حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
قال الدكتور هيثم طلعت، الباحث في ملف الإلحاد، إن الهندوسية اليوم ليست دينًا ولا مذهبًا ولا توجهًا اعتقاديًا، بل صارت خليطًا من الفيدات مع فلسفات وتعاليم نساك وتانترا باطنية، وطقوسًا لا حصر لها، ولذلك لم يعد للهندوسية نظام لاهوتي تعبدي واحد، أو منظومة طقوسية محددة الملامح، أو منهج ديني ثابت، أو هيكل ديني مركزي يجمع الهندوس، لن تجد اليوم شيئًا من ذلك، فأنت حرفيًا أمام شتات من آلاف التجمعات الدينية المستقلة لاهوتياً تمامًا!
وتسائل: كيف يُتعبد الله بشيء مشوَّش كهذا ما أنزل به من سلطان؟ وكيف يُتخذ هذا الخليط المشوش من التصورات غاية في الحياة؟ ثم انظر لاتخاذ الهندوس الحاليين للأصنام تجسدًا لله!
وبين أن الله عز وجل وصف الذين يتخذون أصنامًا تجسيدًا له وتقربًا منه، بأنهم كفار، فقال سبحانه ﴿أَلَا لِلَّـهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّـهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّـهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾ [٣] سورة الزمر.
وأشار إلى أن الهندوس باتخاذ هذه الأصنام خالفوا الفيدات كما أوضحت من قبل، وخالفوا فطرهم، فهم يعلمون أنهم لا يملكون برهانًا فطريًا على جعلهم أصنامهم تجسيدًا لله ﴿أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ [٦٤] سورة النمل.
وشدد هيثم طلعت على أن مشكلة الهندوسية الحالية أنها تُضخم الوثنية وتجعلها ركنًا من أركان الدين، فالأوثان في كل مكان، ويتجسد الإله في الوثن، وهناك آلاف الأشكال من الأوثان والصور والأيقونات في الهندوسية.
ولفت إلى أن الهندوسية صارت ديانة الأوثان والمسبوكات البشرية والأيقونات، كما أن الهندوسية الحالية تقول بـ: وحدة الوجود، والهندوسية الحالية تقول بـ: أزلية العالم، وأيضًا هي تؤسس للطبقية، وتقول بتجسد الإله في البشر: "الأفاتار"، وتقول بتجسد الإله في الأصنام والأوثان: "شاكتي"، وتقول بـ: تناسخ الأرواح، وتقول بـ: بتكرار الولادات، وتقول بـ: العناصر الخمسة وما يتبعها من طلسمات وتمائم وتعلق بغير الله.
وتابع: لكل هذا فالإسلام يرفض الهندوسية، فهي خالفت تعاليم الأنبياء ونسيت التوحيد، والإسلام يدعو كل هندوسي للعودة لله من خلال الإسلام، فلن تكون هناك نجاة عند الله بغير ذلك، قال الله تعالى ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّـهِ الْإِسْلَامُ﴾ [١٩] سورة آل عمران، وقال تعالى: ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [٨٥] سورة آل عمران، وقال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [٣] سورة المائدة.
وشدد "طلعت" على أنه لا نجاة للهندوسي ولا لأي إنسان إلا بهذا الدين... الإسلام، فالإسلام ليس دينًا على الأرض ضمن الأديان، بل هو الدين التوحيدي الأوحد الذي بعث الله به جميع الأنبياء، فجميع الأنبياء أتوا بدعوة الناس للتوحيد ولم يبق على هذا التوحيد النقي اليوم سوى الإسلام، بينما بقية الديانات صار لها من الشرك نصيب قلَّ أو كَثُر.
وأردف: الإسلام هو عبادة الله وحده دون كل ما سواه، وطاعة أوامره وترك نواهيه والوقوف عند حدوده، والإيمان بكل ما أخبر به مما كان وما يكون، والتبرؤ من كل الأصنام والصور والأيقونات، فقال الله سبحانه: ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ [١٨٠] سورة الصافات، وتنزه الله عما يصفه به الهندوس من تجسده في الأصنام.