هل يتعمد إبراهيم عيسى تشويه التاريخ الإسلامي؟ (فيديو)
- الخميس 21 نوفمبر 2024
في ظل حياةٍ متسارعةٍ، مليئةٍ بالضغوطات، وغيابٍ للأخلاق والقيم الدينية، وضياعٍ للمودة والرحمة وتزايد لحالات الاكتئاب والانتحار بين شبابنا، وقلة الإيمان وضعف التعلق بالله والتوكل عليه سبحانه، بكلماتٍ بسيطة نابعةٍ من القلب تستطيع إعادة بناء نفس قاربت على الهلاك والضياع، أو فقدت كل إحساس بالحياة وتمنت الموت لإنهاء كل مرير، أو نفس بحاجةٍ إلى من يقويها ويساندها للوقوف من جديد، أو نفس ضعيفة لا تعرف التصرف في مواجهة المواقف والمصاعب أو نفسٍ حزينة لا تكاد تنفك عن حزنها المستمر.
الكلمة الطيبة
قال تعالى: {ألم
ترَ كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابت وفرعها في السماء
تؤتي أكلها كلّ حينٍ بإذن ربها} [إبراهيم: ٢٤، ٢٥]، وقال ﷺ: (الكلمة الطيبة صدقة)
[رواه البخاري ومسلم]
كلمةٌ طيبة تخرج
بحب ومودة، تبني ولا تهدم، تفتح باباً جديداً لمن ظنّ أن الأبواب جميعها سُدّت في
وجهه، وأفقاً واسعاً لمن رأى أن الأفق أصبح سقفاً هابطاً يكاد يخنقه…
إن الكلام له
وقعٌ وأثرٌ عجيب، فلا غنى للفرد عن أُناسٍ يُسمعونه من الكلام أطيبه ومن الحديث ما
يسُرّ قلبه ويجبر خاطره.. فكم ممن دخلوا في حالةٍ نفسية صعبة واحتاجوا لوقت طويل
للتعافي لأنهم لم يجدوا بجانبهم من يحتويهم ويقف معهم ويتكلم معهم بحبّ وودّ
ويسمعهم ما يصبّرهم ويثبتهم في وقت المحن والابتلاء.
كلامك قوة لك
وللآخرين
تكلم مع من
أمامك بشعورٍ نابعٍ من حب الخير لأخيك كما تحبه لنفسك، فكل شعور يخرج من القلب مغلف
بالحرص والحب يجد صدىً كبيراً في النفس، وما أجمل وأنبل من أن تنطق بهذه الكلمات
وأنت في أشد الحاجة لسماعها فقولك لها لشد أزر من أمامك تشد من أزرك وتقويك.
كلمةُ تخفيف
وتثبيت لمن وقع عليه ظلم من قريب أو بعيد حتى لا يدخل في دوامة تجرّه من يأسٍ إلى
إحباطٍ إلى حقدٍ على الناس، تشعره وتطمئنه أن هناك أناساً طيبين ما زالوا يريدون
له الخير ويقفون بجانبه.. وتذكّره بقدوته صلى الله عليه وسلم في الصبر على ظلم
وأذى من حوله هو وصحابته الكرام.
كلمةُ أمل
وتفاؤل لمبتلى بامتحانٍ طال أمده، حدّثه فيها أن المحن لا تدوم وأن مع كل عسرٍ
يسرين وأن البلاء مهما طال فإنك تزداد أجراً ويكبر عوضك من الله في الدنيا وترفع
درجاتك في الآخرة، إذا استشعرت قيمة الصبر، فالصابرون كما وعدنا الحق سبحانه
يوفَّون أجورهم بغير حساب..
كلمةُ ترحّمٍ
ودعاء لمن فقد عزيزاً أو قريباً، تشعره أنك معه وحزين لمصابه وأنك تدعو الله
لفقيده، كلمة تحثّه فيها أن عليه العمل والسعي للقائه في الجنة التي سيمكث معه
فيها إلى ما لا نهاية وليست أياماً وسنوات معدودة كالدنيا، حتى يخرج من حزن عذاب
الفقد إلى سعادة شوق اللقاء.
كلمةُ أسفٍ
واعتذار لمن شعرت أنك أسأت إليه دون انتباهٍ منك -خاصةً لأهلك وأحبابك- تحميهِ
فيها من أن تَرِدَ إلى رأسه عشرات التساؤلات لمَ فعل هذا وقال ذاك تُوقِف بها الظن
السيء وتحفظ الود..
كلمةُ تَفَقُّد
لصديق أو قريب اعتدت أن يراسلك ويحادثك ثم غاب عنك وانقطع، لعلّه في محنة أو ضيق
تستطيع إخراجه منها..
كلمةُ تَذْكِرةٍ
بنعم الله المغدقة على إنسان كَثر سخطه وفقد إحساسه بالنعم وتمادى بحسده للآخرين
وحقده عليهم لما لديهم من نعم ظاهرة، ينتبه فيها ويرى ما لديه من نعم ليست لدى
غيره..
كلمةُ إصلاح
وتوفيق بين نفسين تحجّرت قلوبهما وتقطعت أوصال المحبة بينهما تعيد بها سبل السلام
بينهما..
كلمةٌ ترقي فيها
مريضاً بآيات الشفاء والأدعية النبوية لينهض من ألمه وتحتضنه العافية لإحساسه أن
هناك من يعاني لألمه ويدعو له بالشفاء ويحتاج له سليماً معافىً يقف معه من جديد.
كلمة مدح لملتزم
بدينه ويمتلك الأخلاق الكريمة وأدب التعامل لتعينه على التمسك بدينه وخلقه وأدبه
في ظل الفساد المنتشر وغياب الأخلاق.. كلمةُ شكرٍ وامتنانٍ لمن قدم لك مساعدة حتى
يشعر بالتقدير ويستمر بمساعدة الآخرين.. كلمةُ تشجيع وتحفيز ودعم لمن تفوّق وأنجز
ليسعَد بنفسه وانجازه ويحافظ على تفوقه في كل مراحله.. كلمةُ تنبيه بأسلوب جميل
على خطأ أو تصرف تكرر من شخص يهمك عسى أن يتنبه ويبتعد عن الأخطاء ويكون لك أجر
الإصلاح..
ابتسامةٌ بوجهٍ
بشوشٍ في وجهِ إنسانٍ عبوسٍ تواسيه بها، فالابتسامة معدية.. ولا تبخل في نهاية كل
كلمة عن اسماعه دعوةً جميلة تطرب لها أذنه وتطمئن بها نفسه بما يحب ويتمنى..
سبحان الله
اللطيف
ومن التقديرات
الإلهية اللطيفة التي تراها عندما يكتب الله لك لقاءً عابراً سريعاً بشخص لم تره
منذ زمن قدّره الله لك ليزرع فيك الأمل والسعادة من جديد بكلمة جميلة يمدحك بها أو
ثناء حسن بموقف قديم بينك وبينه، أو لفتِ نظرك لشيءٍ جميلٍ لديك كنت قد نسيته،
فتشعر في هذه اللحظة أن الله اللطيف بعثه لك خصيصاً في هذا الوقت ليجبر كسراً فيك،
أو ليقويك ويثبتك ويرد لك ما قلته من كلام ثبّتَّ به غيرك عندما كنت بأمسّ الحاجة
إلى التثبيت، ما أجمل لقاء هؤلاء الأشخاص وما أعذب كلماتهم العابرة.
اللهم يسر لنا
في حياتنا من الطيبين الذين يختارون أطايب الكلمات، ووفقنا لأن نكون من أصحاب
القول الطيب الحسن اللطيف الخفيف الذي يثمر في النفوس.