كيف أناقش الملحدين ؟

  • جداريات Ahmed
  • الخميس 03 أكتوبر 2019, 12:18 مساءً
  • 4461
شعار الإلحاد

شعار الإلحاد

فكرة الإلحاد لا تأتي فجأة ، وانما تأتي بعد عدة عوامل أو نقدر نقول عدة أزمات ومسببات منها أزمات اقتصادية واجتماعية والأخطر اذا كانت نفسية كونها نتيجة طبيعية للأزمات التي تم ذكرها في بدايةحديثنا ، ولذلك كي تناقش إنسان ملحد  لأبد أن تكون شخص قارئ جيد جدا ليس في الدين فحسب بل في معظم المجالات كما لابد أن تتمتع بشئ من الذكاء والفطنة اثناء حديثك مع الملحدين ، وهناك كتاب وباحثين أبرزهم الكاتب والباحث نور الدين قوطيط قدم عدة نصائح عند الحديث أو المناقشة مع الملحدين وبدأها بأن تكون شخص هادي وصاحب أخلاق وأن تختار كلماتك بعناية كون حسن الأدب وجمال الأداء في عرض الأفكار له تأثير قوي على النفس، ولهذا أمر الله سيدنا موسى عليه السلام أن ينهج هذا النهج مع أعتى طاغية عرفته البشرية فقال تعالى : ﴿ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ ﴾ [طه:44] أي أن « تكون بكلام رقيق لين سهل رفيق ليكون أوقع في النفوس وأبلغ وأنجع » [تفسير ابن كثير]. لكن هذا القول ليس يعني الليونة المائعة والاستخذاء والتنازل عن الحق بدعوى تبليغ الدعوة، فإنّ بعض النماذج لا يليق معها إلا الشدة في القول والغلظة في الفضيحة والبيان الكاشف في التناقض والتهافت. كما أنّ هذا ليس يعني التخلي عن قواعد الدين ومصطلحات وتسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقيّة كما وردت في القرآن والسنة، بدعوى تأليف الملحد وتقريبه. فالحق أحق أن يتبع، والانضباط بمبادئ الشريعة ومصطلحاتها أهم شيء بالنسبة لك كإنسان مسلم، لأنّ غرضك هو هداية الملحد ولكن في إطار الدين الرباني.  

كما قدم أيضا قوطيط نصيحة أخرى تمثلت في التعمق بقدر المستطاع في العلوم الشرعية وكل ما تفرع منها على يد علماء متعمقين وأهل ثقة ودراسة الفكر الإسلام يالمعاصر ومدارسه وهذه بداية تحصينك من محاولة أن يحاول الملحد أن يخترق نظامك الإدراكي لدينك    وإلا فمن رام الدعوة إلى الإسلام وإفحام الملحد وهو جاهل بدينه، إلا من تلك الخلاصات والمقالات التي يجمعها من هنا وهناك، فهذا أقرب لأن ينخلع هو نفسه عن ربقة الدين، بعد أن تتهاطل عليه شبهات وإشكالات الملاحدة. على أنّ هذا القول ليس يعني دراسة الدين بنيّة إفحام الملاحدة، بل يجب أن تكون الدارسة أولًا وآخرًا لتنوير العقل، وفهم مراد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، والعمل بتعاليم القرآن والسنّة. إذ أن الواجب في الدعوة هو دعوة نفسك الشخصيّة، قبل دعوة الآخرين ، مع ضرورة التوسع في الثقافات والمعارف والعلوم بقدر المستطاع فهذا من شأنه سيعمل على زيادة بصيرة واضحة بدينك، ومكامن القصور والخلل والباطل فيما عند الآخرين، كما أنّه سيزيد حجتك قوة وبراهينك مناعة، بحيث لا يستطيع الملحد أن يزيّف أمامك أي فكرة. ولهذا لا تقتصر في الدارسة والمطالعة على علوم الشريعة المختلفة، بل وسّع دائرة اهتماماتك لتشمل الثقافات والعلوم المعاصرة: علم النفس، الاجتماع، الحضارة، الفلسفة، الفيزياء.. إلخ. فإذا كانت علوم الشريعة هي الأساس والقواعد، فإنّ هذه الثقافات والعلوم لا شك أنّهم تفسح لك المجال لفهم دلالات الآيات القرآنيّة والأحاديث النبويّة بشكل أكثر رحابة، وتعطيك القدرة على رؤية مكامن القصور والخطأ في الفكر الإلحادي .

وتطرق "قوطيط " إلى فكرة تخطط الملاحدة في عملية التشغيب على العقل المسلم والتشويش على الحقائق لديه، هو استعمال طريقة العموميات والتعميمات وهى طريقة  يستعمل فيها الملحد الكلمات بمعناها العام المقبول لدى جمهور الناس، ويرفض تحليلها والدخول في تفاصيلها؛ لأنّه يدرك أنّ هذا التفصيل للكلمات وتحديد المعاني المرادة منها بالضبط أثناء الحوار والمناظرة سيهدم عليه أفكاره وينقض له بناءه الإلحادي. ولهذا احرص أيها المؤمن على عدم الانخداع بالعموميات، بل طالبه دائما بتحديد الكلمات بمعانيها اللغوية والاصطلاحيّة، وهذا ما يسميه علماؤنا بالسبر والتقسيم، وعلى المسلم الذي يناقش الملحد يجب ألا يغتر بالمصادر التي يذكرها الملحد وغالبا هو لم يقرأها ودائما يأتي الملحد بأحاديث ضعيفة وموضوعة لتشوية الدين ولذلم علينا مطالبته بالمصدر لبنرد عليه بالعقل والمنطق

 وأكد الباحث "قوطيط " أن الإلحاد العربي المعاصر ينطلق  من ثلاثة منطلقات: واقعه الحالك المتردي في التخلف والاستبداد، انصهاره في بوتقة الإلحاد الغربي ولهذا ينقل شبهاته وأفكاره، فلستَ تجد فكرة عند الملحد العربي إلا وتجد شقيقه الغربي سبقه إليها أوّلًا، وثالثة الأثافي: جهل شنيع بالمنظومة الإسلامية تصوّرًا وممارسةً، وهذا يدل على فقر العقل الملحد العربي وعجزه عن ابتكار أفكار جديدة تخص عقيدته الإلحاديّة، والعجب أنّه يدعي بعد هذا العقل والحريّة .

من مميّزات الإلحاد المعاصر عن الإلحاد القديم، أنّ كهنته يروجون لزعم يعتقدون أنّه برهان قاطع على صحة دينهم الإلحادي الجديد، ألا وهو تقديمهم لدين الإلحاد على أنّه حتميّة تاريخيّة وضرورة وجوديّة، وأنّ العلم والزمن كفيلان بإسقاط الإله من على عرشه وبالتّالي كشف خرافات العقائد الدينيّة التي تأسست على فكرة وجود إله مطلق، وبالتّالي سيحل العقل والعلم في تنظيم شؤون الحياة تنظيمًا راقيًا وتفسير معطيات الحياة تفسيرًا صحيحًا، وتحقيق السعادة للإنسان بصورة جميلة، محل العقائد الدينيّة ومقولة الإله المطلق .

 في النهاية أن هزيمة الملحد في أي مناقشة لهو أمر بسيط للغاية فكل ما في الأمر أن تكون مستعد بشكل جيد وألا يخدعك هذا الملحد بكلامات ومصطلحات كبيرة مثل العقل والدليل وأنه لا يؤكن بالغيب كلها مصطلحات يحاول الملحد بها المراوغة فعلينا أن نكون أكثر وعيا وثقافة وأخلاقا خلال الحديث مع الملحدين .

 

تعليقات