"ربما في المستقبل نعرف كيف ظهر الكون".. هيثم طلعت يكشف عن أكبر مغالطة يقع فيها الملحد
- الإثنين 25 نوفمبر 2024
هيثم طلعت
أجاب الدكتور هيثم طلعت، الباحث في ملف الإلحاد، على سؤال كيف نشأت فكرة تمثيل الإله الواحد بعشرات الأصنام في الهندوسية؟
وأوضح خلال
حديثه في كتابه "الهندوسية في ميزان تعاليمها الأصلية والعقل والفطرة السليمة"،
أن مشكلة الهندوسية
الحالية الكبرى بعد عصر الفيدات هي في افتراض أن صفات الإله المتعددة تتطلب ذواتًا
متعددة، أي: تتطلب آلهة متعددة.
وأشار إلى أنهم يفترضون
أن لكل صفة إلهية صنمًا يُمثل تلك الصفة، فالخالق عندهم أصبح "براهما" من حيث هو خالق الكون،
"وفشنو"
من حيث هو حافظ الكون، و"شيفا" من حيث هو مدمر الكون.([12])
وأوضح طلعت، أن هذا
افتراض مخالف لبديهيات العقل والفطرة ومخالف لما هو موجود في الفيدا، فتعدد الصفات
لا يقتضي تعدد الذوات، فقد يكون إنسانًا ذكيًا وقويًا وأديبًا، فلا يلزم من تعدد الصفات تعدد ذوات ذلك
الإنسان، فالإنسان الذكي هو نفسه القوي هو نفسه الأديب، ولله المثل الأعلى!
وتؤكد الفيدا
على نفس هذه الحقيقة، فقد ورد في الريج فيدا: "هو يسمى بـ: اِندر، متر و وايو
وهو ماترشوا، العقلاء يذكرون الإله الواحد بأسماء مختلفة، وفق
حديث هيثم طلعت.
ولفت إلى أن النصوص
بأسماء الله وصفاته كثيرة في الفيدات، فالأسماء والصفات تقوم بالذات الواحدة، وهذا ما عليه الفيدات الأولى وهو ما
عليه العقيدة الإسلامية، فالله سبحانه الواحد في الإسلام له الأسماء الحسنى
والصفات العلا، قال الله تعالى ﴿وَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ لَّا إِلَـٰهَ
إِلَّا هُوَ الرَّحْمَـٰنُ الرَّحِيمُ﴾ [١٦٣] سورة البقرة، فالله هو الرحمن وهو الرحيم، ويقول الله تعالى في القرآن الكريم
﴿هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ
السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ
سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [٢٣] سورة الحشر، فتعدد الأسماء والصفات يقوم بالله
الواحد.
وبين "طلعت"
أن المشكلة الثانية في فكرة تجسيد صفات الإله في صور أصنام مختلفة، أنَّه لا أمان
للكون مع هذه الوثنيات، لذلك القرآن الكريم ينفي عن الله كل
هذه التصورات الوثنية، ويُثبت أن اتخاذ آلهة مع الله يقتضي عدم أمان الكون كله ﴿لَوْ
كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّـهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّـهِ رَبِّ
الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ [٢٢] سورة الأنبياء، ولو كانت آلهة مع الله لفسدت السماوات
والأرض، ﴿وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ
لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم
بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ﴾ [٧١] سورة المؤمنون.