مركز حصين يحذر من أساليب المضلّين في محاربة الدّين: «دعاة الباطل قد يكونون من جلدتنا»

  • أحمد محمد
  • الخميس 27 أكتوبر 2022, 11:27 مساءً
  • 502
أساليب المضلّين في محاربة الدّين

أساليب المضلّين في محاربة الدّين

كشف مركز حصينن والمختص في محاربة الإلحاد، والرد على الشبهات، عن بعض أساليب المضلّين في محاربة الدين.

وأوضح المركز أنّ اللهَ تعالى خلَقَ هذه الدنيا يَبْتَلِي فيها عبادَه، فيَميزَ منهم الخبيثَ مِن الطَّيِّب، وقضى بِحكمتِه مِن أجلِ ذلك، أن يكونَ على الحقِّ علاماتٌ مبيِّنةٌ له، ودُعاةٌ يَهدُون الناسَ إلى الخير، لِيُدرِكَ حُجَجَهُم كلُّ طيّبٍ فيتّبعَهم فيدخلَ الجنّة، وأن تكونَ للباطلِ سُبلٌ خدّاعةٌ، ودُعاةٌ مُضِلّون، ليميلَ إليهم كلُّ خبيثٍ فيتّبعَهم فيدخلَ النّار، قال تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ.

وبين أنه مُنذُ أن أخذَ إبليسُ على نفسِه العهدَ بإغواءِ بني آدم، لم يَهْدأْ له بَال، ولا قَرَّ له قرار، بل لم يَزلْ يَستفزُّ بصوتِه كلَّ ظَلومٍ جَهول، ويُجلبُ عليهم بجنودِه مِن خيلِه ورَجِلِه، وأنّ مِن جنودِ إبليسَ: شياطينَ مِن الإنس، لهم أساليبُ في نشرِ الباطلِ والدّعوةِ إليه، لا يزالون يَسلكونها مع الأنبياءِ وأقوامِهم، واجهُوا بها نوحًا وهودًا، وصالحًا ولوطًا، وإبراهيمَ وشعيبًا، وموسى وعيسى، ونبيَّنا محمدًا ﷺ، وهُم اليومَ كحَالِهم بالأمس، طُرُقُهُم هِيَ هِي، إلا أنّ الوسائلَ تتنوّعُ وتتطوّر، فالعاقلُ مَن قاسَ يومَه على أمْسِه، وحاضرَه على ماضِيه، فأخَذَ العِبَر، واستيقظَتْ مِن عقلِه الفِكَر.

 

وشدد "حصين" على أنّ المُضِلّين اليومَ، في ظِلِّ تَسلُّطِ الباطلِ وأهلِه، لهم نشاطٌ عظيمٌ في إفسادِ العقائدِ وتَنكِيسِ الفِطَر، حتى صارَ الباطلُ يُقدَّم بِقَوالبَ جَذّابة، في أفلامٍ ومسلسَلات، وبرامجَ وحِوَارَات، تُغرسُ فيها مِن المفاهيمِ المُفسدةِ، والتّلبيساتِ المُضِلّةِ، ما اللهُ بهِ عليم.

 

ولفت إلى أن مِن بين الناسِ مَن يظنُّ أنّ دُعاةَ الباطلِ إنّما يأتونَ مِن أقوامٍ غيرِنا، يتكلّمون بِغَير لُغَتِنا، لكنّ الواقعَ خلافُ هذا، وهو مِصْداقُ ما أخبرَ به نبيُّنا ﷺ أنه: «تكونُ دعاةٌ على أبوابِ جهنّمَ، مَنْ أجابَهم إليها قَذَفُوه فيها، وهُم قومٌ مِنْ جِلْدَتِنا، يَتَكَلَّمُونَ بألسنتِنا»، فَقَلَّ مَن يُصغِي إلى هؤلاءِ، ويتركُهم يُلقُون في سمعِه ما شاؤوا، ممّن ليس عندَه نورٌ يهدِيه مِن الوحي، إلّا أوشكَ أن يتّبعَهم فيصيرَ معهم.

 

 

وأشار إلى أن الله بيّنَ لنا في كتابِه مسالكَ أهلِ الضلال، وكشفَ لنا ألاعيبَهُم وتلبيساتِهم، لِنَفْطَنَ لها ونَحذَرَها، فمَن اتّبعَ هُدَى اللهِ فلا يضلُّ ولا يَشقَى.

 

وأكد أن مِن أبرزِ وسائلِهم في الإضلال: لَبسُ الحقِّ بِالباطِل، وذلك بِخَلطِ المفاهيمِ الباطلةِ بِمفاهيمَ حسنة، وتقديمِ الأفكارِ الكفريّةِ بِقوالبَ مُستَحْسَنَة، وذلك لأنّ شياطينَ الإنسِ والجنِّ يعلمون أنّ باطلَهم فجٌّ في حقيقتِه، تَأْبَاهُ الفِطَرُ السليمة، فيُزَوِّقُونه ويُزَخرفونَه حتى ينالَ الإعجابُ ويَبهَرَ الألباب، فَيُوحي بعضُهم إلى بعضٍ زُخرفَ القولِ غُرورًا.

 

وتابع: لقد كانوا يُقَدّمون عبادةَ الأصنامِ في قالَبِ اتّخاذِ الشفعاءِ عِندَ الله، ويُقَدِّمون كفرَهم بالأنبياءِ في قالَبِ المطالبةِ بالبراهينِ والأدلّة، ويُقَدِّمون تمسّكَهم بِعقائدِهم في قالَبِ الثباتِ على المَوْروثِ الشعبيِّ والمحافظةِ على دينِ الآباء.

وهكذا هُمُ اليوم، ولكلِّ قومٍ وَارِث، فهم اليومَ يُقَدِّمون جحدَ حقِّ اللهِ والكفرَ به في قالَبِ حرّيةِ الرأيِ والكَلِمة، ويُقَدِّمون تبديلَ الدينِ وتنكيسَ المفاهيمِ في قالَبِ التجديدِ والتنوير، ويُقَدِّمون ذَوَبانَ الهُويّةِ وموالاةَ الباطلِ في قالَبِ التّسامحِ واحترامِ الآخَر، فالتلاعبُ بِالمصطلحاتِ، وخَلْط التسمياتِ، مَسلكٌ خطيرٌ ينطلِي على كثيرٍ مِن الناس: يؤكد مركز حصين.

ويستطرد: مِن الأساليبِ المُضِلّة، كِتمانُ الحقّ، وقد جمَع اللهُ تعالى هذا المسلكَ والذي قبلَه لِبني إسرائيل، فقال يحذّرهم: وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ

 

ويتابع: إنّ المضلّينَ في كلِّ وقتٍ يعلمون أنّ الباطلَ مع كلّ تزويقِه لا يقفُ أمامَ الحقِّ بِبَهائِه وسنائِه، فلذلك يَعمَدون إلى كِتمانِ الحَقيقةِ ومَنعِ أهلِها من بَيانِها، بِتَكْمِيمِ أفواهِهِم، وتَكْتِيمِ أصواتِهم، وطَمْسِ براهينِهم، والتَّعميةِ على حُجَجِهم.

 

وشدد على أنّ المنعَ مِن قولِ الحقِّ جوابٌ يتداولُه أهلُ الباطلِ، مِن يومِ أنْ قالوا لإبراهيمَ عليه السلام: حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلهَتَكُم، وبه أجابَ فرعونُ موسى عليه السلام إذ قال له: لَئنِ اتّخَذْتَ إِلهًا غَيْرِي لَأجْعَلَنّكَ مِن المسْجُونِين، وبه أجابَ كفَرةُ اليهودِ عيسى عليه السلام حين مكرُوا به ليقتلُوه فرفعهُ اللهُ إليه، وبه أجابَ المشركون محمدًا ﷺ حين مكروا به ليُثْبِتُوهُ أو يَقتلُوه أو يُخرِجوه.

 

ولفت إلى أن مِن أساليبِ أهلِ الباطِل: تشويهُ صورةِ أهلِ الحقّ، بِإظهارِهم بِصورةٍ منفّرةٍ تَنبُو عنها النفوس، وتَشْمَئِزُّ منها القلوب، ليبغِّضُوهُم إلى الناس، ويصدُّوهم عنِ اتّباعِهم.

 

وبين أن المضللين شعروا بِإفلاسِهم مِن الحُجّةِ والبرهان، فاختارُوا مقابلةَ خُصومِهم بالاستهزاءِ والعيبِ والبُهتان، فاتّهمُوهم قديمًا بِالجنونِ والسّفاهة، كما أخبرَنا اللهُ عنهم أنّهم:مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ، و إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ، وهكذا اتّخذَ أعداءُ الرسلِ أهلَ الإيمانِ سِخْرِيًّا، فكانوا منهم يضحكون، وإذا مرُّوا بهم يتغامزون، وهكذا يفعلُ أتباعُهم وورثتُهمُ اليوم، فيُظهرون أهلَ الديانةِ والصّلاحِ في قوالبَ كوميديّةٍ سَخيفة، أو شخصيّاتٍ نَزِقةٍ سفيهةٍ خفيفَة، ويلقّبونَهم بالمتشدِّدين والمتطرِّفين، فإذا اتُّهموا، قالوا: نحن لا نقصِدُ الإسلام، ولكن نقصِدُ الإسلاميّين.

 

 

 

تعليقات