"ربما في المستقبل نعرف كيف ظهر الكون".. هيثم طلعت يكشف عن أكبر مغالطة يقع فيها الملحد
- الإثنين 25 نوفمبر 2024
الهندوس
قال الدكتور هيثم
طلعت، الباحث في ملف الإلحاد، إن لا أحد يعرف كيف نشأت فكرة تكرار الولادات وتناسخ
الأرواح عند الهندوس ولا مَن الذي أسسها، ولا ما هو دليله على ذلك.
وأوضح أنه لا
يوجد دليل على تكرار الولادات في الفيدات، ولا توجد كلمة واحدة عن تناسخ الأرواح
في الفيدات، ولم تظهر هذه الأفكار إلا في فلسفات البورانات Puranas المتأخرة، ولا يُستبعد أن تكون هذه الأفكار قد
قفزت إلى ذِهن أحد النساك الهندوس، كنوع من التخيلات نتيجة الجلوس لفترات طويلة
بدون أكل أو شرب كما يجري في طقوس البرانا Prana.
وبين أنه من
المعلوم أن طقوس البرانا تشتمل على الجلوس لفترات طويلة في وضع معين دون أكل أو
شرب وهذا
السكون التام لساعات في وضعية معينة بدون طعام أو شراب، يؤدي مع الوقت إلى خلل في
أيونات الدماغ بسبب نقصان جلكوز الدم فتحصل إفرازات غير منضبطة من هرمون
الإندورفين وتبدأ تحصل مشاعر هلوسة حقيقية.
وأوضح أن ما
يراه النساك وما سطروه في البورانات من تكرار الولادات هو أقرب إلى الهلوسة أو
التخدير الدماغي وهذا بتقرير العلم الحديث، حيث أنَّه طبقًا للمركز الوطني الأمريكي
لبحوث التقانة الحيوية، وهو موقع حكومي ويعد من أكبر المراجع البحثية الطبية في
العالم، يقرر أن نقص الجلوكوز في الدم لفترات طويلة بهذه الصورة يؤدي إلى الهلوسة.
ولفت إلى قول الإمام الذهبي رحمه الله: "ثم العابد
العري من العلم، متى زهد وتبتل وجاع، وترك اللحم والثمار، واقتصر على الدقة
والكسرة، لازمته خطرات النفس وولج الشيطان في باطنه وخرج، فيعتقد أنه قد وصل،
وخوطب وارتقى، فيتمكن منه الشيطان ويوسوس له".
وتابع: لذلك
حذَّر الإسلام من التقشف بهذه الصورة والتشديد على النفس بهذا الشكل فهذا التشديد على النفس يؤدي لخلل
التصورات وفساد الدين مع الوقت، وقج قال الله عز وجل في القرآن الكريم:
﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّـهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ
وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾ سورة الأعراف، وقال رسول الله ﷺ: "لا تُشَدِّدُوا على أنفُسِكم ؛
فيُشَدِّدَ اللهُ عليْكُمْ ، فإِنَّ قومًا شدَّدُوا على أنفُسِهم ، فشدَّدَ اللهُ
عليهم فتلْكَ بقاياهم في الصوامِعِ والديارِ ﴿وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا
كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ﴾.
وبين أن هذا التشدد
ولَّد هلوسات أفرزت هذه التصورات المخالفة للفيدا والتي أصبحت اليوم أحد أصول
الهندوسية، مردفا: "لو نظرنا في المقابل إلى المعجزات
الحقيقية التي يؤيد الله بها أنبيائه، فالمعجزات تحدث فجأةً ودون إعدادٍ مسبق،
ويراها الناس ويشهدونها بأم أعينهم، ولا يمكن للبشر أن يأتوا بمثلها! وهذا هو الفرق بين أخبار الأنبياء
وأخبار الرائين مِن نُساك الهندوس".