"ربما في المستقبل نعرف كيف ظهر الكون".. هيثم طلعت يكشف عن أكبر مغالطة يقع فيها الملحد
- الإثنين 25 نوفمبر 2024
قال مركز حصين، والمختص في محاربة الإلحاد، والرد على الشبهات، إنّ
الشيطانَ حريصٌ على أن يُسِيءَ العبدُ ظنَّه بالله، ويمتلئ قلبُه بالشكِّ في قدرةِ
اللهِ أو في رحمتِه أو في حكمتِه، فهُو جاهدٌ في إيقاعِه في ذلك على صُوَرٍ شَتّى.
وأوضح ـ في خطبة الجمعة التي نشرها اليوم ـ أن مِن سوءِ الظنّ باللهِ أن
يعتقدَ العبدُ أنّه لا يَصِلُ إلى اللهِ إلا عن طريقِ مَلَكٍ أو نبيٍّ أو وليٍّ
صالحٍ يَشفَعُ له عندَ الله، فيجعلَ اللهَ كحالِ بعضِ الزعماءِ الذين يُضطَرُّ مَن
يَحتاجُ الوصولَ إليهم إلى وسائطَ وشُفَعَاءَ يؤثّرون عليهم، ويُوصِلُون حاجاتِ
الناسِ إليهم، فأينَ سَعَةُ علمِ الله؟ وأين كمالُ مِلكِه وسلطانِه؟ وأين كمالُ
رحمتِه وإحسانِه؟ وأين قُربُه سبحانهُ وإجابتُه لدُعاءِ عِبادِه؟
وتابع: ومِن سُوءِ الظنِّ باللهِ نِسبةُ الولدِ إليه، وهُو خالقُ كلِّ
شيءٍ، ولم يتّخِذْ صَاحِبةً ولا ولدًا.
وأردف: مِن سوءِ الظنِّ باللهِ، القَدحُ في شَرعِه وحًكمِه، والظنُّ بأنّ
شريعتَه تَصلُحُ لزمانٍ دونَ زمان، وأنّ مصلحةَ النّاسِ في تعطيلِها والعملِ
بغيرِها.
وأكمل: ومِن سوءِ الظنِّ باللهِ، الشكُّ في حِكمتِه وإنفاذِ وعدِه، والظنُّ
بأنّه لا يَنصُرُ عبادَه المؤمنين، وأنّ الكافرينَ يُعجِزُونَه بِدُوَلِـهم
ومُقَدّراتِـهم وطاقاتِـهم، فهذا ظنٌّ باطل، وحُسبانٌ فاسد: وَلَا تَحْسَبَنَّ
اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ، فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ
مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ،لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي
الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ.
واستطرد: ومِن سوءِ الظنِّ باللهِ تعالى الظنُّ بأنّه سبحانه يومَ القيامةِ
قد يُسَوِّي الكافرَ بالمؤمن، فيجعلُ المسلمَ مع النصرانيِّ واليهوديِّ والمشركِ
في مَصِيرٍ واحدٍ، وهو القائل:وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا
بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ
كَفَرُوا مِنَ النَّارِ * أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ
كَالْفُجَّارِ.