هل رأيت حشرة سرعوف الورقة الميْتة؟
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
الحرية ـ تعبيرية
قال مركز "حصين" المختص في الرد على الشبهات، إنّ على المسلمِ أن يكونَ فَطِنًا عَاقِلًا، لا يَغْتَرُّ بالألفاظِ قَبْلَ فَهْمِهَا، ولا يَنْخَدِعُ بِالدَّعَاوَى قَبْلَ العلمِ بِـمّضَامِينِهَا، فالحرّيّةُ لم تَكُنْ يومًا تَحَرُّرًا عن الإسلامِ لله، بل هذه حريّةُ إبليسَ الذي استكبَرَ عن طاعةِ خالقِه فقال: لَـمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ، فتعزَّزَ اللعينُ واستَعْلَى على ربِّه، ثمّ أوْحَى إلى أوليائِه مِن الإِنسِ ألّا يُطِيعُوا ربَّهم، وسوَّلَ إليهم أنّ تِلكَ هي الحرّيّة.
وتابع: فصارَ
منهُم مَن يَكشِفُ عَوْرَتَه بِاسمِ الحرّيّةِ الشخصيّةِ، ومَن يَطعَنُ في اللهِ
ورسولِه وشريعتِه بِاسمِ حرّيّةِ الرأيِ، ومَن يُشَكِّكُ في ثوابتِ الإيمانِ
بِاسمِ حرّيّةِ التفكيرِ والاعتِقاد، ومَن يأتي الذُّكرانَ مِن العالَمين بِاسمِ
حُرّيةِ العَلاقاتِ واختيارِ الجِنس.
وأردف: كُلّمَا
دُعُوا إلى اللهِ تعالى لِيُطِيعُوه ويَلتزمُوا شريعتَه تَبَاكَوا على الحرّيّةِ،
وإنّما يَتَبَاكَونَ على عبوديةِ اللَّذّاتِ المحرَّمَةِ وطاعةِ الشيطان.
وشدد (في موضعه المنشور عن خطبة الجمعة) على أن الإسلامُ جاء لِيُحَرِّرَ العِبَادَ
مِن هذه العبوديةِ السّافلةِ المهينةِ إلى عبادَةِ الخالقِ العظيمِ، فلا يرضَى لك
اللهُ أنْ تكونَ عَبْدًا لِبَطْنِكَ أو فَرْجِك، أو تكونَ عبدًا للشّياطين، أو
إمَّعَةً مُطِيعًا لِأَذواقِ الكافرين، يُرُونَك القبيحَ حسنًا فتَسْتَحْسِنُه
مُطيعًا لهم، ويُرُونَكَ الحسنَ قبيحًا فتَسْتَشْنِعُه إذْعَانًا لِرَأيِهِم، بل
الذي يرضاه لك اللهُ ألّا تكونَ عبدًا إلا له، لأنّه ربُّك وخالقُك، الذي يريدُ
الخيرَ لك، ويحبُّ إيصالَ الهُدى إليك، وهو الجليلُ العظيمُ، والغفورُ الرحيمُ،
والجوادُ الكريمُ، مَن له المحَامِدُ كلُّها سبحانه وتعالى.
وأردف: المحرَّر
حقًّا مَن كان اللهُ وحدَه إلهَه، والإسلامُ دينَه، ولذلك قالتِ امرأةُ عِمران:
رَبِّ إنّي نَذَرْتُ لَكَ ما في بَطْنِي مُحَرَّرًا، مُحرَّرًا: أي عَتِيقًا
مُفَرَّغًا لِعبادةِ اللهِ تعالى خَالِصًا عن الاشتِغالِ بالدنيا، فَتِلْكُمْ هي
الحرّيّة.