مِم يتشكل جسم الإنسان في الهندوسية؟.. هيثم طلعت يرد

  • أحمد محمد
  • الأربعاء 23 نوفمبر 2022, 9:45 مساءً
  • 385
هيثم طلعت

هيثم طلعت

قال الدكتور هيثم طلعت، الباحث في ملف الإلحاد، إن جسم الإنسان في الهندوسية يتشكل من قوى العناصر الخمسة: الماء والأرض والهواء والنار والأثير، وكل الكون بكل ما فيه جاء من هذه العناصر الخمسة، ولكل عنصر من العناصر الخمسة ما يقابله من الكواكب، فالمريخ ناري وزحل أرضي، ولكل عضو في الإنسان ما يقابله من العناصر الخمسة فالطحال أرضي والقلب ناري.

وبنين في رده على السؤال بكتابه "الهندوسية في ميزان تعاليمها الأصلية والعقل والفطرة السليمة"، أن كل ما في الوجود يُصنف وفق العناصر الخمسة حتى الأزمنة، وما الداء عندهم إلا خلل في توازن العناصر الخمسة.

وأردف: وقد شاعت فكرة العناصر الخمسة من خلال البرانا Prana التي تُمثل طقوسًا تجويعية وجلسات سكون تام لساعاتٍ طويلة، وللأسف انتشرت فكرة العناصر الخمسة في العالم وترتب عليها كثير من علوم العلاج بالطاقة، فأصل علوم العلاج بالطاقة والماكروبيوتك والفينج شوي والعلاج بالألوان وغيرها من الممارسات تقوم على ضبط هذه العناصر، وضبط هذه العناصر الخمسة عندهم يجلب الرزق ويدفع الشر.

 

وتابع: وفي المعابد الهندوسية اليوم يتم التدليك لضبط هذه العناصر الخمسة، باعتبار أن هذا علاج لكثير من الأمراض، وهذه الفكرة فكرة العناصر الخمسة لا تنتمي للعلم في شيء، ولا علاقة لها لا بالفيزياء ولا الطب، بل إن العلم يحكم عليها وعلى الممارسات المرتبطة بها بأنها نوع من الخرافة والوهم والدجل.

 

وشدد هيثم طلعت على أنه تم تصنيف فكرة العناصر الخمسة باعتبارها علمًا زائفًا، وتم الحُكْم على الممارسات المرتبطة بها على أنها خيال وتوهمات، وربما تكون فكرة العناصر الخمسة قد قفزت لذهن أحد النُسَّاك بنفس الطريقة التي قفزت بها فكرة الولادت المتكررة وتناسخ الأرواح، فلا دليل عقلي ولا علمي ولا منطقي عليها، فهي مجرد فكرة تخيلية.

وأوضح أنوالمشكلة في ممارسات هذه الفكرة وأنها هي مجرد طلسمات وثنية وتعلٌّق بالكواكب والأشكال والرموز والألوان والتمائم التي ما أنزل الله بها من سلطان.و

ولفت إلى أن الإسلام سبق  العلم الحديث في التحذير من هذه الممارسات المرتبطة بفكرة العناصر الخمسة، فهذه الممارسات تؤدي إلى تأخُر تلقي العلاج الصحيح، وتؤدي لعيش الإنسان في أوهام موزاية للعالم الواقعي، وتؤدي لتعلق الإنسان بغير الله، لذلك حذَّر الإسلام أشد التحذير من هذه الممارسات، قال الله عز وجل في الحديث القدسي: «أصبحَ من عبادي مؤمنٌ بي وكافرٌ فأمَّا من قالَ مُطِرنا بفضلِ اللَّهِ ورحمتِهِ فذلكَ مؤمنٌ بي كافرٌ بالكوكبِ، وأما من قال مُطِرنا بنَوْءِ كذا وكذا فذلكَ كافرٌ بي مؤمنٌ بالكواكبِ».

 

وأكمل: فمن آمن بالكواكب وتأثيرها على البشر وأنَّها تتدخل في الأرزاق فقد كفر بالله، ومن آمن بالله فقد كفر بتدخل الكواكب في أقدار البشر، وقد قال رسول الله  ﷺ: «إنَّ الرُّقى، والتَّمائمَ، والتِّوَلَةَ شرك »، لذلك المسلم لا يصدق خرافة تأثير العناصر الخمسة والطلسمات والتمائم المرتبطة بها.

 

وتابع: بل إنَّ الإسلام يقرر أنَّ صناعة الطلاسم والأشكال الهندسية وبندولات الطاقة وغيرها من الأمور المرتبطة بالعناصر الخمسة، واعتقاد أنَّ هذه الطلسمات تورث منافعًا أو تدفع مضارًا هو عين الشرك والكفر بالله، وقد رأى رسول الله  ﷺ رجلاً وفي يده حلقة من صُفْر فقال: «ما هذا؟ قال: مِن الواهنةِ قال: ما تَزيدُك إلَّا وَهْنًا، انبِذْها عنكَ فإنَّكَ إنْ تمُتْ وهي عليك وُكِلْتَ عليها»، وفي رواية: «فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبداً».

واستطرد: وهذه هي نفس العقيدة التي تقررها البهاغافاد غيتا Bhagavad Gita भगवद्गीता حيث تقول: "الذين يعبدون الآلهة ينالون الآلهة، والذين يعبدون الأسلاف ينالون الأسلاف، والذين يعبدون الشيطان ينالون الشيطان، والذين يعبدونني يجدونني، فكل من يتعلق بغير الله من هذه الطلسمات فهو عابد لغير الله، ومصيره طبقًا للفيدا الخلود في النار، تقول اليجر فيدا: "الذي يعبد من دون الله الأشياء المصنوعة، فهو يغرق في الظلمات ويذوق عذاب النار أحقابًا»، مشيرا إلى قول ربنا سبحانه ﴿بَل لِّلَّـهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا﴾ [٣١] سورة الرعد، وقال النبي  ﷺ: «إذا سألتَ فاسألِ اللهَ ، وإذا استعنْتَ فاستعِنْ باللهِ».([44])

وشدد على ان المسلم لا يصدق خرافة تأثير العناصر الخمسة والكواكب والطلسمات والتمائم، بل هو يعتقد أنَّها عين الوثنية والضلال والدجل والخرافة.

تعليقات