كيف تنظر الهندوسية للحياة والموت؟.. هيثم طلعت يرد

  • أحمد محمد
  • الإثنين 31 أكتوبر 2022, 10:57 مساءً
  • 344
هيثم طلعت

هيثم طلعت

قال الدكتور هيثم طلعت، الباحث في ملف الإلحاد، إن الهندوسية الحالية تقوم على فكرة تناسخ الأرواح ودورة التوالد التي لا تنتهي: "فنحن في التصور الهندوسي ندور في حلقة دائرية من الولادات، فكل مولود كان موجودًا في كائنٍ قبله وستنتقل روحه بعد موته لكائنٍ آخر وهكذا، وهذا ما يُعرف في الهندوسية بمصطلح: السامسارا ".

وبين أن هناك عدة إشكالات عقلية وعلمية في مسألة تناسخ الأرواح هذه ومنها.. الأول: ويُعرف بـ"اعتراض ترتليان Tertullian's objection" وهو يقول: إذا كان تناسخ الأرواح صحيحًا فكيف لا يُولد الرُضع بنفس القدرات العقلية للبالغين؟


 

الإشكال الثاني: لو كان تناسخ الأرواح صحيحًا، فالمفترض أنَّ أعداد الكائنات الحية ثابتة، لأنها تتناسخ فيما بين بعضها البعض في دورات من الولادات، وهذا لا يقول به عاقل اليوم!

 

وشدد على أه ثبُت أنَّه كان هناك زمان ليس للكرة الأرضية فيه وجود أصلاً، وكان هناك زمان لم يكن للكائنات الحية على الأرض وجود، وكان هناك زمان لم تكن الكائنات حية فيه بهذا العدد بل كانت قليلة جدًا، ثم ازدادت مع الوقت وهذا أيضًا بإجماع البشر اليوم، وكان هناك زمان فيه أعداد البشر أقل مما هم عليه اليوم، فأعداد البشر ليست ثابتة بالإجماع، فكيف يحدث تناسخ أرواح في دورات ثابتة؟

 

وتابع "هيثم طلعت"الإشكال الثالث ماذا لا يوجد مَن يتذكر الحياة الماضية – الولادة السابقة- التي كان فيها، إلا من أبناء تلك الفلسفة؟ كانت هناك امرأة أمريكية تدعى روث سيمنز Ruth Simmons، ادعت أنها تناسخ لروح امرأة أخرى تسمى بريدي مورفي Bridey Murphy وبدأت روث سيمنز في استحضار ذكرياتها السابقة حين كانت بريدي مورفي في القرن التاسع عشر في أيرلندا، وبعد تقصِّي باحثين لحياة روث سيمنز تبين أن لها جارة قديمة من أيرلندا تُدعى بريدي مورفي، فأخذت ذكريات بريدي عن أيرلندا ونسبتها لنفسها، وادعت أنها هي بريدي، فتناسخ الأرواح وهم وخيال ويخالف أبسط بديهيات العلم والحس، مشيرا إلى قول بول إدواردز رئيس تحرير الموسوعة الفلسفية والأستاذ بجامعة نيويورك: "تناسخ الأرواح مجرد خيال يتعارض مع العلم الحديث، فالإنسان إذا مات لن يولد في حياةٍ أخرى، والفيدات دائمًا تؤكد على هذه الحقيقة، ولا يوجد في الفيدات أي حديث عن تناسخ الأرواح أو عن السامسارا، حتى قال العالم الهندوسي شري ستيا كام وديالنكار: "إن عقيدة التناسخ ليست في الفيدات وأنا أتحدى من يقول بذلك".

ولفت إلى أن خير دليل على صحة كلام وديالنكار أنَّ الهندوس يؤدون طقوسًا دينية تسمى: "شرادة Sraddha -  श्राद्ध - " وهدفها تسكين أرواح الموتى، متسائلا: فكيف تتناسخ الارواح والهندوس يُسكِّنون أرواح الموتى؟

وأوضح أن القرآن الكريم الذي أنزله الله على نبيه محمد  ﷺ، قام بالرد على القائلين بتكرار الحياة ممن قالوا ﴿إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ﴾ [٣٧] سورة المؤمنون، فرد الله عليهم قولهم في كتابه العزيز فقال ﴿أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ﴾ [٣١] سورة يس، فليس لمن يموت عودة إلى الدنيا أو رجعة مرةً أخرى، فقال الله تعالى ﴿لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَىٰ﴾ [٥٦] سورة الدخان، فهذه عقيدة المسلمين، وهي عقيدة الفيدا التي هجرها الهندوس مع الأسف.

 

عن الإشكال الرابع، قال هيثم طلعت إنه يتمثل في تناسخ الأرواح، غذ يزعمون أن الغاية هي الوصول لمرحلة التوحد مع المطلق أو ما يعرف بالموكشا، للتخلص من هذه الولادات المتكررة، وهذا معناه أن الولادات المتكررة عذاب، متسائلا: لكن مَن قال أن الولادات المتكررة عذاب؟، ومعقبا: إن أغلب البشر لو سألتهم هل تتمنون أن تولدوا ثانيةً وأن تُجربوا الحياة مرةً أخرى فلن يتردد كثيرون منهم في الإجابة بنعم.

ويتابع: ثم إن هذه النظرة التشاؤمية للوجود على أنه عذاب هي نظرة كاذبة؛ فالوجود فيه خيرٌ كثير وفيه نعمٌ لا تُحصى، فالموكشا هي خلاص وهمي من شيء غير موجود في الحقيقة!


أما الإشكال الخامس، فيرى هيثم طلعت أن فلسفة تناسخ الأرواح تدفع نحو عدم الاكتراث بفعل أية جريمة أو معصية، فهي تبرر لارتكاب الجرائم، لأنَّ الإنسان حتمًا سيَخلُص في ولادة قادمة من الولادات ولابد، فليستمتع بهذه الولادة التي هو فيها، مشيرا إلى أنَّ هذا الأمر يمثل مصالحة مع ارتكاب أي جريمة، وربما لهذا السبب تعتبر الهند من أعلى المعدلات عالميًا في ارتكاب الجريمة وجريمة الاغتصاب تحديدًا، مشيرا إلى أن الهند من أعلى الدول في معدلات جرائم الاغتصاب الجماعي.

تعليقات