الإلحاد.. ظاهرة عقلية أم نفسية؟ الدكتور عمرو شريف يرد

  • أحمد محمد
  • الأربعاء 26 أكتوبر 2022, 01:45 صباحا
  • 400
عمرو شريف

عمرو شريف

رد الدكتور عمر شريف، الباحث في ملف الإلحاد، على سؤال هل الإلحاد ظاهرة عقلية أم نفسية، مشيرا إلى أن هذا السؤال يتطلب أن استعراض أسباب الإلحاد.

 

وتابع: في محاضراتي أشبِّه الإلحاد بـ”جبل ثلج” غائر في المحيط.. الجزء الظاهر من الجيل يقارب 10- 20% من الجبل، وهذه هي “الأسباب العقلية” الظاهرة التي يعلنها الملحد؛ كأن يتذرع بنظرية التطور، أو بما يزعمه من تعارض النص الديني مع حقائق العلم، أو أن يقول إذا كان الله خلق الخلق فمن خلق الله.. فهذه أسباب عقلية، وهي تشغل الجزء الأصغر من أسباب الإلحاد .

وأردف: أما الجزء الأهم فهو الغائر تحت سطح الماء؛ وهو يتكون من عدة شرائح؛ أولها ما يقابلنا قرب السطح، وهي “الأسباب الشخصية”، ثم في العمق “الأسباب النفسية”، أما ماء المحيط فهو يمثل “الأسباب الاجتماعية”، وفق "إسلام أون لاين".

 

وأكمل في الأسباب الشخصية، نجد أن “بول فيتز”- أستاذ الطب النفسي بجامعة نيويورك، وله نظريات في العوامل النفسية للإلحاد- يقول: “عندما تخصصت في الطب النفسي، كان معظم العاملين في هذا المجال من أساتذتي ملحدين، فكان ينبغي أن أجاريهم وأستخدم المصطلحات الإلحادية”! فهذا نموذج للأسباب الشخصية؛ ومثل هذا، الشاب الذي يريد أن يعيش متحررًا من القيود والتحذيرات الدينية، مخالفًا لها؛ فيلجأ للإلحاد كي يتخلص منها، وهنا، نجد أن “السبب الشخصي” يدركه الملحد، بخلاف “السبب النفسي” الذي يكون أعمق من الشخصي، ولا يدركه الملحد.. على النحو الذي قررته نظرية “التقصير الأبوي” لـ”بول فيتز”، والتي يرى فيها أن علاقة الطفل بأبيه إذا كانت سيئة، فهذا يجعل الطفل يكره “السلطة” الممثلة في الأب.. ومن ثم، عندما يكبر فإنه يكره السلطة الممثلة في السماء.. وهناك نظرية أخرى خاصة بالعلاقة مع الأم؛ فإذا كانت علاقة الطفل بأمه علاقة غير جيدة فإنه يلجأ لأحد أمرين؛ إما أن يزهد في رحمة الأم، ومن ثم رحمة السماء.. وإما أن يتبنى ردَّ فعلٍ عكسيًّا، أي يبحث عن الرحمة في أن يتدين تدينًا شديدًا متعصبًا متطرفًا.

 

 

تعليقات