مركز حصين: «عبودية الإنسان لله هي غاية الشرف له»

  • أحمد محمد
  • السبت 10 ديسمبر 2022, 00:23 صباحا
  • 349

 

قال مركز حصين المختص في محاربة الشبهات، والرد على الإلحاد، إنّ لِلحرّيّةِ مذاقًا محبوبًا، وشعورًا مُسْتَعْذَبًا مطلوبًا، فكلُّ حيٍّ يَهْوَى أنْ يفعلَ ما يُريدُ، ويأبى أنْ يُفرضَ عليه المنعُ والتقييد.

 

وأضاف (في خطبة الجمعة) التي ينشرها بشكل دوري عبر حسابته، أن اسمَ الحرّيةِ اليومَ أَضْحَى مَثَارَ جَدَلٍ والْتِبَاس، حتى اخْتَلَطَ أمْرُها على أكثرِ الناس، بل صَارَ هذا الاسمُ الحسنُ الجذّابُ، يتذرّعُ به أصحابُ الأهواءِ والشهواتِ، لِلانْحِلَالِ مِن القِيَم، والتّجرُّدِ مِن الشّرائعِ، والانفِلاتِ مِن الأخلاقِ والمحاسِن.

 

وتابع: فَبَيْنَمَا نَرَى الأسيرَ المظلومَ أو مَن حقُّه مَهْضُومٌ يَرْنُو إلى الحريّةِ ويتمنّاها، إذْ نَجِدُ مريضَ القلبِ يتذرّعُ بها إلى الإفسادِ، والشاذَّ يتّكئُ عليها ليُسمَحَ له بالفُجُورِ، والزنديقَ يدعُو إليها لِيُعلِنَ كُفرَه وإلحادَه.

 

وأردف: فما أَحْوَجَ هذهِ الحريّةَ إلى أن تُحرّر، فيُمَحَّصَ نقيُّها عن الزّيف، وتُوزَنَ بميزانِ الشرعِ الّذي لا جَوْرَ فيه ولا حَيْف.

 

 

وشدد على أنّ الإنسانَ مهما حاوَلَ أن يَسْتَغنيَ عن خالقِه فلا سبيلَ له إلى ذلك، لأنّه مخلوقٌ مُحتاجٌ إلى ربِّه في إيجادِه، ثمّ هو فقيرٌ إليه في رزقِه وعلمِه وعافيتِه وفي كلِّ شؤونِه، لا يَسْتَغْنِي عن اللهِ في إمدادِه أو إعدادِه، فهُو لا يَنْفَكُّ عن الفقرِ إلى اللهِ والحاجةِ إليه، وهُو مَفْطُورٌ على الخضوعِ له والافتقارِ إليه. قال تعالى: يَا أيُّهَا النّاسُ أنتُمُ الفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ واللهُ هُو الغَنِيُّ الحمِيدُ، فالعبوديّةُ والفقرُ وصفٌ لازمٌ للمخلوقِ، ولا يُمكنُ أن يُتصوَّرَ المخلوقُ غنيًّا أبدًا.

 

واستطرد: إذا كانَ الأمرُ كذلكَ، فإنّ حرّيّةَ المخلوقِ محدودةٌ محكومةٌ بإرادةِ سيّدِه الذي لا غِنى له عنه، وليس له أن يكونَ خَصِيمًا له، مُعانِدًا لِـحُكمِه، وهو سبحانه الذي خَلَقَه مِن سُلالَةٍ مِن طِين، ثمّ مِن مَاءٍ مَهِين، فَجَعَلَهُ نُطفَةً في قَرَارٍ مَكِين، فأنّى له هذا العِنادُ الـمُبين؟! أَوَلـَمْ يَرَ الإِنسَانُ أنّا خَلَقْنَاهُ مِن نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِين؟!

 

وأكد "حصين" على أن عبوديةُ الإنسانِ للهِ هي غايةُ الشَّرَفِ والكرامةِ له، لأنّه ينقادُ للخالقِ الكريمِ العظيمِ، الذي يدعُوهُ إلى مَحَاسِنِ الأعمالِ، ويَأمرُه بِشَرِيفِ الخِصَالِ، ويتولّاهُ بالنّصرِ والتأييدِ، والتوفيقِ والتسديدِ، ثمّ يَهَبُهَ بذلك الرِّزقَ الكريمَ، والفضلَ العظيمَ، ويُدخلُه جنّاتِ النّعيم، فهُو ينتقلُ في ولايةِ اللهِ مِن كرامةٍ إلى كرامة، ومِن عِزٍّ إلى عِزّ،وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ، وأمّا إنْ أبى العبوديّةَ للهِ واستَكبرَ عنها فإنّه لا يُحقّقُ الحرّيّةَ كما يَظُنّ، بل يَقَعُ في عبوديةٍ مقيتةٍ، ينقادُ فيها لِـهَوَاهُ ونفسِهِ الأمّارةِ بالسّوءِ، ويَخضعُ فيها لِشَيطانٍ خبيثٍ مَريدٍ، يأمرُه بالمنكرِ فيُطيعُه بِلا عِصْيَان، ويدعُوه إلى الفحشاءِ والرَّذِيلةِ فَيَتْبَعُهُ بِلا نُكران.

 

 

تعليقات