية وتبين محامد الدين وتضرب الإلحاد في الصميم.
واليوم في الألفية الثالثة عاد الإلحاد بقوة وتنوعت وسائله وبان خطره، ما استوجب أن أكتب اليوم هذه المقالة أدعو فيها لمواجهة الخطر الحالي القادم إلينا مستهدفا فلذات أكبادنا من هذه الأجيال الإسلامية متجاوزا كل هؤلاء الذين يقولون (أفي الله شك) فهو أعرف من أن ينكر، وأعظم من أن يجحد!
وليس يصح في الأذهان شيءٌ
إن احتاج النهار إلى دليل
اليوم هناك جيل من البشر أصبح يعلن الإلحاد وينشط ليصيب حملة العقيدة الإسلامية في مقتل، في تنمر وإرهاب فكري شنيع، مجاهرا برفع شعار «الإلحاد»، والعياذ بالله!
عزيزي القارئ الكريم: مالكم بالطويلة خلونا نعرف ما هو الإلحاد؟
الإلحاد في اللغة: الميل عن القصد.
وأما في الاصطلاح، فإنه إنكار وجود الله تبارك وتعالى.
والملحدون: هم الذين لا يؤمنون بوجوده جلّ وعلا، بل ولا بوحدانيته ولا في ربوبيته وألوهيته.
من أقوالهم السفيهة: ان الكون وُجد بلا خالق، والمادة ازلية، هي الخالق والمخلوق معا، وبالتالي فإنهم يكفرون بالرسل ويجحدون الأديان.
طبعا في الجملة هم صنفان:
الصنف الأول: من يعتقد بنفي الله جلّ وعلا.
الصنف الثاني: ويطلق عليهم (اللاأدرية) وهم الذين يقولون: لا ندري هل يوجد رب خالق أم لا؟
ويجمع هؤلاء وأولئك (عدم الإيمان) بالخالق جل وعلا لكن هؤلاء مع شك وأولئك مع جزم!
كل هؤلاء يعلنون ويبدون عدم قناعتهم بأدلة وجود الله جلّ وعلا وهم لا يستندون إلى نظريات علمية وإنما هم ملحدون إلحادا سلبيا!
طبعا الإلحاد موجود منذ القدم وكلنا نعرف أشهرهم فرعون حينما قال: (وما رب العالمين - الشعراء: 23).
في أمة العرب طائفة من الفلاسفة من مشركي العرب امتدادا لكفار مكة الذين يطلق عليهم (الدهرية) وهم القائلون بقدم العالم وإنكار الصانع!
في العصر الحديث ومع التطور العلمي والحضاري والتكنولوجي بدأت تيارات في الغرب والشرق تنفي وجود الخالق سبحانه.
وكلنا درسنا أو قرأنا أو سمعنا عن نظرية فرويد وما يخص الظواهر العلمية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية وما شهده العالم في القرون الوسطى من جرائم وانتهاكات باسم الدين ثم ظهرت الشيوعية الملحدة واعتبرت الدين أفيون الشعوب!
ومع تسارع التطور الحضاري بدأ الإلحاد المعاصر يزحف إلينا من الغرب، لأن الشيوعية سقطت ووفقا للإحصاءات القديمة نسبيا نشرت مؤسسة (يوروبا روميتر) ان 18% من سكان أوروبا في عام 2005 اصبحوا ملاحدة لا يؤمنون بوجود خالق، كما ان مؤسسة (ابسوس ريد) في كندا ذكرت أن اعداد الملاحدة في كندا في عام 2011 وصلت إلى 43%.
كما ذكرت مجلة (فاينانشيال تايمز) أن 65 % من اليابانيين أصبحوا في عام 2006 ملاحدة.
كما ذكرت احصائية مؤسسة (اينجو) ان عدد الملاحدة يزداد في المكسيك بنسبة 5.2%.
كما ذكرت احصائيات ان نسبة الملاحدة في الصين ما بين (8 - 14%)، كما ان قناة بي بي سي توصلت الى ان 9% من الاميركان ملاحدة خاصة ان الجامعات مرتع خصب لانتشار هذا التيار.
٭ ومضة:
عزيزي القارئ: كل الملحدين من مدارس شتى ولا تجمعهم مدرسة إلحادية واحدة ولكنهم ضمن مدرستين في اتجاهين:
اتجاه علمي تجريبي.
واتجاه فكري فلسفي.
وعن هذه وتلك نشأت مدارس تستلهم من الإلحاد مادتها ومنها العلمانية والوجودية والوضعية والشيوعية والداروينية ومنهم ايضا عبدة الشيطان!
٭ آخر الكلام:
أسباب الإلحاد كثيرة، منها الهزيمة الحضارية، ما جعل ابناء العرب المسلمين متحفزين وأثرت في نفوسهم واحتقارهم لأمتهم وإرثها العقدي، مع الأسف!
كما ان عدم فهم القضاء والقدر على وجهه الصحيح خاصة فيما يتعلق بالحكمة والعلل في أفعال الله تبارك وتعالى.
وأيضا غسل العقل الذي يتعرض له الشباب العربي المسلم خاصة المبتعثين او الذين يدمنون الانترنت والذين تسيطر عليهم الشهوات والرغبة في الانفلات، بحجة الحرية واللاأخلاقية.
إن الجهل بدين الإسلام ومحاسنه يؤدي الى الإلحاد والكفر بدين الله والإعراض ورفض الاستماع للحق وتقليد الشباب الضائعين، وهذا كله زيغ، مع الأسف!
نقلا عن الأنباء الكويتية