مركز حصين: «أسوأَ ما آلَ إليه حالُ النّاسِ اليومَ نسيانُهم حقَّ ربِّهم عليهم»

  • أحمد محمد
  • الخميس 10 نوفمبر 2022, 9:55 مساءً
  • 285

قال مركز حصين إنّ أسوأَ ما آلَ إليه حالُ النّاسِ اليومَ، نسيانُهم حقَّ ربِّهم عليهم، في مُقابِلِ تعظيمِهم لحقوقِ أنفسِهم، فترى الناسَ يلهجون دائمًا بحقوقِ الإنسانِ، واحترامِ الإنسانِ، ومحبّةِ الإنسان.

وأوضح في "خطبة الجمعة" التي نشرها، عبر موقعه الرسمي، أنه لا شكَّ أنَّ للإنسانِ حقوقًا أحقَّها اللهُ تعالى، الذي حُكمُه عدلٌ لا ظلمَ فيه، وقضاؤُه حكيمٌ لا عَبَثَ يعترِيه، لكنّ الغلوَّ في حقِّ الإنسانِ، مع مقابلةِ حقِّ اللهِ بالنسيانِ، هو عينُ الجحودِ والكفران.

وتابع: لقد أُولِعَ الناسُ اليومَ باستحسانِ الحريةِ والكرامة، وإنّهما لَـمَطلَبَان لا غِنَى عنهما، لكنّ كثيرًا منهم يَخلِطُ في هذهِ المفاهيمِ بين الحريةِ التي حَفِظها الخالقُ للمخلوقِ حِينَ خَلَقَهُ حُرًّا لا يُستعبَد لِغَير خالقِه، وبين الحريةِ التي هي انحلالٌ عنِ العبوديةِ لله، ويَخلِطُون بين كرامةِ اللهِ لِبَنِي آدمَ التي قالَ فيها: ولَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وحَمَلْناهُمْ فِي البَرِّ والبَحْرِ ورَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلًا، والكرامةِ التي هي استكبارٌ عن العبوديةِ والاعترافِ بحقِّه جلَّ وعلا.

 

وأردف: لقد جعل كثيرٌ من الناسِ في زمانِنا هذا حقَّ المخلوقِ أعظمَ مِن حقِّ الخالقِ، فتراهم يَعُدُّون إيذاءَ الإنسانِ جريمةً يُعَاقَبُ عليها، وهذا حقٌّ، لكنّهم في المقابِلِ لا يرون في سَبِّ خَالقِ الإنسانِ والطعن في دينه أيَّ جريمةٍ، بل هي حُرّيّةٌ مَكفُولة، لأنّ السابَّ والطّاعنَ في زعمِهم لم يتعدَّ على حقوقِ الآخَرِين! ويَرَون أنّ مَنْعَ تأديةِ الحقوقِ الماليّةِ لإنسانٍ مثلًا يستَوجِبُ الـمُحاكمةَ لِيُعادَ الحقُّ لصاحبِه، لكنّ تركَ أداءِ حقِّ اللهِ بعبادتِه: حريّةٌ يجبُ ضمانُها وحمايتُها، ولا يحقُّ لأحدٍ التعكيرُ عليها! ويَرَون أنّ اختلاسَ شيءٍ من الحقِّ العامِّ قضيةُ فسادٍ، وهذا حقٌّ، لكنّهم لا يَرَون في الكفرِ باللهِ والشركِ به واستِحلالِ المحرّماتِ شيئًا مِن الفسادِ، مع أنّه أكبرُ الفساد.

 

 كما يَرَون أنّ حُسنَ الأخلاقِ في التعاملِ مع الإنسانِ أهمُّ مِن حُسنِ الخلُقِ مع اللهِ بِشُكرِه وطاعتِه، فلذلك قد يُفضِّلون كافرًا على مسلمٍ، لأنّهم رأَوا ذلك الكافرَ أكثرَ أدَبًا مِن المسلم، وقد يُفضِّلون الغربَ على المسلمين، لأنّ الغربَ أكثرُ اهتمامًا بحقوقِ الإنسان.

 

وشدد مركز حصين، أنه لا أسوأَ ولا أقبحَ ممّن أعرضَ عن خالقِه وجَحَدَ حقَّه، فإنّ الكفرَ باللهِ أعظمُ الجرائمِ، وأفظعُ العظائمِ، كَيْفَ ‌تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ. هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.

تعليقات