هل يتعمد إبراهيم عيسى تشويه التاريخ الإسلامي؟ (فيديو)
- الخميس 21 نوفمبر 2024
حسام خطاب
في ليلة من
ليالي أغسطس 1965، اتولد "بريان" و"بروس" رايمر التوأم
المتطابق الأشقر والجميل، لأبوين كنديين واللي كانت فرحتهم بيهم لا يسعها أي شيء
في الدنيا..
مرت الأيام
والشهور لحد ما بقى سن الولدين ست شهور، ليتم تشخيصهم بالتشحم في منطقة العضو
الذكري، وتمت إحالتهم للختان في سن سبعة شهور. وفي الوقت ده قرر الطبيب إنه يجرى
لهم العملية باستخدام طريقة غير تقليدية من الكي الكهربائي، عشان تحصل حاجة هتغير
تماما مجرى الحياة..
تم حرق قضيب
بروس بشكل لا يمكن إصلاحه جراحيًا. واختار الأطباء عدم إجراء العملية لأخيه، واللي
اتحسن بعد كده من غير تدخل جراحي.
وعلى الفور بدأ
الأبوين يقلقوا على مستقبل ابنهم بروس وسعادته الزوجية، فأخذوه على مستشفى جونز
هوبكنز في ولاية ميريلاند بأمريكا "الجميلة" عشان يقابلوا عالم النفس
"الحنين" جون ماني، اللي شافوه أول مرة في برنامج تلفزيوني، واللي كان
وقتها بيعمل تجاربه وأبحاثه في مجال التطور الجنسي والهوية الجندرية، وده من خلال
شغله ودراساته على المرضى ثنائيي الجنسintersex ،
أو اللي عندهم مشاكل خلقية في أعضائهم التناسلية. طبعًا مهم جدًا إننا نعرف إن
"جون ماني" ده كان من أوائل الناس اللي أسسوا لمصطلح الجندر "Gender"
بدل مصطلح الجنس "Sex"، واللي بيعني تحديد
الهوية الجنسية بناء على الرغبة الشخصية للبني آدم، بغض النظر عن شكله البيولوجي
اللي اتولد بيه. وكان عند "ماني" قناعة إن التدخلات السلوكية المبكرة في
مرحلة الطفولة ممكن تخلي الإنسان يتعلم ويكتسب هوية جنسية جديدة ومختلفة.
المهم عزيزي
القارئ إن في الوقت ده، كان الرأب الجراحي للعضو الأنثوي أكثر تقدمًا من بناء
العضو الذكري، وماني كان شايف من "وجهة نظره" إن الطفل بروس هيكون أسعد
في مرحلة البلوغ لما يعيش كامرأة ذات أعضاء تناسلية شغالة. وكمان كان وجود بروس مع
أخوه المتماثل فرصة ذهبية من الناحية التجريبية.
وجات اللحظة
الحاسمة، لما كان عمر بروس 22 شهرًا خضع لجراحة تغيير الجنس، وتم استئصال الخصيتين
ومن ثم تشكيل فرج بدائي. ليخرج من غرفة العمليات حاملا اسم بريندا بعدما كان بروس
في اليوم السابق. وهنا بدأت رحلة بريندا الجديدة مع جوني موني...
بدأ عالم النفس
بتقديم الدعم النفسي لبريندا بعد إعادة تعيين جنسها، وفضلت بريندا تزوره شهريا
وسنويا للاستشارة وتقييم نتيجة كل اللي اتعمل فيها لحد ما بقى عنده 13 سنة تقريبًا.
لكن يا ترى إيه
هو الدعم النفسي اللي كان بيقدمه الدكتور ماني للطفلة بريندا؟
بحسب التقارير
تضمنت الجلسات بروفة جنسية للطفلة وشقيقها من خلال اللعب والقيام بحركات محاكية
للجماع، وأُجبر التوأم على القيام بأفعال جنسية، لعب فيها بروس دور المرأة، وبريان
دور الرجل، ليوثق ماني تلك المشاهد ويصورهما في عدة أوضاع مخلة، ويجبرهما على
استكشاف بعضهما جنسيًا!
ولما كان
الأطفال بيفكروا بس يقاوموا الممارسات الغريبة عن طفولتهم دي، كانوا بيُقابلوا
بغضب عارم من الدكتور ماني، في حين إنه كان لطيف جدا لما كان بيقابل والديهم، وسيء
المزاج جدًا لما ينفرد بالطفلين، لدرجة إنه هددهم مرة بالجلد لما رفضوا إنهم
يخلعوا ملابسهم!
وهكذا، فضلت
محاولات تحويل بروس لبريندا مستمرة لحد سن البلوغ واللي تم فيه إعطاء الإستروجين
لبروس، من أجل إنماء الثدي.
الغريب واللي مش
غريب هنا بقى، إن بالرغم من كل الmake up اللي اتعمل لبروس عشان يبقى بريندا، وبالرغم من كل الفساتين
المزركشة، والهرمونات الأنثوية، وجلسات التعديل النفسي والسلوكي، والممارسات
الجنسية المعززة للسلوك الأنثوي، والبيئة الأنثوية اللي اتحط فيها بروس، إلا إنه
كان بيرفض تماما يلعب بعرايس البنات وأدوات الطبخ وما شابه، كان بيحب يلعب
بالمسدسات والعصيان والسيوف، كان بيحب الخشونة والألعاب الخشنة، وكان لما يجي يدخل
الحمام يتبول قائما زي الصبيان، لدرجة إنه كان بيستغرب كتير من سلوكه ده، واللي في
الحقيقة كان منبعث من دخيلة نفسه، وبعدين يسأل أمه: هو ليه أنا حاسسة إني ولد أو
إني بتصرف زي الولاد؟ فكانت بتجاوبه وقتها إن فيه بنات بيبقوا مسترجلين أو ما يعرف
بـ"Tomgirl"
وهي واحدة منهم!
كل ده كمان لأن
بريندا كانت بتتعرض للنبذ والتنمر والتخويف من قبل أقرانها واللي كانوا بيطلقوا
عليها اسم "امرأة الكهوف".
الخلاصة إن
بريندا كانت متألمة جدا، ولما بقى عندها 13 سنة كانت بتعاني من اكتئاب انتحاري
حاد، لدرجة إنها قالت لأبوها وأمها إنها هتنهي حياتها لو فكروا بس يخلوها تشوف
دكتور "ماني" ده تاني.
الغريب إن ماني
كان بيكتب لعدة سنوات العبارة التالية: "سلوك الطفل واضح جدًا في سلوك فتاة
صغيرة نشطة، ومختلف تمامًا عن الأساليب الصبيانية لأخيها التوأم."
لكن أخيرًا، في
14 مارس 1980، اضطر أبوها وأمها يقولوا لها الحقيقة، بعد تدهور حالتها، وحكوا لها
القصة الأليمة اللي اتعملت فيها وهي صغيرة، ووضحوا لها أنهم عملوا كده عشان هما
صدقوا دكاترة هوبكنز لما أقنعوهم بكلامهم، وإنهم كان عندهم أمل إن ده هيبقى أحسن
لحياتها. وهنا ظهر بكل وضوح إزاي إن ممكن في يوم من الأيام يكون العذر أقبح من
الذنب!!!
بناءً على نصيحة
طبيب الغدد الصماء والطبيب النفسي وقتها، وبعد ما أبويها أخبروها بالماضي المرَّ
العلقم، قررت بريندا إنها ترجع تاني لهويتها الجنسية الذكورية الحقيقية، واللي ما
اتخلتش عنها داخليا في يوم من الأيام، وأطلقت على نفسها اسم ديفيد، كعنوان للتخلص
من كل ماضيها بذكورته وأنوثته، وعشان تبدأ حياتها الرجولية من جديد.
بدأ ديفيد يخضع
للعلاج العكسي الهرموني، بما في ذلك حقن التستوستيرون وغيرها، وتم استئصال كلا
الثديين، ثم خضع لعمليات بناء القضيب! ليعود ديفيد رجلًا مرة أخرى لكن من دون
خصيتين!
والسؤال المهم
هنا، هل استطاع ديفيد أن يعيش بسلاسة حياة رجولية مرة أخرى؟
الإجابة
المختصرة، لا..
صحيح إنه بعد
فترة تزوج من جين فونتان، اللي كانت أرملة معاها 3 أبناء، وتبنى أبنائها، وهي دي
الوحيدة اللي قبلت بيه وقتها، إلا إنها بعد فترة مقدرتش تستمر في علاقتها معاه
وطلبت الإنفصال، وظل يعاني من اكتئاب مزمن شديد لفترات طويلة. كمان أفراد عيلته
كلهم حياتهم اتحطمت تقريبًا. ولما اتسألت أمه في إحدى البرامج التلفزيونية وهو كان
معاها، هل تظني إن ابنك بيكرهك؟ ردت بنعم! هل أنتِ بتكرهي نفسك؟ ردت باكية: نعم!
بعد فترة تم
العثور على بريان أخوه وهو ميت بسبب جرعة زائدة من المخدرات في سن 36، واللي كان
بيعاني من اكتئاب شديد بسبب أخوه وذكرياته معاه. وبعدها بسنتين تقريبًا، وبعد
انفصاله عن زوجته بشهور لقوا ديفيد نفسه ميت منتحر برصاصة فجر بها جمجمته!
في العالم
الموازي بقى كان "ماني" بينشر نتايجه الهايلة عن نجاحه في إعادة تعيين
الهوية الجندرية والجنسية لبروس، وفضلت وجهة نظر "ماني" هي السائدة بين
الأطباء لمدة ثلاثين عامًا! وكان دايمًا بيطمنهم إن تغيير هوية الجنسية كان القرار
الصحيح في حالات كتيرة، مما أدى إلى خضوع الآلاف لعمليات التحول الجنسي.
بعد فترة لما
انتشرت قصة ديفيد رايمر، تراجع عدد كبير من هؤلاء في الإقبال على عمليات التحول
الجنسي، لكن الشيء اللي فضل ثابت وما اتغيرش كتير هو تحويل الهوية الجنسية دون
الخضوع للجراحة على حسب المزاج، واللي بيعرف الآن "بالسيولة الجندرية"!
وفي النهاية محتاجين نسأل نفسنا هنا شوية أسئلة:
إيه هي حدود
تحكم الوالدين في التغيرات المصيرية لأبنائهم، سواء بإجهاض الطفل المعاب خلقيا أو
اللي هما مش حابين وجوده من الأساس، أو إنهم يجروا عمليات جراحية أو يدخلوا
تعديلات سلوكية عليهم في مرحلة من مراحل حياتهم؟
إلى أي درجة
ممكن نثق بالعلم الجديد اللي بيتبناه الأطباء والجراحين، وخصوصا اللي بيكون له دور
في اتخاذ قرارات مصيرية وحساسة في حياة أطفالنا؟
هل نحن فعلًا
بنمتلك أجسادنا أو أجساد أبنائنا، وبالتالي من حقنا نعمل اللي احنا شايفينه صح
فيها؟
مين ممكن يعوض
نفس بشرية بعد تدمير حياتها لمجرد عبث وفوضى باسم العلم؟
إيه رأينا في
فكرة اختزال النظرة للكمال الإنساني لفردٍ ما وتقييم سعادته بناء على شكله الجسدي
وأداؤه الجنسي ومتعته الجنسية زي ما بيصور لنا الغرب؟ وهل غياب مفهوم الابتلاء
والاختبار في الحياة الدنيا ممكن يخلي الإنسان يتصرف تصرفات لا إنسانية ومعاكسة
للفطرة من أجل أن يحقق هذا الكمال الإنساني؟
تفتكروا لو كانت
القضية دي في كندا أو أمريكا عرضت على الشريعة الإسلامية وفقهائها، كانوا
هيجاوبوهم إزاي وممكن يساعدوا الأسرة دي بإيه؟