كيف ندلل عقليا على وجود الخالق ؟

  • جداريات Ahmed
  • الثلاثاء 01 أكتوبر 2019, 2:56 مساءً
  • 1195
هذا خلق الله

هذا خلق الله

لا يختلف أحد على قضية أن العقل يخطئ ويصيب، والله قد ألهمنا كيف نستدل عليه تبارك وتعالى عن طريق عقولنا التى أكرمنا بها، وإليك شرح مبسط لأدلة إثبات وجود الله تعالى وَفقًا للنقل والعقل؛ لأن الناس أحوج ما يكونون إلى معرفة ربهم وخالقهم ، هذا ما أكده  المفكر الإسلامي الدكتور  محمد داود في كتابه "عزيزي الإنسان ..حوار العقل مع الملحدين شواهد الحق وبراهين الإيمان " لافتا إلى أن كل شئ يدل على وجود الله سبحانه وتعالى ،إذا ما من شئ إلا وهو أثر من آثار قدرته سبحانه، وما الوجود إلا خالق ومخلوق ، وقد نبه القرآن الكريم إلى دلالة كل شئ على الله تعالى، كما في قوله تعالى في سورة الأنعام " قل أغير الله أبغى ربا وهو رب كل شئ " ولذلك في كل شئ له آية  تدل على أنه واحد  

ويشير "داود" في كتابه إلى مجموعة من مظاهر دلالة المخلوقات على الخالق والمتمثلة أولا في دلالة الخلق والإيجاد بعد العدم قائلا:‏

إن وجود الموجودات بعد العدم، وحدوثها بعد أن لم تكن يدل بداهة على وجود من أوجدها وأحدثها، وليس شرطًا أن يقف كل أحد على حدوث كل شىء حتى يصدق بذلك؛ لسعة خلق الله عبر الزمان والمكان، وإدراك الإنسان لا يستطيع أن يحيط بكل ذلك، بل إنه شيئًا فشيئًا، ومرة بعد مرة كلما زاد علمه وإدراكه اكتشف شيئًا من مخلوقات الله، فالإحاطة بكل ما خلق غير ممكنة للإنسان؛ لذلك قال

   "مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ" ومما يدل على أن وجود الخلق دليل على وجود الله عز وجل في قوله تعالى: "أَمْ خُلِقُوا  مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ  " سورة مريم  

ثانيًا- دلالة العناية المقصودة بالمخلوقات

وأوضح الدكتور "داود" أن المراد ما نشهده ونحس به من الاعتناء المقصود بهذه المخلوقات عمومًا، وبالإنسان على وجه الخصوص، قال عز وجل: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8)) «النبأ»، وقال عز وجل: (تَبَارَكَ الَّذِى جَعَلَ فِى السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (61)) .

وهذه العناية المقصودة ماثلة فى العالم كله، فإذا نظر الإنسان إلى ما فى الكون من الشمس والقمر، وسائر الكواكب، والليل والنهار، وإذا تأمل فى سبب الأمطار والمياه والرياح، وسبب عمارة أجزاء الأرض، ونظر فى حكمة وجود الناس وسائر الكائنات من الحيوانات البرية، وكذلك الماء موافقًا للحيوانات المائية، والهواء للحيوانات الطائرة، وأنه لو اختل شىء من هذا النظام لاختل وجود المخلوقات التى هاهنا ، إذا ما تأمل الأنسان ذلك كله علم علم اليقين أنه ليس يمكن أن تكون هذه الموافقة التي في جميع أجزاء العالم للإنسان والحيوان والنبات بالاتفاق ، بل ذلك من قاصد قصده، ومريد أراده ، وهو الله سبحانه ، وعلم يقينا أن العالم مصنوع مخلوق، ولا يمكن أن يوجد بهذا النظام والموافقة الدقيقة من غير صانع وخالق مدبر عظيم .

 كما تطرق الدكتور داود في كتابه حول دلالة الإتقان والتقدي من خلال تسليط الضوء على آيات قرآنية للتأكيد وهى

 قال عز وجل: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِى أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88)) «النمل

  وقال عز وجل: (الَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِى خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ) «الملك».‏

ـ وقال : (الَّذِى أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7)) «السجدة»

فهذه الآيات وأمثالها تلفت نظر المستدل إلى دلالة المخلوقات على بارئها، من خلال ما يشاهد فيها من الانضباط والالتزام التام بنظام فى غاية الدقة .

 

 

كما أشار إلى ما يسمى دلالة التسخير والتدبير قائلا : إذا نظرنا إلى هذا العالم وجدناه بجميع أجزائه ينتظم من خلال سنن كونية لا تتبدل ولا تتغير: (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِى لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) «يس»، وتتجلى فى هذه السنن الإلهية شواهد القدرة، بما لا يدع مجالًا للشك فى وجود مدبر عظيم قدير حكيم .

خامسًا: أن الخالق (الله) تبارك وتعالى أخبر فى القرآن الكريم عن حقائق بشأن بعض مخلوقاته، وهى تطابق حقائق العلم الحديث، وفى هذا شاهد حق ودليل صدق وبرهان على أن الخالق حق، وأن كلام الله صدق .

 

 

 

تعليقات